المبادئ الأساسية التي يجب أن ينطلق منها المعلم في التدريس
لأن التدريس هو عملية بناء الأجيال لم يوفر العلماء والمفكرون أي جهد في سبيل تطويره وتحسينه فقد ورد في كتاب هربرت سبنسر /عن التربية /ستة من القواعد العامة للتدريس تفيد المعلم في التعامل مع المتعلم وتقديم الخبرة له وهي:
١_ التدرج من المعلوم إلى المجهول
يجب على المدرس أن يتعرف إلى المعلومات التي لدى المتعلمين فيختارها نقطة للبداية في درسه الجديد، ليصل من خلالها إلى المعلومات الجديدة، ففي ذلك استثارة لميولهم وتشويقهم واجتذاب انتباههم.
مثال:
في درس الجغرافية نبدأ بدراسة البيئة التي يسكن فيها المتعلم لأنها هي التي تهمه أولاً، وهي المعلومة لديه ثانياً فيها وبوساطتها ننتقل بالمتعلم إلى دراسة الأماكن المجاورة أو البعيدة.
و في دروس العلوم نبدأ بدراسة الحيوانات الأليفة كالقطة والكلب قبل غيرها كالنمر الذئب.
٢_ التدرج من البسيط إلى المعقد
تبدو هذه القاعدة بديهية واضحة كل الوضوح ولكن على الرغم من وضوحها وبداهتها فكثيراً ما ينساها المدرس في اختيار موضوعاته وطرائق تدريسه، أو أنه يخطئ فيظن أن ما هو بسيط من وجهة نظره، يكون كذلك بالنسبة إلى المتعلم على حين أن ما يراه التلميذ بسيطاً قد يظنه الراشد معقداً فالمراد بالبسيط هنا كل ما هو واضح يدركه المتعلم ويحيط به دفعة واحدة.
مثال: فالطفل يدرك الشجرة مثلاً قبل أن يعرف أجزاءها من جذر وساق وأغصان وأوراق وأزهار.
ـ في تدريس اللغة أن يبدأ المعلم بالكلمة أو الجملة البسيطة ثم يحللها إلى المقاطع والكلمات والحروف بأشكالها وأصواتها ثم بأسماتها.
لأن فالحروف أمـور بسيطة من الوجهة المنطقية ولكنها معقدة من الوجهة النفسية.
إقرأ أيضاً في لحن الحياة
أفضل 8 مواقع لإرسال رسائل نصية مجانية إلى الهواتف المحمولة (SMS)
طريقة معرفة صحة وسعة بطارية اللابتوب في ويندوز 11
صلاة الكسوف فضلها وكيفية تأديتها
٣_ التدرج من المحسوس إلى المجرد
لا يتسنى للأطفال في أدوار نموهم الأولى أن يدركوا معنى ما إدراكاً صحيحاً إلا إذا كان مدلوله مجسماً أمامهم يرونه بعيونهم ويلمسونه بأيديهم، فهم يستطيعون أن يدركوا مدلول ألفاظ مثل (قلم وكتاب، وكرسي) لأنها أشياء واقعية تحت حسهم يتناولونها بأيديهم ويتصلون بهـا مباشرة، ولكنهم لا يستطيعون فهم المعاني العامة كالفضائل المختلفة (الحق، العدل، الكرامة) والطريقة إلى إفهامهم مثل هذه المعاني تكون إلا في البدء بالأشياء الحسية، فبعد عرض أمثلة كثيرة واضحة نأخذ بأيديهم وننتقل تدريجيا إلى الأمور المعقولة التي تدرك بالفكر وحده.
٤_ التدرج من الجزئي إلى الكلي
والجزئي شيء حسي مشخص يمكن إدراكه بالحواس،
أما الكلي فهو معني معقول مجرد تتمشى هذه القاعدة مع الطريقة التي بها توصل الإنسان إلى. إدراك المعاني الكلية، والحقائق العامة، والقوانين والتعاريف والمفاهيم، وذلك بفحص الأشياء والحقائق الجزئية وملاحظة ما بينها من وجوه التشابه والاختلاف، ثم إطلاق حكم يصدق عليها كلها أو أكثرها ويميزها عن سواها.
مثال:
حين يرى الطفل الصغير قطأ أبيض مثلا يستقر في ذهنه أن لفظ القط لا يدل إلا على ذلك الحيوان المعين الذي رأه ولمسه، ولكن بعد أن يرى عدة قطط مختلفة في ألوانها وحجمها وأجناسها، يوازن بينها وينتزع منها الصفات العامة التي تشترك فيها جميعا فيدرك بعد خبرة منوعة أن لفظ الفط يطلق على أي حيوان من هذا الجنس، فكأنه انتقل من إطلاق لفظ “القط” على حيوان معين على إطلاقه على الجنس كله على الرغم من اختلاف أفراده في صفاته كاللون والحجم.
٥ _ التدرج من المعلومات الغامضة المبهمة إلى المعلومات الواضحة المحددة
يدخل التلميذ المدرسة ولديه كثير من المعلومات المنوعة عن كثير مما يحيط حصل عليها بخبرته الخاصة المباشرة، وهذه المعلومات. على أهميتها تكون عادة سطحية مشوشة مضطرية لا يربط بعضها ببعض رابطة ما واضحة فمن واجب المعلم التعرف على هذه المعلومات بواسطة أسئلة ويتخذها أساساً لدروسه ثم يساعد التلاميذ على تحليلها مع توضيح الجزء الغامض فيها.
٦_ التدرج من السهل إلى الصعب
أولاً علينا إعطاء المعلومات السهلة وننتقل منها بالتدريج حتى تصل إلى المعلومات الصعبة وطبعاً السهل والصعب هنا بالنسبة إلى المتعلم لا المعلم.
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين.