في كوريا الجنوبية ، وبالتحديد مدينة سوون منطقة جميلة تعرف بهواسيونغ ، حيث يأتي إليها السياح ليشهدوا عظمة وجمال غير معهودين ، ولكن في الظلام وخلف جدران المدينة الساحرة ، دائمًا ما تحدث أشياء مخيفة تشوه هذا الجمال القائم .
ولعل قضية سفاح هواسيونغ من أشهر القضايا التي وقعت في تلك المنطقة ، وحتى الآن لم يجدوا فاعلها ، فقد ظلت قضية السفاح معلقة ، لم يره أحد سوى ضحيته التاسعة ، وهي فتاة صغيرة في العاشرة من عمرها ، ولصغر سنها لم تستطع الإدلاء بأوصاف تمكن الشرطة من القبض عليه .
ضجة تملأ المكان عن سفاح هواسيونغ :
في ثمانينات القرن الماضي ، وبالتحديد ما بين عامي 1984م حتى 1991م حدثت ضجة كبيرة في كوريا الجنوبية نتيجة وقوع العديد من جرائم الاغتصاب والقتل ، وقد اختص القاتل النساء والأطفال أي كان عمرهم ، فلم يفرق بين طفلة صغيرة ، وامرأة مسنة
وقد كان لهذا القاتل طريقة غريبة في عملية القتل ، فبعد أن يهجم على ضحيته بغتة ، كان يجرها لمكان نائي وبه يغتصبها ثم يقوم بخنقها ، ومن ثم ربطها بقطع من الملابس التي ترتديها ، وكانت له عقدة مميزة يربط بها الضحية تسمى عقد الصيد ، وهي شبيهه بالطريقة التي يربطبها الصياد الحبال .
إقرأ أيضا في موقع لحن الحياة
صور طريفة مضحكة جدا ومسلية very funny pictures
لماذا يفحص الطبيب اللسان عند زيارته في الحالة المرضية؟
تعرف على داء الزلاقي وأعراضه وعلاجه
قائمة 250 من أشهر أسماء الأفلام الأجنبية لعامي 2018 و 2019
لذا دارت الشكوك حول كونه صيادًا ، أو رجلًا من الشرطة ، لأنه رغم المحاولات الكثيرة للقبض عليه ، لم يفلح البحث ، إلى أن سقطت الجريمة بالتقادم عام 2006م بعد مرور 15 عام حسب القانون الكوري حينها ، والذي تم تعديله بسبب هذه القضية .
فصيلة السفاح تبرئ المشتبهين :
تم رصد أكثر من 20 ألف مشتبه بهم ، وتم التحقيق معهم ، ولكن دون جدوى ، فلم يعثر على أي شيء سوى بقعة من الدم على الضحية الثامنة للقاتل ، وبالطبع لم تتمكن الشرطة حينها من استخراج الحمض النووى لمعرفة هوية القاتل .
وذلك بسبب عدم تقدم التكنولوجيا حينها ، وكل ما أمكن إثباته هو تحديد نوع فصيلته وهي من النوع B ، ويشاء القدر أن تتعارض هذه الفصيلة مع العشرين ألف مشتبه بهم ، لتغلق القضية وتبقى جرائم بلا مرتكب .
سفاح اللون الأحمر :
والغريب في أمر هذا السفاح أنه كان ينجذب إلى اللون الأحمر ، فقد كان يقتل كل من يرتدي اللون الأحمر سواء كان وشاح ، جورب ، حقيبة ، حذاء ، ولا يقتل إلا في الليالي الممطرة ، كما عُرف عنه صفيره المقزز قبل افتراسه للضحية .
وقد قام السفاح بقتل ثمانية من الإناث ، وحينما هم بقتل التاسعة لم يمهله الوقت ، فهرب ، وكانت هذه الضحية طفلة صغيرة في مقتبل عمرها ، والغريب في الأمر توقف سلسلة جرائم السفاح بعد هذا الحادثة ، ولعل هذا هو الذي حال دون الوصول إليه .
اختفاء سفاح هواسيونغ للأبد :
انتشرت التكهنات حول هذا الأمر ، فهناك من قال أن هرب بعد أن رأته الفتاه خوفًا من التعرف عليه ، وهناك من قال أنه لابد أن يكون قبض عليه في جرائم أخرى كالسرقة أو النصب ، وهناك من ادعى مرضه أو وفاته ، وقد تناولت العديد من الأفلام والمسلسلات تلك القصة ، ولكنها لم تستطيع أبدًا وضع النهاية الفعلية لقضية السفاح ، فقد دارت كل النهايات حول تلك الاحتمالات السابقة .
تم رسم صورة تقريبية للمجرم بمرال عمرية مختلفة ، ولكنها لم تكن كافية ، والفتاة الوحيدة الشاهدة في تلك القضية تم إخفاءها بعيدًا عن ضجة الإعلام ؛ خوفًا على حياتها من خطر السفاح الذي مازال حرًا طليقًا .
وبسبب هذه القضية تم تمديد مدة قانون التقادم من 15 سنة حتى 25 سنة ، لتفتح القضية مرة أخرى للتحقيق ، ومازالت حتى الأن محط اهتمام الشرطة بكوريا الجنوبية ، لأنهم اعتبروها من أبشع سلاسل الجرائم في تاريخ الدولة وشبهها العالم بقضية السفاح جاك لبشاعتها ودقتها.
أفلام حول السفاح :
أغرت هذه القصة العديد من صناع الأفلام والدراما الكورية بتجسيدها على أرض الواقع ، ومن هذه الأفلام : Confession of murder ، Memories of murder ، أما بالنسبة للدراما فهناك : Gap dong ، وSignal.
وتدور دراما غابدونغ حول الطفل الصغير (ها مو يوم) ، الذي يتم اتهام والده ذو الإعاقة العقلية بكونه السفاح مجرم هواسيونغ ، فيكبر الطفل ولديه هدف ينصب على إثبات براءة والدته ، فيدرس ليصبح أحد المحققين ، ويبدأ بمحاولات البحث عن المجرم الحقيقي ، ولكن تعود سلسلة الجرائم من جديد ، وتستمر القصة .