التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسديا)، هي من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة. فالتنمر عادةً يكون بأشكال مختلفة قد يكون لفظي او جسدي او حتى بالإيماءات، ويمكن أن يكون عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب. عادة ما يستخدم التنمر في إجبار الآخرين عن طريق الخوف أو التهديد.

أنواع التنمر :

  • التنمر في المدارس:

يحدث التنمر في كافة أنحاء المدرسة. فيمكن أن يحدث في أي جزء تقريباً داخل أو حول محيط مبنى المدرسة .

أحياناً ما يكون التنمر في المدارس من مجموعة من الطلاب لديهم القدرة على عزل أحد الطلبة بوجه خاص ويكتسبوا ولاء بعض المتفرجين الذين يريدون تجنب أن يصبحوا هم الضحية التالية. ويقوم هؤلاء المتنمرون بتخويف واستنزاف قوة هدفهم قبل الاعتداء عليهم جسدياً. فالأشخاص الذين يمكن اعتبارهم أهداف معرضة للتنمر في المدرسة هم التلاميذ الذين يعتبرون في الغالب غريبي الأطوار أو مختلفين عن باقي زملائهم، مما يجعل تعاملهم مع الموقف أصعب.

يقوم بعض الأطفال بالتنمر لأنهم بقوا معزولين لفترة من الزمن ولديهم رغبة ملحة في الانتماء، ولكنهم لا يمتلكون المهارات الاجتماعية للاحتفاظ بالأصدقاء بشكل فعال ؛  “عندما تكون تعيسا، فأنت تحتاج إلى شيء أكثر بؤسا منك”. ولعل هذا يفسر التصرفات السلبية تجاه الآخرين .

تعتبر ظاهرة إطلاق النار في المدارس من الظواهر المتعلقة بالتنمر أيضاً والتي لفتت كم هائل من انتباه الأوساط الإعلامية.

تم تأسيس برامج مكافحة التنمر لتعليم التعاون بين الطلاب، وكذلك تدريب المشرفين على أساليب التدخل وتسوية النزاعات .

  • التنمر في أماكن العمل:

إن التنمر يعتبر “فعل سيء متكرر ضار بالصحة، من إساءة لفظية، أو سلوك تهديدي ، أو التخريب الذي يتداخل مع العمل .

وتظهر الإحصاءات أن معدل التنمر أكبر 3 مرات .

واحدا من بين كل ستة موظفين في العمل يواجهون التنمر .

وخلافا عن شكل التنمر في المدارس الذي يتعلق أكثر بالإيذاء الجسدي، فإن التنمر في العمل غالباً ما يحدث داخل القواعد المؤسسة والسياسات للمنظمة والمجتمع. وليس بالضرورة أن تكون هذه الأعمال غير قانونية، وربما حتى لا تكون ضد أنظمة الشركة، ومع ذلك تكون الأضرار التي لحقت بالموظف المستهدف وللروح المعنوية لمكان العمل واضحة.

يسمى التنمر باسم المهاجمة، ولا سيما عندما يرتكب من قبل مجموعة في مكان العمل، ويمكن أيضا أن يعرف في الأوساط السياسية بـ”الاغتيال الوظيفي”.

تنمر الإنترنت:

وفقا للمعلم الكندي بيل بيلسي، فإن تنمر الإنترنت هو:

«الذي يستعين بالمعلومات وتقنيات الاتصالات مثل الرسائل الإلكترونية والهواتف المحمولة والرسائل النصية والفورية ومواقع الإنترنت الشخصية التشهيرية والمدونات والألعاب على الإنترنت ليدعموا تصرفا عدائيا يتسم بالتكرار المتعمد من قبل فرد أو مجموعة، ويهدف لإيذاء الأخرين» .

يمكن للمتنمرين أن ينشئوا مدونات لترهيب الضحايا على مستوى العالم.

التنمر السياسي:

تحدث الشوفينية عندما يفرض بلد ما إرادته على بلد آخر. ويتم هذا عادة مع القوة أو التهديد العسكري.

ومع التهديدات، فإنه من الشائع أن يكون ذلك لضمان أن المساعدات والمنح لن يتم منحها لدولة أصغر أو أن الدولة الأصغر لن يُسمح لها بالانضمام إلى منظمة التجارة. غالباً مايكون الفساد السياسي، والانقلاب، الكليبتوقراطية هي الحلول والردود لتعرض البلاد للتنمر.

وأنواع أخرى .

أسباب التنمر :

قد يعيش الشخص ظروفاً أسرية أو مادية أو اجتماعية معينة أو يتأثر بالإعلام أو قد يعاني من مرض عضوي ما أو نقص ما في الشكل الخارجي، أو ربما مجموعة من هذه العوامل كلها، والتي قد تؤدي في النهاية إلى أن يعاني من الأمور التالية  والتي ستكون بدورها مسبباً لتحوله إلى شخص متنمر:

• اضطراب الشخصية ونقص تقدير الذات.

• الإدمان على السلوكيات العدوانية.

• الاكتئاب والأمراض النفسية.

علامات التنمر :

على الأهل التنبه لمشكلة التنمر وما إذا كان ابنهما أو ابنتهما يتعرض أو تتعرض للتنمر داخل المدرسة وساحاتها، أو في باص المدرسة أو في الكافتيريا وغيرها، وهناك بعض العلامات التي تدل على تعرض الطفل للتنمر على الأهل التنبه لها.

علامات تدل على تعرض ابنك للتنمر في المدرسة:

• انسحاب الطفل بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه.

• تراجع اهتمامه بالأنشطة المدرسية أو ما بعد المدرسة.

• ابتعاده عن أصدقائه أو أي تجمعات.

• إهمال شكله الخارجي ومظهره العام.

• إهمال واجباته المدرسية أو أي أغراض متعلقة بالمدرسة ككتبه ودفاتره ووجباته الغذائية.

• التأخر عن باص المدرسة.

• يسعى الطفل المعرض للتنمر إلى الهروب من الواقع الذي يعيشه.

• يعاني الطفل المعرض للتنمر حالة من العصبية والغضب.

• يعاني حالة من القلق الدائم والخوف.

• يعاني من حالة مزاجية متقلبة.

• قد يخفي الطفل أدوات لحماية نفسه في المدرسة مثل السكاكين.

• كما يمكن أن تظهر على جسده بعض الكدمات والجروح.

• قد يعاني حالة من فقدان أو زيادة الشهية.

علاج التنمر :

يعد التنمر مشكلة شائعة ولا ينبغي تجاهلها، يتطلب حلها اتخاذ إجراءات من أعضاء المجتمع بأكمله، ومعالجة المشكلة بشكل مباشر ستؤدي إلى ظهورها في العلن، كما يجب تقديم الدعم لأولئك الذين يتعرضون للمضايقات والمتنمرون أنفسهم، فهذا يقطع شوطًا طويلًا في علاج التنمر، ومن أهم استراتيجيات علاج التنمر ما يأتي:

مشاركة الفرد: إذا اعتقد الأهل تعرض أحد أفرادهم للتنمر أهم ما يمكن القيام به هو التكلم معه وإشعاره بالراحة والدعم.

الحصول على التعليم: التدريب المستمر والتعليم أمر ضروري لوقف التنمر في المجتمع، من المهم تثقيف جميع أفراد المجتمع من الأطفال والمعلمين والوالدين بطبيعة التنمر، وكيفية فهم السلوكيات التي تعتبر تنمرًا، وآثاره وكيفية العمل على منعه في المجتمع.

بناء مجتمع داعم: التنمر قضية مجتمعية تتطلب تحديد مسار للعلاج، ومن المهم عدم مواجهة الشخص المتسلط أو والده فهذه طريقة غير منتجة وقد تكون خطيرة، لذلك لا بد من اللجوء إلى استشاريين وإداريين لتطوير استراتيجية علاج التنمر.

تعزيز الثقة واحترام الذات: وبما أن تدني احترام الذات يميل إلى أن يكون عامل خطر في أن يصبح الفرد ضحية للتنمر، فإن التداخلات التي تعزز الثقة واحترام الذات هي طرق مهمة للحد من خطر التعرض للتنمر المشاركة في الأنشطة  التي يمكن أن تحسن من ثقة الفرد واحترامه لذاته وقوته العاطفية بشكلٍ عام سواء أكانت رياضة أو موسيقى أو أنشطة أخرى، يمكن أن يساعد الانخراط في هذه الأنشطة في بناء الصداقات وتحسين المهارات الاجتماعية.

العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية النفسية: إذا كان ضحية التنمر لديه أعراض عاطفية كبيرة تتداخل مع قدرته على العمل التي قد تصل  إلى حالة صحية نفسية قابلة للتشخيص، يتم اللجوء إلى العلاج النفسي والأدوية.

مشكلة التنمر أن آثاره على الفرد ليست وقتية أو سطحية، وإنما كبيرة وعميقة وقد تستمر للشيخوخة إذا لم تعالج، ولها انعكاساتها على المجتمع أيضاً.

آثار التنمر :

وتشمل هذه الآثار كل من الشخص المتنمر والذي يمارس عليه التنمر! يصف أحد ضحايا التنمر (م.ح) شعوره بالقول “كنت أكره نفسي، وأكره ضعفي، كنت ألوم نفسي على هذا الضعف وأشتمها لأنني لم أستطع أن أواجهه! المدرسة لم تتدخل، وأنا لم أخبر أهلي بشيء، كانت تراودني أحلام يقظة بأنني صاحب قدرات خارقة وأنني أنتقم منهم جميعاً.

كنت مليئاً بالخوف، خوف من المدرسة، خوف من مغادرة منزلي ومن متنمرين يقطنون حارتي، كنت أغير طريقي حين أراهم.. تمنيت في داخلي أن أقتلهم.

أصبت بالاكتئاب حتى أنني فكرت بالانتحار، خصوصاً عندما كنت في سن المراهقة، إلى أن اتبعت فلسفة معينة في حياتي لأتمكن من متابعة العيش وطورتها لاحقاً”.

يمكن أن تكون آثار التنمر خطيرة جداً، بل ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة. وتقول موناى أومور الحاصلة على الدكتوراه في مركز مكافحة التنمر، كلية ترينيتي في دبلن، أن “هناك هيكل نامي من الأبحاث توضح أن الأفراد، سواء كانوا أطفال أو بالغين والذين يتعرضون باستمرار للسلوك التعسفي، يكونون معرضين لخطر الأمراض المتعلقة بالضغط النفسي والتي من الممكن في بعض الأحيان أن تؤدي إلى الانتحار”.

المهندسة آلاء الاجاتي
المهندسة آلاء الاجاتي
المقالات: 317

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد