إذا كنت حزيناً لا تقرأ هذه الكلمات

خاطرة حزينة… 

ـ رغم أني لم أحب الحزن يوماً إلا أني لطالما أجد نفسي أكتب عنه.. يبدو أنه أحبني وسيطر عليّ بل حتى أنه أصبح جزءاً من كياني جزءاً من روحي كلما هربت منه إلى جهة لا أجده أمامي إنما معي يأبى فراقي واليوم أراه يأسرني ويرفض أن يطلقني أو يعدمني… أحاول أن أتحرر منه بالكتابة أكتبه فلا أستطيع  وصفه ولا  قياس أبعاده ولا تخيل عمقه… كلما شبهتُه بشيء كان هو أكبر وأعمق وحتى أقوى وأثقل …

نعم لا أعرف شيئاً مثله وكلما بحثت عن عبارة أصفه لا أجد له وصفاً.. أحاول أن أتحرر بالدموع… أبكي وأبكي دموع حارة

أشفق على عيوني من حرارتها وغزارتها فعيوني باتت تفقد شيئاً من بصرها وبياضها ولمعانها… باتت ذابلة يُرى الحزن فيها ولو كانت ضاحكة يراه الصغير والجاهل والقريب والغريب.. وأظل أسيرة الحزن… إلى أين أهرب؟؟؟

لا أعرف ربما إلى الكلام أبحث عن شخص أحدثه عن حزني وألمي وما فعلته الأقدار بي… لكن لا أجد لا أرى في هذا خلاصاً وكيف يمكن أن يشعر بي شخص إذا كنت أساساً لا أملك القدرة على الشرح ولا التعبير فحزني بات عظيماً هائلاً سلب مني القدرة على الكلام.. والقدرة حتى على البكاء أمام الناس تَمَلّكني بكل مابه من قوة…

حتى حين أنظر في المرآة لا أرى نفسي ولا أعرفها… أرى عيوني  حاوطها السواد وبشرةً فيها تجاعيد عشرينية وكيف للتجاعيد أن تولد بعمر العشرين؟

هذه رسمات خطها الحزن.. وليس العمر، أرى شفاه متشققة كأنها الصحراء وشعراً تالفاً فلا ألمسه ولا أتفقده بات ضعيفاً فيموت من لمسة لا سيما إن كانت بيدين ترتجفان دون مرض أو برد مالذي أصاب يدي لما هذه الرجفة؟ لما هذا العجز؟أين الحيوية والجمال؟

ربما أتعبهما القيد أو جفتا بسبب الملح!!

فلطالما مسحت بهما دموعي المالحة!!!

ثم أضع الحجاب حتى أحفظ كبرياءه فلا تحزنه شفقتي على حاله وأمضي..

إقرأ أيضاً في لحن الحياة

أسرار استجابة الدعاء

علاقة الإكتئاب بالعصبية

اضطراب حزن الفقد

أتفقد روحي  الأسيرة لقد شاخت على عجل.. بسرعة! أنا أعرف أن الروح تموت بلحظة ولكن ما كنت أتخيل يوماً أن الروح تشيخ بلحظة وتذبل بلحظة، والأسوأ أن  الروح لا سقيا لها حولي… وأن عطش الروح لا يقتلها… فتبقى الروح هكذا؟ ظمآنة لا هي تروى ولا هي تموت..وآلام  الروح ليس لها دواء كآلام الجسد.. فتبقى الروح هكذا متألمة لا هي تشفى ولا هي تموت والأعجب! أن ألم الروح لا يَسْكُن  لا يسمح لها بالصراخ فيبقيها تتألم بصمت وكتمان ويوماً بعد يوم يشتعل الصمت و الكتمان لهيباً في القلب يؤلمه ويعذبه ويمزقه حتى يتفتت..وليت تلك الفتات  تتوقف عن النبض إلا أن الحزن لا رحمة عنده ولا شفقه….يأبى أن يرتاح القلب أو يُعتَق… فكيف التحرر؟؟

لم أعد أبحث عن الفرح… أريد فقط الراحة والنسيان صرت أبحث عن سبات للروح… لأنني أشفق على جسد في العشرين يكون بهذا الشكل أشفق، على أيام تمضي بهذا الحال، أشفق على روح  ذاقت الفرح لحظة وحرمت منه بقية حياتها…ولما أكتب أشفق على الكلمات والعبارات التي تؤلم القارئ ولا تبلغ عمق الحزن الذي في الكاتب… وأشفق على الكاتب الذي يكتب كلمات تؤلم القارئ لحظة ويعيشها هو زمن… أشفق عليه ما هذا الحزن الذي فاق وصفه كل هذه البراعة؟؟

أنا أعتذر لنفسي أن هذا ليس مجرد خاطرة.. وليس فقط حقيقة… إنما هو فضفضة لشيء من حقيقة.. 

لينا الأحمد
لينا الأحمد

ـ هل تدركون معنى أنكم تعبدون رباً يعذب في حبس قطة ويغفر في سقيا كلب؟

المقالات: 368

2 تعليقات

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد