يحكي أنه في يوم من الأيام طلب خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، من أهل حمص ان يقوموا بكتابة أسماء الفقراء والمحتاجين ليقدم لهم نصيبهم من بيت مال المسلمين، وعندما وردت قائمة بأسماء الفقراء وجد سيدنا عمر إسم ” سعيد بن عامر ” حامن حمص موجود في هذة القائمة بين أسماء الفقراء والمساكين والمحتاج .

تعجب سيدنا عمر كثيراً من أن يكون والي حمص من فقرائها، فأرسل إلي أهل حمص يسألهم عن سبب فقره، فأخبروه أنه ينفق كل راتبه علي الفقراء والمساكين قائلاً ” ماذا أفعل وقد أصبحت مسئولاً عنهم أمام الله عز وجل ” .

 

كما أخبروه أهل حمص أن سعيد بن عامر لا يخرج إليهم إلا وقت الضحي، ولا يروه ليلاً أبداً، كما أنه يحتجب عنهم تماماً يوماً كل أسبوع، وعندما سأله سيدنا عمر بن الخطاب عن السبب وراء هذا،فأخبره سعيد بن عامر أنه لا يخرج إليهم إلا وقت الضحي، لأنه لا يخرج إلا بعد أن يفرغ حاجة  أهله حيث أنه ليس لديه خادم وزوجته مريضة، فهو يقوم بخدمة أهله، كما يحتجب عنهم ليلاً لأنه قد خصص وقت النهار لقضاء حوائج أهل حمص، وقد خصص الليل لعبادة الله عز وجل، وأما إحتجابه عنهم لمدة يوم كامل كل أسبوع، لأنه في هذا اليوم يقوم بغسل ثوبة وينتظر حتي يجف، لأنه لا يملك ثوباً غيره .. فبكي أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأراضاه .

ابراهيم ماهر
ابراهيم ماهر

العلم يجعلنا نعبر عما في أنفسنا بطريقة سامية ويهذب نفوسنا وينير أعماقنا فنشفى من أمراضنا وهو طريق الهامنا

المقالات: 1439

تعليق واحد

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد