سوار ابن سينا حقيقة أم خدعة

السوار العجيب الذي يقضي على 99.9% من الآلام والأمراض ك آلام الروماتيزم، والضعف والوهن، والسمنة، وغيرها من الأمراض الخاصة بكبار السن على وجه الخصوص بل هو الحل السحري الذي يخلصك من جميع المشاكل الصحية ويمنحك الحيوية والنشاط وربما السعادة .. هكذا كما يروج له..

يطلق عليه اسم سوار النحاس المغناطيسي، ويعددون فوائده الكبيرة على الصحة، و يعرف هذا المنتوج رواجا في المنطقة العربية لكن بتسمية مختلفة: سوار ابن سينا.

سوار ابن سينا يباع في الصيدليات في بعض الدول العربية ، وهو يتوفر في لونين النحاس الأبيض للرجال و النحاس الذهبي للنساء، وتشير طريقة الاستعمال إلى أن السوار يجب أن لا يفارق صاحبه حيث يجب أن يضعه دائما ليلا ونهارا، وحتى عند الاستحمام، حتى لا تعود الآلام عند نزعه، و يستبدل السوار مرة كل سنة، علما أن الرطوبة والحرارة و التعرق يسببون ظهور أكسدة على الوجه الداخلي للسوار.

لكن هل لسوار ابن سينا أثر طبي حقيقي أم هي إيحاءات نفسية أم مجرد بدعة تجارية وهل ينسب حقا الى عالِمنا ابن سينا ؟

بطرح هذا السؤال على بعض من المستخدمين لهذا السوار وبعض من المختصين به كعلاج أو وصفه طبية، وكانت البداية مع السيد “علاء حمود” أحد المستخدمين له منذ عدة سنوات، حيث يقول: «استخدم سوار “ابن سينا” منذ حوالي خمس سنوات ولم أنتزعه من يدي أبداً ليبقى عمله فعالاً ومنتظماً ومؤثراً على الصحة العامة للجسم، وهذا ما أخبرني به بعض الأصدقاء حين نصحوني بارتدائه، عندما أخبرتهم أني أعاني من كهربائية ساكنة تتفرغ عند ملامسة أي شيء أو أي شخص، وذلك حسب نوع الثياب التي أرتديها إن كانت صوفية أو قطنية، وبالتأثر المباشر مع حالة الطقس الجاف».

ويتابع: «هذه الأساور عبارة عن أساور نحاسية بيضاء لا تصدأ أبداً ومبدأ عملها كيميائي بحت، واخترعها “ابن سينا” من عهود قديمة للتخلص من الشحنات الكهربائية الساكنة المتولدة نتيجة الاحتكاك أثناء الحركة وفق بعض المعايير لنشوئها كنوع اللباس وحالة الطقس، طبعاً هذا ما هو معروف عنها، ولكن أنا شخصياً لم أجد أي تغيير بعد وضعها في معصمي منذ ذلك الحين، والأهم من هذا أنها لا تملك آثار سلبية على الجسم عندما لا تنفع، وكما قلت جميع هذا الكلام هو حديث متناقل».


يعتبر النحاس من أقدم المعادن التي اكتشفها الإنسان، حيث استخدمه في مجالات عدة وتفنن في صنع الحلي والقلائد منه، وحتى نسب له عددا من الفضائل الشافية للأمراض، وهو ما يفسر وجوده في قبور الملوك.

وقد أشار بعض الفيزيائيين إلى تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية للسوار النحاسي على أعراض التهاب المفاصل، حيث يعمل كمنظم للكهرباء الساكنة الفائضة ويؤثر في الإشعاعات الكهرومغناطيسية، ويقي من أخطار الضغط العصبي النفسي، حيث وجدت الدراسات أن حياتنا اليومية تؤدي إلى تولد العديد من الشحنات الكهربائية الساكنة وهو ما يؤدي إلى ضعف مقاومة الجسم تجاه الأمراض، فيساعد السوار على إزالة هذه الأعراض عن طريق تفريغ هذه الشحنات الكهربائية بفضل طرفيه وأن نتائجه تظهر خلال 7 أيام وحتى 3 أشهر من ارتدائه، لذلك ينصح بعدم ضغط السوار حتى لا يتصل طرفيه ويفقد مفعوله الكهرومغناطيسي المفرغ للشحنات.
وقد كثر الحديث عن سوار ابن سينا، واختلفت الآراء حوله وتنوع القابلون والرافضون لفكرته.

إقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة

الكهرباء الزائدة في الدماغ أو بؤرة الصرع .. أسباب وعلاج

لسعة الكهرباء بين الأشخاص تفسيرها وعلاجها

الرأي الطبي:

من جهة أخرى ينفي العديد من الأطباء أي قدرات علاجية لهذا السوار، ويعتبرون أنه لا يوجد أي أساس علمي لها، لكن الشيء الوحيد المؤكد هو العامل النفسي، فبقدر إيمان المريض بقدرة بعض الأشياء على شفائه يكون شعوره بالتحسن عند استخدامها حتى لو لم تكن ذات أثر حقيقي، فنرى البعض يعلق تميمة أو يذهب للعراف أو يستحدم الأعشاب ولا يراجع الطبيب إلا بعد أن تشتد آلام المرض، ويعتبر العديد من الأطباء أن تدني المستوى العلمي و الثقافي هو سبب رئيسي في انتشار هذه المعتقدات في مجتمعاتنا.

الرأي الديني:

اختلف رأي علماء المسلمين حول موضوع سوار ابن سينا، فمنهم من رأى جوازه، لما اشتمل عليه من الخصائص المضادة لمرض (الروماتيزم)، ومنهم من رأى تركه، لأن تعليقه يشبه ما كان عليه أهل الجاهلية، من اعتيادهم تعليق الودع والتمائم، ويعتقدون أنها علاج لكثير من الأمراض، وأنها من أسباب سلامة المعلق عليه من العين، وقد قال رسول الله (ص):”من علق تميمة فقد أشرك”، لذلك من الأولى بالمسلم والأحوط له أن يترفع بنفسه عن ذلك، وأن يكتفي بالعلاج الواضح المباح، البعيد عن الشبهة.

حاليا إضافة إلى سوار ابن سينا، يتوفر أقراط ابن سينا و خاتم ابن سينا، والبعض لا يكتفي بشراء قطعة واحدة بل يقتني مجموعة كاملة لكل أفراد أسرته … ولله في خلقه شؤون.

المهندسة آلاء الاجاتي
المهندسة آلاء الاجاتي
المقالات: 317

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد