فيروس “يارا” الفيروس الغامض ..

في الوقت الذي أنهى  فيروس كورونا المستجد حياة أكثر من الف شخص وأصاب الآلاف الاخرين في اغلب دول العالم وزرع الرعب في قلوب الملايين ،اكتشف العلماء في البرازيل فيروساً جديداً أطلقوا عليه اسم “يارا”، إلا أنهم لم يستطيعوا تحديد ماهيته حتى هذه اللحظة، ومازال غامضا.

وجد العلماء أن هذا الفيروس الغامض الذي جمعوه من الأميبا، جنس كائن حي وحيد الخلية ينتمي إلى مملكة الطلائعيات وشعبة الأنبوبيات، وهي تعيش داخل الجسم بشكل طفيلي أو متعايش، في بحيرة في البرازيل، كان أصغر بكثير من تلك الفيروسات المعروفة عادة بإصابة الأميبا.

وجاءت تسمية الفيروس باسم “يارا”، نسبة لـ Yara، المعروفة أيضا باسم Iara، ويعني “أم كل المياه”، وهي شخصية جميلة مثل حورية البحر في الأساطير البرازيلية التي تجذب البحارة تحت الماء للعيش معها إلى الأبد.

وأجرى العلماء تسلسل جينوم الفيروس “يارا”، وهي عملية تحديد تسلسل الحمض النووي الكامل الذي يشكل كائنا حيا، اكتشفوا أن أكثر من 90% من الجينات مكونة من جينات لم يتم توثيقها  ولا العثور عليها من قبل .

وقال الفريق الفاحص للفيروس أنه سلالة جديدة من فيروس الأميبا ذي الأصل المحير، وبعض البروتينات في فيروس “يارا” تشبه تلك الموجودة في فيروس عملاق وتوافق مع هذا الكلام، جوناتاس أبراو، عالم الفيروسات بجامعة ميناس جيرايس الفيدرالية بالبرازيل، ولكن لا يتم توضيح ترابط الفيروسين معا حتى الآن، مؤكدا أننا مازلنا بحاجة للبحث عن الفيروس بشكل أكبر.

وأكدت الأبحاث أن “يارا” يعتبر فيروسا عملاق، يتكون من جزيئات صغيرة بحجم 80 نانومتر، لكن ما يلفت الانتباه هو أنه فريد من نوعه على ما يبدو من “جينومه”.

وقال الفريق الذي فحص الفيروس، في موقع bioRxiv للعلوم البيولوجية: “نعلن عن اكتشاف فيروس يارا، وهو سلالة جديدة من فيروسات الأميبا، ذات أصل وتطور محير”.

وأوضح جوناتاس أبراو، عالم الفيروسات بجامعة ميناس جيرايس الفدرالية بالبرازيل، أن النتائج تشير إلى “المقدار الذي ما زلنا نحتاجه لفهم الفيروسات”.

ويشير أبراو إلى أن بعض البروتينات في فيروس “يارا” تشبه تلك الموجودة في الفيروسات العملاقة، ولكن، ما يزال من غير الواضح مدى ارتباطها ببعضها.

ويعمل أبراو وزملاؤه حاليا على التحقيق في السمات الأخرى للفيروس الجديد، فيما اقترح أحد العلماء غير المشاركين بالدراسة أن النتائج تمثل “صندوق كنز جديدا بالكامل لعمليات الكيمياء الحيوية لم يسبق لها مثيل”

بينما كان الباحثان جوناثان أبراهام، عالم الفيروسات بجامعة ميناس جيرياس الفيدرالية، وبرنارد لا سكولا ، من جامعة إيكس مارسيليا في فرنسا، يبحثان عن فيروسات عملاقة – نوع من الفيروسات بحجم البكتيريا وله رمز جيني كبير.

لم يتم اكتشاف هذه الفيروسات العملاقة إلا في هذا القرن ولديها القدرة على تصنيع البروتينات، وبالتالي إجراء إصلاحات للحمض النووي ، بالإضافة إلى تكرار الجينات ونسخها وترجمتها.

ان العلماء قارنوا بين جينوم فيروس يارا وبين أكثر من8500 جين وراثي وأن 6 نتائج مماثلة فقط ظهرت-حسب اقوالهم- .

للعثور على هذه الفيروسات، قام الباحثون بعزل الجزيئات الفيروسية من عشرات عينات الأنسجة من البشر والحيوانات الأخرى وفحصها بحثًا عن سلاسل الجينوم الدائرية.

أكدت المجموعة أن الحمض النووي ينتمي إلى فيروس من خلال البحث عن الجين الذي يشفر القفيص، وهو غلاف الفيروسات التي تشكلها البروتينات ويحميها ويسهل تكاثرها ، بالإضافة إلى حماية الحمض النووي وان كمية البروتينات غير المعروفة التي تشكل جسيمات فيروس Yarav تعكس التباين الموجود في العالم الفيروسي ومدى إمكانية اكتشاف الجينوم الفيروسي الجديد”.

تبدو بعض جينات Yaravirus مثل جينات فيروس عملاق ، لكن لا يزال العلماء يبحثون في جوانب أخرى من نمط حياة الفيروس الجديد ، والذي قد يدخل في فئة جديدة.

  • هل يشكل خطورة مثل فيروس “كورونا”؟.

وعن خطورة فيروس “يارا” الغامض، يقول الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والعلاج المناعي بالمصل واللقاح، إن فيروس يارا مختلف عن فيروس كورونا، فهو فيروس جديد ليس له أي سابقة معرفة من قبل، والمستوى الجيني الخاص به ليس موجودا، ولم يكتشف إلا في الماء، و هو من فيروسات الأميبا.

فيروس الأميبا:

الأميبا، عبارة عن كائن حي وحيد الخلية، ينتمي إلى فصيلة الطلائعيات، التي تتكاثر عن طريق الانقسام الثنائي، ولها أشكال غير منتظمة، وتحرك الأميبا عن طريق الأقدام الكاذبة الموجودة فيها، كما وتتغذى تغذية غير ذاتية على المواد العضوية، وتعيش الأميبا داخل جسم الإنسان بشكل متعايش أو طفيلي وقد تسبب له الأمراض الخطيرة والمزمنة.

  • أعراض الفيروس:


ويوضح الدكتور أمجد الحداد، أن الأميبا مرض معوي انتقل للإنسان عن طريق تناوله المشروبات والأطعمة الملوثة، ويعيش في الأمعاء الغليظة أحيانا دون أن يسبب أية أعراض، لكنه أحيانا أخرى ينتقل إلى بطانة الأمعاء الغليظة مما يسبب الغثيان، والتشجنح، وآلام المعدة، والإسهال، والحمى، وانتفاخ البطن، وفقدان الشهية، وهذه أيضا ستكون أعراض فيروس يارا إذا وصل للإنسان.

  • كيف يصل الفيروس للإنسان؟.

    يؤكد أن هذا الفيروس فموي غير معدي، فهو لا يصل للإنسان إلا عن طريق الفم أي عن طريق تناول المأكولات والمشروبات الملوثة والجاهزة، بعكس فيروس كورونا الذي ينتشر عن طريق النفس لذلك فهو معدٍ.
    كما يوضح مدير مركز الحساسية والعلاج المناعي بالمصل واللقاح، أن هذا الفيروس سهل التحكم في انتشاره بعكس فيروس كورونا، لأنه يمكن حظره عن طريق عدم تناول المأكولات والمشروبات الملوثة، والوجبات الجاهزة.

  • دراسة أخرى:

من وجهة نظر أخرى صرّح الدكتور أيمن السيد سالم أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العيني جامعة القاهرة، إن فيروس يارا هو فيروس اكتشف حديثا في مياه أحد الأنهار في البرازيل، وليس له أي مثيل.

وأكد سالم أن فيروس يارا لا يصيب الإنسان أبدا، إنما يصيب فقط الأميبا الموجودة في المياه، مشيرا إلى أنها حيوان طفيلي ميكرسكوبي ويمكن أن تصيب الإنسان بأمراض مثل الإسهال.

وأشار أستاذ الأمراض الصدرية بقصر العيني، إلى أن الأميبا حيوان طفيلي أحادي الخلية أي مكون من خلية واحدة، ويعني بالطفيلي أنه يتطفل على الإنسان ليكمل دورة حياته.

وشدد الدكتور أيمن سالم، على أن الأميبا لا تقتل وأن فيروس يارا المكتشف حديثا وهو سلالة جديدة من فيروس الأميبال ذي الأصل المحير”، ومن أعراضها الإسهال، وأن هناك أدوية متوفرة مضادة للأميبا.

الدراسات الجديدة لها آثار بالإضافة إلى اكتشاف الفيروسات التي تسبب المرض، يمكن أن تساعد بعض الفيروسات التي تعيش في جسم الإنسان في الحفاظ على صحتنا، والبعض الآخر ضروري للحفاظ على عمل النظام البيئى، والمساعدة في إعادة تدوير العناصر الغذائية الأساسية.

مازالت تصاريح الأطباء من مختلف انحاء العالم ليست واضحة وغير متفقة على مدى خطورة هذا الفايروس على حياة الانسان ..

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد