قصة حقيقية تقشعر لها الأبدان؟ رواها النبي صلى الله عليه وسلم؟؟

قصة حقيقية رواها النبي صل الله عليه وسلم

_ثواب العمل الصالح –

انتصف النهار ، واشتدّت حرارة الشمس ، كان الهواء ساكناً سكوناً عجيباً غابت فيه النسمة ، فازدادت مشقة الطريق ، كان وحده يمشي ، يتقاطر جبينه عرقاً ، وينبثق من مسام جلده ، فتمتصه ثيابه حتى بدت مبللة تكاد تُعصر…

شعر بالعطش الشديد ، ولكن أين الماء ؟ لم يبق معه منه شيء… حرّك قِربته ، فلم يسمع ارتطام الماء فيها ، وضع فوّهتها على فيه فلم تبِضّ بقطرة … بدا لعابه يقِل ، وفمه يجف ، وشفتاه تتشققان …

بحث حوله فهُيّئ له أن رأى ماءً … فلما قصده لقيه سراباً .. بدأت عيناه تريه كل شيء أمامه أنهاراً سَرعان ما تتبخر حين يُسرع إليها … سأل الله حُسْن الختام … وحين كاد يسقط على الأرض رأى على مدىً قصير منه حافة بئر … يا ألله ؛ أحقاً ما يراه أم هو يتخيّل ؟

شد عزمه ، وبادر بخطاً ثقيلة نحوه … وصله وأطلّ عليه فرأى صورته . ورمى فيه حجراً فأسمعه صوت ارتطامه بالماء … نزل وشعر بالبرودة تدغدغ جسمه … لقد وصل إلى الماء … ووضع فمه على صفحته ، وعبّ منه كثيراً حتى ارتوى …

لم يشعر بعد ذلك بشيء … أمَرّ عليه وقتٌ طويل وهو نائم ؟ إنه لا يدري … لكنه أحسّ بالعافية تسري في بدنه ، لقد عادت إليه الحياة ” وجعلنا من الماء كل شيء حيّ ” .. وقبل أن يخرج من البئر شرب كثيراً حتى كاد الماء يخرج من عينيه وأذنيه وأصابع يديه !! لكنه كان قد رمى قربته في الطريق فأضاع فائدة كبيرة .

لم يبتعد عن البئر كثيراً حين رأى كلباً يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، إنه قرب الماء ، لكنْ لا يستطيع النزول إلى البئر . .. لقد بلغ العطشُ بالكلب مثل الذي كان بلغ منه ، فأخذته الرأفة ، وهمّ أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟! إن الكلب لا يستطيع النزول إلى الماء ، وليس معه قربته أو إداوته ، ليس معه شيء يحمل فيه الماء ليسقي الكلب العطشان . يجب أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟

هداه تفكيره بل هداه الله تعالى حين رأى رحمته بالحيوان إلى أن ينزل البئر ، فيخلع حذاءه ويملأه ماءً ويحمله بفمه ، ويصعد، فيسقي الكلب . … أعاد ذلك مرات ، حتى رأى ذلك الحيوانَ الأعجم ينصرف عنه مبتعداً وينظر إليه نظرات ملؤها الاعتراف بالجميل والفضل والشكر الجزيل … فقد أنقذه من الموت .

حمد الرجل ربه لنفسه ، وحمِده لهذا الحيوان ، … ولم يكن الله سبحانه غافلاً عما فعله الرجل ، فأكرمه غاية الإكرام ، ورحمه واسع الرحمة ..

أتدرون كيف رحمه وكافأه؟ لقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الله غفر له كل ذنوبه ، وأدخله الجنة دون حساب .

يا ألله ، يا ألله ، يا ألله ؛ أنت الرحمن الرحيم .. اغفر لنا ذنوبنا ، وعافنا واعف عنا . يـــارب …………..

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد