كيف يمكن للتربية الإسلامية أن تسهم في تنمية القيم الروحية

 

حفظ الدين
إنّ من بين مقاصد الشّريعة الإسلاميّة وغاياتها حفظ الدّين، وإن حفظ دين الإنسان في إحدى وسائله يكون بتربية الإنسان منذ الصّغر على قيم هذا الدّين وأخلاقيّاته، ولا شكّ بأنّ التّربية في الصّغر تكون ناجحةً مؤثّرة لذلك ندب الله سبحانه وتعالى عباده لأن يدعوا بالرّحمة لآبائهم لأنّهم حرصوا على تربيتهم وهم صغارًا، قال تعالى ( وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا ).

دور التربية الإسلاميّة في تنمية القيم الروحيّة
إنّ التربية الإسلاميّة تقوم على منهجٍ واضح يعتمد على فكرة ترسيخ القيم النّبيلة والأخلاق الكريمة في نفوس النّاس ليرتقي هذا المنهج بنفوس النّاس وأرواحهم فيباهي الله بهم ملائكته فيرفع درجاتهم ويحسن خاتمتهم ومآلهم، وإنّ منهج الشّريعة الإسلاميّة في تربية النّاس من أجل تعزيز قيمهم الرّوحيّة يكون في جوانب متعدّده نذكر منها :

1) قيمة التّوكل على الله تعالى في أمور المسلم كلّها، فقد وصف الله عباده المتّقين بقوله تعالى ( وعلى ربّهم يتوكّلون )، كما دعا النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى حسن التّوكل على الله تعالى في رزق الإنسان وسعيه وأحواله كلّها، ففي الحديث الشّريف ( لو توكّلتم على الله حسن توكله لرزقكم كما يرزق الطّير تغدو خماصًا وتروح بطانًا ) ، وإنّ تربية الإسلام للمسلمين على التّوكل لا تعني أن يتكلّم الإنسان على النّاس في حياته، أو يتّكل في عمله وسائر شأنه بل يعقلها ثمّ يتوكّل على ربّه سبحانه .

2) الإخلاص في العمل؛ فالتّربية الإسلاميّة تسعى إلى تعزيز قيمة الإخلاص في العمل لدى المسلم سواء مع ربّه سبحانه أو مع العباد، قال تعالى (وادعوه مخلصين له الدّين )، وفي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام ( إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )، ولا يتقن العمل سوى إنسان مخلص مع الله والعباد .

3) قيمة رد الجميل والشّكر على الصّنيع الحسن مع الناس، وهذا جزءٌ من الإحسان؛ فالتّربية الإسلاميّة تعمل على تعزيز هذه القيمة من خلال حثّ المسلمين على الإحسان في علاقتهم بربّهم في قوله تعالى ( وأحسن كما أحسن الله إليك )، كذلك أن يشكر المسلم الناس على صنيعهم بقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام ( لا يشكر الله من لا يشكر النّاس ).

4) قيمة الصّبر وتحمّل الأذى والتّجمل؛ فالتّربية الإسلاميّة تعزّز جانب الصّبر في حياة المسلم، فالمسلم الذي يخالط النّاس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالط النّاس ولا يصبر على أذاهم، وكذلك فقد رتّب الله سبحانه على من يلتزم صفة الصّبر جزاءً كبيرًا، قال تعالى ( إنّما يوفى الصّابرون أجرهم بغير حساب ).

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد