تعتبر الفكاهة من العناصر المهمة في الأدب، فالضحك جزء من الحياة الروحية التي يعيشها الإنسان، والفكاهة موجودة في معظم الفنون، وتجد ما يغذيها من مواضيع اجتماعية تحدث مصادفة أو يؤلفها أشخاص لهم طرقهم الخاصة في رسم الابتسامة على الوجوه .

ومن الجدير بالذكر أن المؤلفين العرب استطاعوا إدراك هذه الحقيقة منذ القدم، فعمدوا إلى خلط الجد بالهزل والفكاهة .

ومما جاء في كتاب “عيون الأخبار” قول ابن قتيبة: “ولم أخل هذا الكتاب من نادرة طريفة، وفطنة لطيفة، وكلمة معجبة، وأخرى مضحكة، لأروّح بذلك عن القارئ من كدِّ الجدِّ، وإتعاب الحقِ، فإن الأذن مجّاجة وللنفس حَمْضة، والمزح إذا كان حقًا أو مقاربًا ليس من القبيح ولا من المنكر”، ومن أشهر الشخصيات العربية التي نسبت لها النوادر والفكاهة “جحا“.

اقرأ أيضا في موقع لحن الحياة

قصص اطفال قبل النوم

من هو جحا

 هو اسم لشخصية اشتهرت بالفكاهة والنوادر المضحكة، وكانت منتشرة في عدة ثقافات قديمة .

ظهرت قصص جحا في القرن السابع الميلادي، أي القرن الأول للهجرة، وقد نسبت هذه القصص والنوادر لدجين بن ثابت الفزاري الملقب بجحا .

قيل أنه تابعي وأن أمه كانت خادمة لأنس ابن مالك، عاش جحا حياته في الكوفة، وقيل عنه أنه عاش أكثر من مئة عام .

تناقل الناس نوادره وزادوا عليها إلى يومنا هذا، ويعتبر عبد الله بن المبارك وهشام ابن عروة من أهم الكتّاب الذين رووا عنه نوادره .

كان جحا شخصًا سمحًا ظريفًا صافي السريرة، وكان يكنى بأبي خصن، وقد ذكر في كتب الذهبي والسيوطي، وقال به الحافظ ابن الجوزي : “ومنهم جُحا ويُكنى أبا الغصن، وقد روي عنه ما يدل على فطنةٍ وذكاء، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل .

وقد قيل إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات ، إلا أن انتشار النوادر التي نسبت إليه جعل الناس يزيدون عليها، ويؤلفون القصص من خيالهم وينسبونها له.

اقرأ أيضا في موقع لحن الحياة

رواية طريق المقبرة

مختارات من نوادر جحا

تناقل معظم الناس فيما بينهم نوادر جحا وقصصه المضحكة، لكن القليل منهم من يعرف من هو جحا، ومن هي هذه الشخصية العربية التي نسبت إليها هذه النوادر والقصص .

من المعروف بشكل عام أن لكل أمة شخصية تشبه جحا ينسبون إليها الفكاهة والضحك، ففي تركيا مثلًا نصر الدين خوجة، وفي إيطاليا ومالطا شخصية جوخا، وفي بلغاريا شخصية غابروفو، وهناك الكثير الكثير من الشخصيات الظريفة العالمية التي تنسب إليها الفكاهة.

ولكل بلد من البلدان شخصية تشبه جحا بحماقته وفكاهته وظرفه، ونذكر هنا بعض نوادر جحا المشهورة :

الحمير: كان جحا راكباً حماره حينما مر ببعض القوم، وأراد أحدهم أن يمزح معه فقال له: يا جحا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك، فقال جحا: هذا طبيعي لأن الحمير تعرف بعضها.

ضاع الحمار بمفرده: ضاع حماره فأخذ يفتش عنه ويحمد الله شاكرًا، فسألوه: لماذا تشكر الله، فقال: أشكره لأني لم أكن راكبًا على الحمار ولو كنت راكبًا عليه لضعت معه.

الخجل: شعر جحا بوجود لص في داره ليلًا، فقام إلى الخزانة واختبأ بها، وبحث اللص عن شيء يسرقه فلم يجد فرأى الخزانة فقال: لعل فيها شيئًا، ففتحها وإذا بجحا فيها، فاختلج اللص ولكنه تشجع وقال: ماذا تفعل هنا أيها الشيخ، فقال جحا: لا تؤاخذني فإني عارف بأنك لن تجد ما تسرقه ، ولذلك اختبأت خجلًا منك.

لقب تيمورلنك: سأله تيمورلنك يومًا قائلًا: تعلم يا جحا أن خلفاء بني العباس كان لكل منهم لقب اختص به، فمنهم الموفق بالله والمتوكل على الله والمعتصم بالله وما شابه، فلو كنت أنا منهم فماذا يجب أن أختار من الألقاب، فأجابه على الفور: يا صاحب السمو لا شك بأنك كنت ستدعى بلقب نعوذ بالله.

الحمار المتعلم: دعا والي الكوفة يومًا جحا إلى مجلسه، وعندما جاء جحا إلى الوالي دخل ومعه حماره، فقال له الوالي: لقد دعوتك أنت يا جحا فقط فما دور حمارك، فنظر جحا إلى الوالي وقال له: هو من جاء بي إليك، ففهم الوالي وقال له: يا جحا إني أطلب منك أن تصنع لي أمرًا أعطيك عليه أجرًا، فقال جحا: أستطيع أن أعلم هذا الحمار القراءة والكتابة خلال عشر سنوات، فرد الوالي: عشر سنوات، فقال جحا مؤكداً: نعم أيها الوالي إن تأذن لي، فأعطاه الوالي أجرًا مسبقا على ذلك لغرابة الأمر لديه، وعندما هم جحا بالخروج هو وحماره اقترب منه أحد الحاشية عند الملك، وقال له: ويحك يا جحا أتسخر من الوالي، فقد يعاقبك إن لم تف بما قلت، فرد عليه جحا: ويحك أنت، لقد قلت له عشرة سنوات، وهذا يعني خلال هذه المدة، قد يموت الوالي أو يموت جحا أو يموت حماري.

إلا زوجك : تزوج جحا إمراة حولاء ترى الشئ شيئين فلما أراد الغداء أتى برغيفين فرأتهما أربعة ثم أتى بالإناء فوضعه أمامها فقالت له : ما تصنع بإنائين وأربعة أرغفه ؟ يكفي إناء واحد ورغيفان . ففرح جحا وقال يالها من نعمة وجلس يأكل معها , فرمته بالإناء بما فيه من الطعام وقالت له: هل أنا فاجرة حتى تأتي برجل آخر معك لينظر إلي ؟ فقال جحا : يا حبيبتي أبصري كل شئ إثنين إلا زوجك .

جحا والخوف من الموت :كان جحا يجلس تحت شجرة يأكل عنباً فطارت حبة عنب من بين يديه بينما كان يهم بابتلاعها
وقال في دهشة : عجيب كل شيء يهرب من الموت ……حتى الفواكه.

المهندسة آلاء الاجاتي
المهندسة آلاء الاجاتي
المقالات: 317

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد