النوم من أكثر الفعاليات التي شغلت العلماء لفترة طويلة , وفتحت المجال لأبحاث كثير مثل الساعة البيولوجية .

ومن الممكن تعريفه بأنّه انعزال الدماغ عن المحيط , علماً أنّ بعض الدراسات أكدت على أنّ الدماغ لا ينعزل عن المحيط أثناء النوم

إضافة إلى أنّ الإنسان يقضي ثلث عمره نائماً ,أي إذا كان عمر الشخص 20سنة فهو قضى 6 سنوات منهم نائماً .

ولكن ماذا يحدث لو أخذت قرار أن تمنع نفسك عن النوم بكامل إرادتك ؟ ما هي أطول مدة يستطيع أن يعيشها الإنسان وهو مستيقظ ؟

في سنة 1964 قرر طالب جامعي راندي غاردنر , أن يمنع نفسه عن النوم بكامل إرادته , وطلب من زملاؤه وأساتذته الجامعيين متابعة حالته وملاحظة التغييرات الجسدية والعقلية والنفسية التي ستظهر لديه طول فترة سهره .

راندي استطاع البقاء مستيقظاً لمدة 11يوم و24دقيقة  , ومن دون استعمال أي نوع من المنبهات .

و قد تم تسجيل هذا الرقم القياسي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية .( حتى جميع الأرقام القياسية التي أتت بعده كلها كانت باستعمال المنبهات ) .

ولكن في أثناء التجربة راندي عانى من تقلبات في المزاج و هلاوس وعدم قدرة على التركيز وفقدان ذاكرة وتراجعت قدراته الحسابية الذهنية .

و في نهاية التجربة راندي ظهر في مؤتمر وتكلم به عن تجربته , وكان يتكلم بلغة واضحة ومفهومة وسليمة ولا يعاني من أية مشاكل صحية .

وقال في المؤتمر أنّه أراد أن يثبت أن قلة النوم ليست أمراً خطيراً .

و بعد المؤتمر راندي نام حوالي 14 ساعة واستيقظ  وأكمل حياته بشكل طبيعي .

ولكن هذا لا يعني أن الامتناع عن النوم ليس له أضرار , بل على العكس فحتى مجرد تقليل عدد ساعات النوم عن العدد الصحيح ممكن أن يسبب مضاعفات خطيرة جداً.

فبحسب دراسات متفرقة , إنّ تقليل عدد ساعات النوم يزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والضغط والسمنة والسكري والاكتئاب وحتى السرطان .

و بالمناسبة حتى العدد الصحيح لساعات النوم ليس رقم دقيق جداً, وكل الأرقام التي توصل لها الطب هي أرقام تقريبية , حيث يحتاج الأطفال حوالي 10- 11 ساعة , البالغين 7-9 ساعات وهذا لأن البشر متباينون في احتياجاتهم وذلك تبعاً لطبيعة أجسامهم.

إقرأ أيضاً :

مؤثرات في جودة النوم

ما هو سر حب الشوكولا ! CHOCOLATE

كيف أتخلص من التوتر والقلق؟

الساعة البيولوجية :

إضافة إلى أنّ الإنسان لا يملك قرار أن ينام أم لا , حتى مواعيد النوم أو الاستيقاظ لا يستطيع تغييره بسهولة .

حيث يوجد حوالي 20000 خلية عصبية بالدماغ وظيفتها التحكم بمواعيد ساعات النوم .

فنواة التأقلم تستطيع التأقلم مع التغييرات البسيطة في مواعيد النوم , مثل أن ينام الإنسان أبكر بساعة أو ساعتين , أو الاستيقاظ أبكر بساعة .

وهذا يفسر التعب الشديد الذي يحدث عند السفر البعيد بين منطقتين مختلفتين بالتوقيت , أو السهر لفترة طويلة جداً قبل الامتحانات .

هذا الجزء من الدماغ هو عبارة عن الساعة التي تضبط مواعيد الجسم من حيث إفراز الهرمونات ومواعيد عمل الأجهزة مثل المناعة والهضم والخلايا ودرجة حرارة الجسم وضغط الدم وغيرها .

وهي ما يسمى بالساعة البيولوجية في الجسم .

 

ما هو اضطراب مرحلة النوم المتأخر Delayed sleep phase disorder

هو أشهر اضطرابات النوم , وأكثرها انتشاراً , نسبته أكثر من 15% بين المراهقين , وسبب أكثر 10% من حالات الأرق التي تصيب كل الناس.

و ليس له أي علاج فعال حتى هذه اللحظة .

و كل محاولات تنظيم النوم والاستيقاظ باكراً وعدم السهر لوقت متأخر عند مرضى هذا الاضطراب تبوء بالفشل .

بل وممكن أن تنعكس هذه المحاولات سلباً على صحة المريض , حيث أكثر من 50% من مرضى هذا الاضطراب يعانون من الاكتئاب .

و الحل الوحيد عند مرضى هذا الاضطراب هو محاولة التأقلم على مواعيد نومه , أي أن يعمل ليلاً ويدرس ليلاً ويختار مهنة تناسب هذا النمط من الحياة .

إقرأ أيضاً :

الأرق الأعراض والأسباب

مرض الأرق الوراثي المميت :

هو مرض شديد الندرة , يمنع المريض من النوم بعمق لمدة شهور متواصلة ممكن أن تصل لسنة .

و يعاني المرض من هلاوس وهلع وفوبيا وخرف ينتهي بالموت بعد سنة أو سنة ونصف من الأعراض.

وتجدر الإشارة إلى عدم وجود علاج لحد الآن لهذا الاضطراب .

و هو منتشر بين 40 عائلة فقط بينهم عائلة واحدة عربية ( من أصول مصرية) .

 

الدكتورة لمى تدمري
الدكتورة لمى تدمري
المقالات: 97

2 تعليقات

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد