عرف الإنسان الجريمة منذ فجر البشرية ، منذ قابيل وهابيل، حيث وقعت أول جريمة قتل في التاريخ الإنساني .
وكلما تعددت وسائل وأساليب الجرائم من قتل أو سرقة أو نصب أو سطو مسلح أو إرهاب .. كلما تطورت وسائل الكشف عنها .
لهذا تعتبر علوم الأدلة الجنائية محصلة هذه الجرائم تتطور معها في طرق الكشف عنها والوقاية منها والبحث وراء الحقيقة وتعقب المجرمين .
ولقد ترك إنسان ما قبل التاريخ شواهد على بصمات الأصابع في رسوماته ومنحوتاته فوق جدران الصخور والكهوف .
وكان قدماء المصريين والبابليين لديهم معرفة بالتشريح العملي لجسم الإنسان ، وعرف الإغريق القدماء أنواع السموم ، وصنفوها لسموم معدنية كالزرنيخ والزئبق و النحاس ، وسموم نباتية كناباتات ست الحسن والأفيون والشوكران وبصل العنصل والداتورة .
وكلما استحدثت وتنوعت وسائل الجريمة. كلما تطور علم الأدلة الجنائية.
اقرأ أيضا في موقع لحن الحياة
ومن ادوات الكشف الجنائي :
بصمة الأصبع
لقد مضي مائة عام علي اعتبار بصمات الأصابع كدليل جنائي أمام المحاكم .
وكان الصينيون واليابانيون قد اتبعوا بصمة الأصابع منذ 3 آلاف سنة في ختم العقود والوثائق .
وفي القرن 19 استخدم الإنجليز البصمات عندما كانوا في اقليم البنغال بالهند للتفرقة بين المساجين والعمال هناك ، لأنهم اكتشفوا أن البصمات لا تتشابه من شخص لآخر ولا تورث حتى لدي التوائم المتطابقة (المتشابهة) .
لهذا أصبح علم البصمات واقعا في عالم الجريمة.وكانت تضاهى يدويا وبالنظر بالعدسات المكبرة ، والآن وبعد التطور يكتشف تطابق بصمات الأصابع بوضعها فوق ماسح الكتروني حساس للحرارة ، فيقرأ التوقيع الحراري للإصبع ثم يقوم الماسح بصنع نموذج للبصمة ومضاهاتها بالبصمات المخزونة .
وهناك ماسح آخر يصنع صورة للبصمة من خلال التقاط آلاف المجسات بتحسس الكهرباء المنبعثة من الأصابع .
وكان يواجه الطب الشرعي مشكلة أخذ البصمات لأصابع الأموات بعد دفنهم لأنها ستكون جافة ، لهذا تغمس في محلول جليسرين أو ماء مقطر أو حامض لاكتيك لتطرى ، وان كانت أجهزة اليد مهشمة أو تالفة يكشط جلد الأصابع ويلصق فوق قفاز طبي ثم تؤخذ البصمة .
بصمة العَرَق :
أمكن تحليل عرق الأشخاص بواسطة التحليل الطيفي للتعرف علي عناصره .
فقد أكتشف أن لكل شخص بصمة عرق خاصة به تميزه عن غيره ، وتعتبر رائحة العرق أحد الشواهد في مكان الجريمة لهذا تستخدم الكلاب البوليسية في شمها والتعرف علي المجرم من رائحته .
بصمة الشعر :
يعتبر الشعر من الأدلة القوية ولاسيما وأنه لا يتعرض للتلف مع الوقت ، فيمكن من خلاله التعرف علي هوية الضحية أو المجرم .
وقد أخذ دليل بصمة الشعر أمام المحاكم عام 1950، والآن أي عينة شعر توضع في قلب مفاعل نووي ليطلق النيترونات عليها تتحول كل العناصر النادرة بالشعر إلى مواد مشعة حتى ولو كانت نسبة المادة جزءا من بليون جزء من الجرام .
بصمة الحمض النووي DNA :
أصبحت تكنولوجيا DNA أحد الأدلة الرئيسية في علم الطب الشرعي الذي يعتمد حاليا علي لغة الجينات .
وبات DNA كبنك معلومات جينية عن أسلافنا وأصولهم ، حيث يعطينا هذه المعلومات كمعطيات سهلة وميسرة وبسرعة . وفي عام 1984.. ظهر التقدم في فحص جزيء DNA في دماء الأشخاص والتعرف من خلاله عل الأفراد . وتعتبر بصمة DNA أداة قوية ودامغة للتعرف من خلالها علي هوية الأشخاص والمجرمين والمشتبه فيهم .