درس علماء من الجامعة المستقلة في برشلونة التغيرات التي تحصل في البنى الدماغية لدى النساء بعد الإنجاب.
وقد أجرى الباحثون تجربة شملت 24 امرأة كن أنجبن أوائل مواليدهن. درس العلماء أدمغة هؤلاء النساء قبل الحمل وفي أثنائه وبعد مرور سنتين على الولادة.
وأظهرت نتائج البحث أن حجم المادة السنجابية في أدمغة النساء بعد عملية الإنجاب انخفض. وقد اطلعت النساء المشمولات بالتجربة على صور لمواليدهن في أثناء جريان التجربة وكان شبه التطابق فيما بين أجزاء الدماغ التي خسرت المادة السنجابية وأجزائه تلك التي تنشطت عند رؤيتهن صور أطفالهن أمرا لفت اهتمام العلماء. وكانت الأماكن التي خسرت المادة السنجابية أكثر من غيرها واقعة في الأجزاء الصدغية والأمامية من قشرة المخ وهي الأجزاء التي تقع فيها المراكز المسؤولة عن التعاون الاجتماع .
وقارن العلماء نتائج بحثهم بمعطيات دراسات سابقة أجريت على مراهقين وأظهرت فقدان المادة السنجابية بعض الشيء في فترة البلوغ، مما يجعل شبكات من الخلايا العصبية في المخ تتخصص أكثر، وهو ما يعتبر أمرا ضروريا للتطور الاجتماعي والانفعالي السليم.
ويعتقد الباحثون أن أدمغة الأمهات تخسر مادتها السنجابية جراء إعادة تنظيمها لتلبية الاحتياجات الجديدة في سبيل التفهم الأفضل لما يحتاج إليه الطفل والتجاوب مع انفعالاته. ولاحظ العلماء أن التغيرات المذكورة في أدمغة النساء لم تنتفِ حتى بعد مرور عامين على عمليات الإنجاب، علما بعدم وجود أي اختلالات في ذاكرة الأمهات وقدراتهن الإدراكية.