ثمانية عشر عاماً من البحث المتواصل من قبل ال FPI ، عن الشخص الذي فجر الجامعات والطائرات والشركات ، دون معرفة اسمه او شكله او عمره او جنسيته اوعرقه .
وعرف فقط باسم مفجر الجامعات والطائرات ، حتى عرف أنه ابن الطبيعة وعدو التكنولوجيا .
قصة اخطر قاتل متسلسل في امريكا
تيد كازينيسكي …. العبقري المجنون
منتصف العام 1996 تظهر اول صورة للقاتل المتسلسل الذي لا يعرفه احد .
وسط امان في شوارع امريكا والجامعات والمطارات وشركات التكنولوجيا ، نشرت NewYork times قصة تيد تحت عنوان ملحمة العبقري المجنون .
اقرأ ايضا في موقع لحن الحياة
مأساة أكبر من كورونا تهدد العالم!
ولد تيد لأبوين بولنديين الأمريكيين في ولاية شيكاغو عام 1942 ، له شقيق واحد من والديه اسمه دايفيد .
نشأ تيد كطفل عبقري ، حتى أن ذكاءه فاق ذكاء العالم اينشتاين .
في عمر السادسة عشر فقط حصل تيد على مقعد في الجامعة الأمريكية هارفارد ، ولم تمض سنوات قليلة حتى حصل على شهادة الدكتوراه في الرياضيات ، وفي السادسة والعشرين من عمره اصبح استاذا للرياضيات في جامعة كاليفورنيا .
عرف عن تيد الشاب ميله للعزلة وعدم اختلاطه بالاخرين ، حتى انه وبعد غترة وجيزة استقال من الجامعة ، واتخذ لنفسه كوخا قرب الغابات في شيكاغو ، يضم مزرعة صغيرة لينقطع عن العالم نهائيا .
عاش تيد بدون كهرباء ، واعتمد في طعامه على ما تنتجه مزرعته فقط ، وكان يستخدم الدراجة الهوائية للتنقل بين مزرعته واقرب المكتبات في القرى المجاورة له .
اقرأ ايضا في موقع لحن الحياة
بابلو بيكاسو الرسام الشهير وصاحب الفن التكعيبي لمحة عامة عن حياته و أعماله
في تلك الفترة نمت لتيد افكار غريبة ، تتعلق بكره التكنولوجيا والتقدم الصناعي ، واعتقد ان التقنية والتطور هي اكبر عدو للإنسان ، وهي تساعده على الخمول والكسل .
اصبح يعادي الحكومة التي تشجع الصناعة والشركات العاملة في هذا المجال ، والجامعات التي تعمل على تدريس هذه الاختصاصات ، والمطارات والطائرات ، وازداد حبه لالطبيعة وتعلقه بالاشجار والحيوانات .
استمر هلى ذلك عشر سنوات ، حتى أصيب لالإختناق من عزلته ، وقرر ان يعطي لنفسه فرصة الانخلاط بالمجتمع مرة أخرى ، وعاد ليستقر مع عائلته في العام 1977 .
محاولة تيد باءت بالفشل ، ولم تدم الا عاما واحدا ، عاد بعدها الى كوخه وطبيعته .
لكن شيئا ما حدث .. حيث قرر ان يشن حربه على المجتمع .
بدأ بصنع قنابله اليدوية الأولى مستخدما ذكاءه وعبقريته ، وارسلها بطرد بريدي لجامعة نورث وسترن ، وانفجرت بيد احد افراد الامن الجامعي .
اعاد الكرة ، واستهدف نفس الجامعة ، وفي نفس الفترة استهدف بقنبلة أخرى عبر طرد بريدي رئيس شركة يونايتد إيرلاينز الذي أصيب بجروح طفيفة .
بعد هذه الموجة من التفجيرات تحرك مكتب التحقيقات الفيدرالي FPI لتبدأ رحلة بحث عن قاتل مجهول ، عرف ملفه باسم مفجر الجامعات والطائرات .
ومع قدوم العام 1982 كان تيد أصبح أكبر شراسة ، وطور قنابله لتصبه اكثر دموية ، ففجر مكتب سكرتير جامعة فاندربيلت ، ومكتبا لتجمع اساتذة جامعة كليفورنيا .
ثم حملت السنوات التالية مزيدا من التفجيرات وصلت لمقتل مالك متجر كمبيوترات ، ثم تضاعفت اهدافه لتشمل جامعات اكثر وشركات ومصانع وطائرات .
تسبب بجرح المئات ومقتل عدد من اصحاب وتجار تلك القطاعات ، وابرز الشركات المستهدفة كان مقر شركة بوينج .
وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها محقق FPI على مدار عشرين عام ، لم يتمكن احد من معرفة أي دليل عن القاتل المتسلسل ، فقد كان تيد يصمم هداياه القاتلة بطريقة يصعب تتبعها .
ودون الاعتماد لى المواد الكيميائية او أي ادوات حديثة او متطورة ، واعتمد فقط على الأشجار وعناصر موجودة في الطبيعة .
اراد تيد من قنابله هذهةايصال رسالة واضحة للامريكيين ، مفادها “عليكم التوقف عن التصنيع وتخريب الطبيعة” .
في العام 1995 نشر مقالة في صحيفة في الولايات المتحدة الامريكية بعد تهديد العاملين فيها في حال عدم نشرها دون ان تعرف هويته .
اقرأ ايضا في موقع لحن الحياة
تضمن المقال فلسفته ورؤيته لمشاكل المجتمع المعاصر ، وحلوله لهذه المشكلات .
مما دفع السلطات الامريكية لرصد مكافأة بداية وصلت لمليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفيد بالقبض عليه .
في العام 1996 ، وبعد رسالة نشرتها وسائل الاعلام ، كان قد أرسلها تيد لاحدى الشركات ، تمكنت زوجة اخيه ديفيد من التعرف على هوية مرسلها ، لمعرفتها المسبقة بتنظيرات تيد وأسلوبه .
قام ديفيد بالتبليغ عن شقيقه وتم اعتقاله من مزرعته ، وحكم عليه ثمان مرات مدى الحياة .
مازال تيد قابعا ضمن حراسة مشددة ، تمكن في تلك الفترة من اصدار كتابا لاقى رواجا هائلا ، بعد ان بات له معجبين كثر .
منهم من يزوره في سجنه للاستماع لافكاره ونظرياته .