التدخين .. تلك العادة التي ومنذ تجربتها الأولى، يقع أغلب الناس في شباكها ، ويصبحون أسرى لها ، على الرغم من معرفتهم لمضارها وتأثيراتها القاتلة على صحتهم .. فما سرها وكيف بدأت
التدخين .. تاريخه وحاضره
كانت قبائل المايا أول من استخدم مادة التبغ ثمّ الهنود الحمر في شمال أمريكا، حيث كانوا يستخدمونه في الطقوس الدينية لديهم بعد أن أطلقوا عليه اسم يتل (بالإنجليزية: YETL).
أما في القرن الخامس عشر كان الرحال كريستوف كولومبوس هو أول من اكتشف التدخين عند قبائل Arawaks الكاريبية التي كانت تدخنه باستعمال أنبوبٍ يطلق عليه Tobago وهو السبب بتسمية التبغ باسمه الحالي.
وهناك لاحظ الرحالة كولومبس أن بعض سكان مدينة سان سلفادور يدخنون التبغ وكانوا يحملون جذورات النار ليشعلوا بها الأعشاب التي كانت تتصاعد منها رائحة الدخان ليتطيبوا بها .
ووجد الهنود الحمر في جزر الكاريبي يدخنون الطباق ، كما وجدهم يستخدمونه في الطقوس الدينية والحفلات.
وكانوا يعتقدون أن للدخان فوائد علاجية، ومن المحتمل أن يكون ذلك هو السبب في تشجيع الأوربيون علي تدخينه و انتشاره في أوربا في القرن السادس عشر ثم منها إلي جميع أنحاء العالم.
ولقد كان أول من أدخل نبات التبغ إلى أوروبا الطبيب فرانشكوهر نانديز الذي أرسله فيليب الثاني ملك أسبانيا في بعثة استكشافية.
وقد انتشرت عادة التدخين في القرن الخامس عشر ، حيث انتقلت هذه العادة من المكسيك إلى المكتشفين الأسبانيين.
وبعد انتصار أسبانيا في القرن السادس عشر ازداد إنتشار التدخين حيث أقبل الناس عليه للتغلب على الجوع والتعب والبرد مما أدي إلى إدمان العديد من الأفراد على التدخين.
وفي عام 1559 استورد البحار الفرنسي جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة التبغ وأدخله إلى أوروبا وسميت مادة النيكوتين نسبةً إلى اسمه ، والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
انتشار التدخين
انتشر التدخين بشكلٍ كبير في أوروبا في عام 1881 وكان السبب في ذلك اختراع آلة لف السجائر وعلب الكبريت، حيث أصدرت الحكومات الأوروبية آن ذاك قوانيناً تحرم التدخين.
وبعد ذلك انتقل إلى بلادنا الإسلامية مع الاستعمار عن طريق تركيا في القرن السابع عشر ثم إلي المغرب العربي بواسطة بعض التجار ثم إلي باقي الدول العربية .
ومع أن العلماء المسلمين تصدوا له منذ الأيام الأولى إلا أنة انتشر فيها بسبب إصرار الشركات الغربية علي ترويجه وبمساعدة الحكام لها في ذلك حيث أغرتهم الضرائب التي يجمعونها من تجارة التبغ ” الدخان”.
إقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة
كيفية حماية الأطفال من برد الشتاء
في ذكرى امرأة فقدت زوجها “بين جنة حضورك ونار غيابك”
علميا ما هو التدخين؟
تدخين التبغ التدخين هو استنشاق الدخان الناتج عن احتراق مادة التبغ لإشباع الإدمان الجسدي على بعض المواد الكيميائية وبالأخص مادة النيكوتين، وهو من العادات السيئة التي تحدث أضراراً فرديةً وجماعية.
التبغ
يصنع التبغ من أوراق نبات الطباق و اسمه العلمي ” نيكوتينيا تباكم “يتكون بشكلٍ أساسي من مادة النيكوتين المنبهة و4000 مادة أُخرى منها 2000 مادة سامة، بحيث يسبب استنشاقها اضطراباتٍ كيميائية وعصبية، بالإضافة لتقليل ضغط الدم وحاستي الشم والتذوق.
ويدخل التبغ في صناعة السيجار والمعسّل، أو قد يقوم البعض بمضغه بعد تجفيفه , أو كمسحوق للاستنشاق ” النشوق “, أو للتدخين كلفائف تبغ ” السيجار “, أو في الغليون ” البايب ” أو في السجائر.
للتدخين أشكال عديدة منها:
السجائر العادية وهى الأكثر شيوعاً والسيجار والغليون أو البايب والأرجيلة أو الشيشة ومضغ التبغ بين الأسنان والحقن الشرجى والسوط.
تتألف أوراق التبغ اليابسة من:
1ـ النيكوتين:
وهي مادة سامة جدا تنتج عن إحتراق التبغ إذ يكفي ملل جرام واحد لقتل عشرة كلاب من الحجم الكبير دفعة واحدة، كما أن تنقيط 3 نقط من النيكوتين الصرف على لسان شخص كافية لقتله.
2ـ الأناباسين والميوزين والنيكوتيرين:
وهي اشباه قلويات ثانوية لا تقل سمية عن النيكوتين .
3ـ المواد المعدنية:
تشكل 10 ـ25% من تركيب الأوراق وهي تتحول إلى رماد بالاحتراق .
4ـ المواد البكتنية:
تشكل 4ـ6% من تركيب الأوراق يتولد منها الكحول أثناء الاحتراق، وإليه تعزى النشوة التي تنسب للتدخين.
5ـ أول أكسيد الفحم:
وهو غاز سام جدا يؤدي إلى الموت المحتم إذا زادت نسبته، وذلك لأنه يطرد الأكسجين اللازم للتنفس.
6ـ الأمونياك:
وهو غاز يؤثر على العينين وإليه يعزى احمرار عيني المدخن.
7ـ سيان هيدريك:
وهو غاز شديد السمية، ويؤدي هذا الغاز إلى العقم عند الرجال، لتعطيله إنتاج الحيوانات المنوية، وعند النساء لتعطيله عملية التبويض.
8ـ ولا يقف أمر التبغ عند هذا الحد:
هناك المواد المسرطنة الكثيرة الناتجة عن احتراقه، وكلها تحدث أمراض السرطان أو تساعد في حدوثها، وفي مقدمة هذه المواد: القطران ـ الفورم الدهيد ـ الاكرولين ـ أملاح الأمونياكك.