أصبح التعلم عن بعد نهج تتبعه معظم الجامعات والمؤسسات التعليمية لما يتميز به من إيجابيات تساعد في تطوير المسيرة التعليمية، وتخلّص الطلبة من العوائق التي تقف في وجه تحقيق أحلامهم بالدراسة في جامعات معينة، إلا أنه لا يخلو من السلبيات مثل مشكلات الإنترنت وصعوبة التعامل مع التكنولوجيا، لذا يتوجب على المؤسسة التعليمية ترجيح الإيجابيات على سلبيات التعلم عن بعد في حال اعتماده في التعليم رسمياً.
إيجابيات التعلم عن بعد:
هناك مجموعة من الفوائد لاعتماد التعليم عن بعد كإحدى وسائل التعليم، وفيما يلي نذكر أهم هذه الفوائد:
المرونة في التعليم:
والتي تعد من أهم مزايا التعليم عن بعد، حيث أن التعلم عن بعد يعطي الطالب الفرصة في اختيار الوقت، والمكان، والوسيلة، بما يتناسب مع ظروفه وخياراته، ومن صور المرونة في التعلم عن بعد.
توفير الوقت والجهد :
يعد التعلم عن بعد أقل كلفة من التعلم العادي، ولما يحققه هذا النوع من التعليم من التوفير من الناحية المالية.
إتاحة فرص جديدة:
هناك كثير من الطلاب يرغبون بشكل كبير الدراسة في جامعات معينة، إلا أن الدراسة في مثل هذه الجامعات يحتاج إلى السفر لبلادها، والإقامة فيها، فضلا عن رغبة الكثير من ذوي الإعاقة إتمام تعليمهم.
كسب المهارات التكنولوجية:
باعتبار أن التعلم عن بعد يكون عن طريق واحدة من المهارات التكنولوجية، فإن التعلم ينمي من مهاراته التكنولوجية في هذه العملية، ويكون ذلك من خلال:
- البحث عبر الإنترنت.
- إتقان العمل على برامج مختلفة، ولعل أهمها برنامج (word).
- العمل على لوحة المناقشة الإلكترونية.
- العمل على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي.
- المراسلة عبر البريد الإلكتروني.
- النشر على موقع أو مدونة.
- سلبيات التعليم عن بعد
بالرغم من امتلاكها الكثير من الميزات والمحاسن، إلا أنها لا تخلو من السلبيات ..
اقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة:
التعليم الذاتي ; كيف تتعلم أي شيء بنفسك ؟
سلبيات التعلم عن بعد:
نقص التفاعل الاجتماعي:
تنحصر علاقة الطلاب فيما بينهم وبين معلميهم فقط في وسائل التعليم الإلكترونية، أو غرف الدردشة، أو البريد الإلكتروني.
انخفاض مستوى المهارات الشخصية:
عدم وجود التفاعل بصورة مباشرة بين الطلاب فيما بين بعضهم البعض من جهة، وبينهم وبين المعلمين من جهة أخرى، إلى ضعف التفاعل الاجتماعي، إضافة إلى ذلك إلى انخفاض مستوى المهارات الشخصية اللازمة لتكوين هذه العلاقات.
التشكيك في مصداقية التعليم:
إن التفاعل المباشر بين المعلم والمتعلم في طرق التعليم الاعتيادية له أهمية كبيرة في سير عملية التعليم، حيث يذكر المعلم طلابه بواجباتهم، وأوقات الامتحانات بشكل مستمر، أما في عملية التعليم عن بعد تكون العملية شبهاً ذاتية، حيث على الطالب أن يجتهد في تتبع وأعماله وواجباته الدراسية.
مشاكل الإنترنت:
في عملية التعلم عن بعد يحتاج الطالب لبعض الأمور والأدوات تعد أساسية بهذه العملية، فهو بحاجة لجهاز كمبيوتر، والاتصال بالإنترنت، وتوفر الكاميرا، وبدون هذه الأدوات لا يمكن أن تتم عملية التعلم، ولا يمكن توصيل المعلومات للطالب.
تعقيد أسلوب التعلم عند البعض:
من أهم مشكلات التعلم عن بعد أنه في كثير من الأحيان يفتقد المدرس إلى الخبرة الكافية في التدريس عن بعد، وفي بعض الأحيان يفتقد القدرة على التعامل مع أجهزة الإنترنت، ومن باب آخر هناك قسم من الطلاب يصعب عليهم فهم المادة التعليمية بدون الاحتكاك بالمدرس.
كيف تنتقل المعلومة للطالب في التعلم عن بعد:
تنتقل المعلومات من المعلم إلى الطالب في التعليم عن بعد بواحدة من الطرق التالية:
- النقل المتزامن: أو ما يعرف بالإنجليزية synchronous delivery، في هذا النوع يتم نقل المعلومات ما بين المحاضر والمتعلم في الوقت الحقيقي للمحاضرة.
- النقل اللامتزامن: أو ما يعرف بالإنجليزية asynchronous delivery، وفي هذه الحالة يقوم المحاضر بتسجيل المعلومات في فيديو، ليتسنى للطالب في أي وقت لاحق الاطلاع عليه.
التكنولوجيا المستخدمة في التعلم عن بعد:
إن التكنولوجيا المستخدمة في التعليم عن بعد هي:
- التقنيات المعتمدة على الصوت، كالتسجيلات المخزنة على الأقراص المدمجة، خاصية البث الشبكي المتمثلة في أشرطة الفيديو التعليمية، المؤتمرات التفاعلية الفيديوية.
- التقنيات المعتمدة على أجهزة الحاسوب، والتي يحصل عليها عبر الإنترنت، أو الشبكات الداخلية الخاصة بالشركات.
أهداف التعلم عن بعد:
هناك جملة من الأهداف تسعى المؤسسات التربوية لتحقيقها من التعلم عن بعد نذكر أهم هذه الأهداف:
- التخلص من العوائق الجغرافية التي تمنع البعض من التعلم التقليدي.
- التنوع في المصادر التعليمية والذي يقضي على الفجوة الموجودة بين المتعلمين.
- توفير فرص عمل أفضل.
- مكافحة أساليب التعليم التقليدية المتردية النوعية في بعض الأحيان.
- توفير الجهد والمال، حيث تتميز هذه الطريقة بالتكلفة المنخفضة.
- تخطي مشكلة الحاجة والنقص في المعلمين.
كيفية التعلم عن بعد:
تعتمد عملية التعلم على وسائل الاتصال الحديثة، وذلك يكون تبعا لنوعية المساق والتخصص الذي يرغب الطالب في تعلمه ومن ضمن هذه الوسائل:
المواد التعليمية المطبوعة، والمواد التعليمية غير المطبوعة: مثل الأشرطة السمعية، أسطوانات CD، وتصل المعلومات للطالب عن طريق وسائل الاتصال المختلفة، مثل البث عن طريق الأقمار الصناعية، عبر الفاكس، والإنترنت، وعن طريق الاتصال الهاتفي حيث يتم النقاش بين الطالب والمدرس، وتعد المكتبات العامة، والمختبرات البحثية من وسائل التعلم عن بعد أيضا.
متطلبات التعلم عن بعد:
عند اعتماد أي مؤسسة تعليمية على أسلوب التعليم عن بعد لا بد من توافر عدد من المتطلبات الأساسية لذلك نذكر أهمها:
- يجب توفر جهاز حاسوب خادم بسرعة ومساحة كافية، قادر على استيعاب المعلومات التي سيتم تخزينها عليه.
- السماح للمبرمجين بالوصول للحاسب المركزي، وصنع صفحات إنترنت تفاعلية.
- توفير برامج تساعد المبرمجين على صيانة صفحات الإنترنت وتطويرها بشكل دوري.
- وجود الاتصال بين الشبكة المقدمة للمعلومة، والمتلقية، والسماح للطلبة بالوصول لجهاز الحاسوب الخام.
- تأمين جهاز Video Server في حال وجود مواد تعليمية مرئية.
أصبح الآن التعليم عن بعد أساسي عن أغلب الدول ، وبالرغم من الإيجابيات الكبيرة أو الفوائد التي يعود بها نظام التعليم عن بعد سواء على الفرد والمجتمع، إلا أنه هناك سلبيات لا يمكن تلافيها، مثل الأعطال المتعلقة بجودة الإنترنت، وبالوقت نفسه يتحضر العالم في ظل الثورة الرقمية لتوجه الدول حول العالم إلى الاعتماد نموذج التعليم بشكل رئيسي في العملية التعليمية بمختلف مراحلها.