نشرت أم أسترالية قصة مؤثرة عن معاناة ابنها في المدرسة موضحة أن طفلها البالغ 9 سنوات، يتعرض للتنمر والعنف باستمرار من قبل زملائه، لأنه يعاني مشاكل في النمو.
وصورت ياركا بايلز ابنها كودان وهو يبكي في طريق عودته من المدرسة بعد أن سخر أحدهم من حجم رأسه.
ويظهر الطفل في المقطع المتداول وهو يجهش بالبكاء، ويصرخ موجها كلامه لوالدته: “أتمنى لو أن أحدهم يقتلني، أو يعطيني حبلا كي أقتل نفسي”.
ويضيف ” أريد أن أموت، أنت لم تفعلي أي شيء لمساعدتي”.
لم يبق أمام الأم سوى التوجه بعتاب إلى رواد التواصل الاجتماعي: “هل عرفتم الآن لماذا يرغب الأطفال في الانتحار؟”
وأشارت الأم إلى أن ابنها اعتاد أن يعبر عن رغبته في الموت منذ كان في سن السادسة بسبب ما يتعرض لها من إساءات ومضايقات في المدرسة.
وختمت قائلة: “أشعر بالفشل لأنني أقف عاجزة أمام ما يتعرض له ابني من مضايقات. عدم تقبل الناس للاختلاف يؤذينا كعائلة”.
وقالت والدته فى الفيديو المحزن الذى نال أكثر من 3 ملايين مشاهدة، أرغب فى طعن نفسى.. أريد أن يقتلنى أحدهم، مؤكدا إنها تحاول أن تكون قوية قدر الإمكان وألّا تشارك اللحظات المحزنة مع الآخرين، لكن التنمر لم يترك لها خياراً سوى مشاركة قصة ابنها وتأثير التنمر القاتل عليه، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأشارت إلى أن الهدف من مشاركتها الفيديو مع الجميع بشكل علنى لرفع الوعى بالتأثير السلبى للتنمر على الأطفال فى المدارس.
وطالبت بضرورة تعريف الأطفال بخطورة التنمر على الآخرين وعدم اللجوء إليه أبداً كي لا نتساءل في النهاية لماذا يقتل الأطفال أنفسهم، مضيفة، ابني يريد الذهاب للمدرسة والحصول على التعليم والمتعة، لكن التنمر يكاد يفتك به.
وانهارت بالدموع فى الفيديو طالبة مساعدة الآخرين والدفع بنصائح تساعدها فى الخروج من مأزق ابنها مع التنمر.
شوهد الفيديو أكثر من 21 مليون مرة منذ بثه على فيسبوك ظهر الأربعاء الماضي. كما أعيد نشره آلاف المرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
التنمر:
يعتبر ملف التنمر الآن من أولويات المدارس، وشهد عددٌ كبيرٌ من المؤسسات التعليمية الأجنبية حراكاً بهدف نشر الوعي حول آثار التنمر.
والعمل على مساعدة الأطفال لتقبل أنفسهم، والتعايش مع مشاكلهم، وتجاهل التعليقات السلبية التي يتعرضون إليها. بالإضافة إلى توجيه الأطفال والأهل بشأن التعامل مع الأولاد أصحاب الحالات الخاصة.
دعم كودان :
صوّر عددٌ كبيرٌ من الأطفال فيديو خاص لدعم كودان، مؤكدين له أنه أصبح يمتلك ملايين الأصدقاء الذين يحبونه من جميع أنحاء العالم. في الوقت الذي جمعت له بعض الجمعيات الخيرية الأسترالية مبلغاً تجاوز المئة ألف دولار.
وسارع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، للتعبير عن تضامنهم مع كودان وعائلته، من خلال إطلاق #هاشتاغ بعنوان “كلنا معك كوادن”.
وتصدرت عبارة ” #StopBullying” (لا للتنمر) لوائح الكلمات الأكثر استخدما في أستراليا على غوغل.
كما تلقى الصبي رسائل دعم من العديد من المشاهير لاسيما نجوم رياضة “الرغبي” التي تعد اللعبة الأكثر شعبية في أستراليا.
وتحدث كثيرون عن معاناتهم مع التنمر وحثوا الطفل على الصمود.
ووجه فريق ” Indigenous All Stars” الذي يتولى تدريبه النجم العالمي لوري دالي دعوة لكودان ووالدته لحضور مباراة ولتكريمهما على أرضية المعلب أمام عشرات الآلاف من المشاهدين.
وتعالت صيحات الجماهير التي كنت تحتشد في إستاد «كابس سوبر إستاديوم» حينما شاهدت الطفل يتقدم لاعبي الرجبي وهم ممسكون بيديه، أثناء دخولهم أرض الملعب.
وعلى الفور تجاوب رواد المواقع الاجتماعية مع اللقطة الإنسانية الذي عبروا عن استحسانهم لمشهد التعاطف الرائع مع الطفل ضحية التنمر.
وجاءت مشاركة الطفل مع نجوم الرجبي بعدما شارك فريق «كل النجوم لسكان البلاد الأصليين»، رسالة مؤثرة إلى كودان في مقطع فيديو أمس الأول الخميس، وقال لاتريل ميتشيل نجم الفريق: « آهلا كودي… نريك أخا لنا، ونعلم أنك مررت بأوقات عصيبة، لكن الأطفال هنا».
وأضاف ميتشيل: «نحن هناك لدعمك، ونريد فقط أن نتأكد أنك على ما يُرام، نريدك معنا، ونريدك أن تتقدمنا ونحن نازلين إلى أرض الملعب في عطلة نهاية الأسبوع، سيعني هذا الأمر الكثير لنا».
وأتم: «نريد فقط أن نتأكد أنك تعتني بنفسك، ونتمنى أن نراك خلال اليومين المقبلين».
حكاية كودان، أثارت نحوه شفقة العديد من المشاهير، من بينهم إيريك ترامب نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونشر إيريك ترامب فيديو كوادن، عبر حسابه بموقع “تويتر”، معلقا عليه قائلا :”هذا مفجع تماما. بارك الله فيك أيها الفتى الصغير كودان – نحن جميعًا معكم.. ابقى قوياً”.
ووجه الأميركي هيو جاكمان رسالة دعمٍ مصورة لكودان. وقال: “أنت أقوى مما تتصور، وأنت من الآن صديقي”، داعياً الجميع إلى التوقف عن اضطهاد بعضهم البعض.
كذلك دشن الممثل الكوميدي براد ويليامز حملة لجمع التبرعات من أجل حجز رحلة لكوادن كي يزور “ديزني لاند” في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.وأضاف ويليامز: “حاولوا إسعاد الطفل وإشعاره بأنه محبوب”.
وقد جمع أكثر من 30 ألف دولار حتى الآن.
وأكد الممثل الكوميدي أنه عانى هو الآخر من نفس مرض كوادن ودعا إلى بذل المزيد من الجهود لنشر التوعية حول هذا المرض.
يذكر أن كوادن يعاني من حالة وراثية تؤثر على نمو الجسم وتعرف طبيا بـ”التقزم الغضروفي”.
لكن هل هذه القصة حقيقية؟
قبل ساعات، نشرت بعض المواقع أخباراً تضمنت احتمالية أن لا تكون قصة كودان حقيقية. ونشر بعض الأشخاص مقاطع دعت لإعادة التفكير في الفيديو الخاص به. إذ اتهمه البعض بالاحتيال، وبأن الشخص الذي ظهر في الفيديو ليس طفلاً، إنما هو شخصٌ بالغٌ يمتهن النصب، واتفق مع ممثلة لتؤدي دور والدته، لكسب التعاطف باختلاق هذه القصة، والحصول على أموال التبرعات.
إلا أنه حتى الآن، لا توجد معلومات مؤكدة من الشرطة، تفيد بأن القصة غير حقيقية.