تقع هذه الكنيسة في بلدة صغيرة اسمها “شيرمنا”، تبدو هذه الكنيسة من الخارج كأي كنيسة عادية في بولندا، ولكن بمجرد دخولها ستفاجأ بمنظر مروع تقشعر له الأبدان، فقد تم بناء هذه الكنيسة بالكامل من العظام والجماجم البشرية تخليدا لذكرى الآلاف من البشر الذين قتلتهم الأوبئة والحروب، جميع جدران الكنسية وسقوفها بنيت من جماجم وعظام سيقان 3 آلاف ضحية، في حين تم إخفاء رفات أكثر من 21 ألف ضحية في سرداب تحت الكنيسة.
قام ببناءها قسيس محلى يدعى “فاكلاوف توماسيك” وقد بناها بالكامل من عظام البشر في القرن الثامن عشر بين عامي 1776 و1804، تخليدا لذكرى الجنود الذين وقعوا ضحايا حرب “الثلاثين عاما” (1618 – 1648) ، والتي تعتبر واحدة من أكثر الصراعات المدمرة في التاريخ الأوروبي حيث رأى في وجود العظام البرشية تذكيراً وعظة
لزوار الكنيسة للتذكير بالموت، وذلك أثناء زيارته لقبور ضحايا الحورب، إضافة إلى ضحايا الأمراض الفتاكة كالطاعون والكوليرا، حيث انتشرت فى اوربا الوسطى فى ذلك الحين الامراض والاوبئة وأهمها الكوليرا التي حصدت أرواح عشرات الأرواح كنتيجة لهذه الحرب.
وتشير إحدى الصحف، إلى أن توماسيك قام بجمع وتنظيف عظام الضحايا وزرعها في جدران وأسقف الكنيسة ما بين عامي 1776 وحتى 1804، حيث قام بتنصيب جماجم الشخصيات المهمة ومن بينهم عمدة البلدة أمام المذبح، فيما كانت جمجمة وعظام توماسيك آخر بقايا بشرية أدخلت للكنيسة بعد وفاته في 1804.
جدير بالذكر ان هذه الكنسية ليست الكنسية الوحيدة المبنية من جماجم وعظام الموتى فهناك بضعه كنائس اخرى مثلها منها كنسية موجودة في مدينة براغ بجمهورية التشيك في مدينة سيدليك، ويطلق عليها كنيسة العظام حيث بدأت الفصة عام 1278 حين جاء الكاهن هنري من مدينة زيلدك للحج في بيت المقدس، ولم يحضر معه هذه العظام وإنما أحضر معه ترابا من الأرض المقدسة ونثره في منطقة من البلد ( كونتا هورا ) ، وقدسها بهذا التراب، ومنذ ذلك الحين يرغب الناس أن يدفنوا في هذه البقعة المقدسة، ويوصون بالدفن فيها من البلاد المجاورة. وفي عام 1378 أبتليت البلاد بالطاعون، مما أدى إلى مصرع عشرات الآلاف. دفنوا في هذه المنطقة، ثم قام راهب بجمع العظام من القبور القديمة في العام 1511، لإفساح المجال لدفن المزيد وركمها في فوق بعضها في كوم كبير، ومن هذه العظام تم بناء الكنيسة، وتم تجديدها بتوصية من الدوق أو الحاكم شوراتسنبرج في العام1870