يستعد الصينيون للاحتفال بالسنة الصينية الجديدة..
وسط ذعر العالم من عودة تفشي متحور كورونا الجديد..
وتعتبر رأس السنة الصينية احتفالًا تقليديًا يعود تاريخه لحوالي 3 آلاف سنة..
سنستعرض في هذا المقال غرائب رأس السنة الصينية..
تسمية رأس السنة الصينية:
يطلق الصينيون عدة أسماء على رأس السنة الصينية..
كعيد الربيع، أو السنة القمرية الجديدة..
وعادة ما يبدؤون الاحتفال بهذه المناسبة مع بداية أول شهر قمري بحسب
السنة الصينية..
وينتهي في اليوم الخامس عشر من ذلك الشهر..
ويصطلح الصينيون على تسميته أيضاً بعيد الفانوس والذي يصادف ليلة
اكتمال القمر..
في حين تسمى ليلة العيد بتشوشي..
ويعتبر يوم رأس السنة الصينية إجازة رسميَّة في البلاد..
وتستمر الاحتفالات بهذه المناسبة لمدَّة خمسة عشر يوماً.
ما هو أصل هذا العيد؟
تشير الدلالات التاريخية إلى احتفال الصينيين بهذا العيد منذ القرن الرابع
عشر قبل الميلاد عندما حكمت أسرة شانغ.
حيث كان عيد الربيع في الأصل يومًا احتفاليًا للصلاة إلى الآلهة من أجل
موسم زراعة وحصاد جيد.
كمجتمع زراعي كان الحصاد بالنسبة للصينيين كل شيء.
لكن الأساطير هي الأكثر إثارة للاهتمام..
وفقا لإحدى الأساطير، كان هناك وحشاً يشبه التنين اسمه نيان..
كان يهاجم القرويين في بداية كل عام..
وكان نيان يخاف من الضوضاء العالية والأضواء الساطعة واللون الأحمر.
لذلك، استخدم الناس هذه الأشياء لطرد الوحش بعيدا عنهم..
وهذا هو سر ظهور دمية التنين في الاحتفالات.
متى رأس السنة الصينية 2023 ؟
يختلف موعد رأس السنة الصينية 2023 عن رأس السنة الميلادية
المتعارف عليها في باقي دول العالم.
وتبدأ احتفالات رأس السنة في الصين من مساء اليوم السابق لأول يوم
في السنة الجديدة..
وحتى يوم عيد الفوانيس الموافق 15 من الشهر ذاته،
مع العلم أن أول أيام السنة الصينية الجديدة يبدأ بمولد قمر جديد يظهر
والجدير بالذكر أن تاريخ السنة الصينية الجديدة يتغير كل عام..
لكنه يقع دائمًا بين 21 يناير و20 فبراير،
حيث يبدأ العام الميلادي الجديد وفقا للتقويم الغريغوري يوم 1 يناير..
بينما رأس السنة الصينية وفقا للتقويم القمري سيصادف لعام 2023 يوم
الأحد 22 يناير..
وهو عام الأرنب الذي يمثل عند الصينين الامل والحياة وهو تجسيد لإلهة
القمر ورمز للنقاء والميمونة وفقا لأساطيرهم.
ماهو التقويم الصيني؟
يعتمد التقويم الصيني على الدورات القمرية والشمسية..
ويكون بشكل عام 20 إلى 50 يومًا قبل التقويم الغريغوري المستخدم
دوليًا.
ينقسم التقويم الصيني إلى دورات قمرية مدتها 60 عامًا..
وتنقسم كل دورة إلى خمس دورات أصغر، مدة كل منها 12 عامًا..
وكل عام يمثله حيوان في الأبراج الصينية كالتالي:
الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، العنزة أو الخروف،
القرد، الديك، الكلب والخنزير.
العالم يحتفل:
يعتبر يوم رأس السنة الصينية إجازةً رسميَّة في البلاد..
ولا يقتصر الإحتفال على مليار شخص داخل الصين فقط..
إذ تحتفي أيضا بهذه المناسبة العديد من الدول حول العالم..
وكذلك تحتفل المجتمعات الآسيوية والغربية والعربية التي تنتشر فيها
الجالية الصينية..
تقاليد الإحتفال برأس السنة الصينية:
بحسب بيانات وزارة التجارة الصينية..
ينفق الصينيون خلال أيام العيد أكثر من 820 مليار يوان..
أي مايعادل 128 مليار دولار أميركي على التسوق والطعام والزينة.
ومن بين طقوس الاحتفالات:
-
تنظيف المنازل قبل العيد:
يتأكد الصينيون من نظافة منازلهم قبل منتصف ليلة رأس السنة القمرية
الجديدة..
وذلك بهدف تخليص المنزل من أي حظ سيء قد يتراكم خلال العام
الماضي.
ويقوم الصينيون بتشريع جميع أبواب ونوافذ المنازل في ليلة رأس السنة..
وذلك لإخراج السنة القديمة والترحيب بالسنة الجديدة.
-
اللون الأحمر:
عادةً ما يقوم الصينيون يتزيين الشوارع والمنازل بالفوانيس الحمراء..
وسلاسل من الفلفل الحار (الحقيقي أو المزيف)..
ويلصقون الورق الأحمر والملصقات التي ترمز للعام الجديد..
مصحوبةً بعبارات تدعوا للثراء والصحة الدائمة على الأبواب والنوافذ..
وغيرها من زينة الاحتفال حمراء اللون.
حتى أنهم يرتدون ملابس حمراء.
السبب هو أن الأحمر له رمزية خاصة في الثقافة الصينية..
ويرمز للثروة والازدهار والسعادة..
ويمكنه أن يطرد الأرواح الشريرة ويجلب الحظ السعيد.
-
الكرنفالات:
حيث يقيمون الكرنفالات والمعارض الفنية..
ويعقدون الجولات والعروض الترفيهية التقليدية..
بالإضافة إلى المسيرات ومهرجانات المصابيح الصينية..
والتي تؤدى خلالها رقصات التنين والأسد التقليدية الشهيرة.
-
الألعاب النارية:
كلما زادت الألعاب النارية التي تطلق خلال الاحتفال برأس السنة الصينية
كلما كان أفضل..
فإنها لا تلون السماء بالألوان الجميلة فقط، لكنهم يعتقدون أيضاً بأن
الأصواع العالية للمفرقعات تخيف الأرواح الشريرة.
فإذا كنت في الصين خلال هذه الفترة..
فربما تكون قادرًا على سماع ورؤية الانفجارات لمدة 3 ليالٍ على الأقل.
-
ماذا عن امبراطور الصين؟
في ليلة رأس السنة الصينية الجديدة..
يرتدي الإمبراطور قميص التنين الأصفر المطرّز بالذهب..
والمزخرف بالألوان التي تحمل صور التنين و12 صورة تعبر عن الحظ طبقًا
للسنوات الصينية.
كما يرتدي الإمبراطور معطف من الفرو ويضع التاج على رأسه ويعلق
الحليّ على صدره.
حيث يظهر الإمبراطور في هيئة ترمز إلى البركة التي تشير إلى أمةٍ ثرية.
-
ماذا عن الطعام؟
*يقدم في هذه المناسبة الطعام الصيني التقليدي..
وذلك خلال ما يسمى بالمأدبة الإمبراطوريَّة للسنة الصينيَّة الجديدة..
*يتوقف الصينيون عن تناول اللحوم في بداية السنة..
بسبب اعتقادهم أنّ ذلك يمنح الإنسان عمراً أطول.
*تناول كامل السمكة عندما توضع على المائدة..
فذلك يحقق مكسباً مادياً للعائلة والفرد بحسب العقيدة الصينيَّة.
*في حال تناول النودلز أو الشعيرية والمعكرونة خلال رأس السنة الصينية..
فعلى الصيني ابتلاعها مرة واحدة دون قضمها..
بسبب الاعتقاد لديهم أنّ قطع حبالها أثناء الطعام يؤدي إلى تقصير العمر.
الزلابية:
يعتبر تناول طبق الزلابية من الطقوس الشعبية في الصين خلال
الاحتفالات..
وهي طبق من الشعيرية مخلوطٌ بالبيض..
لأن شكلها بالطريقة الصينية يشبه العملات الذهبية..
ما يعتبر فأل خير لجلب الثروة في العام المقبل.
بالإضافة إلى تناول لفائف الربيع (لفائف البيض) وكرات الأرز الدبق في
حساء يسمى تانغ يوان.
-
الظروف الحمراء:
يحرص الصينيون في هذه المناسبة على إهداء المال والهدايا من الكبير
إلى الصغير ومن الثري للفقير في جو أسري مفعم بالحب.
وبعض الأبناء يقدمون مبالغ كبيرة جدًا للآباء كهدية العام الجديد تصل
لإهداء بطاقات البنك الشخصية بهم أحيانًا بكل ما تحويه من نقود.
كما يتلقى الأطفال الهدايا أيضاً وبشكل خاص الظروف الحمراء التي
تسمى هونغ باو.
ووفقاً لوضع كل أسرة يمكن للأطفال الحصول على ما يصل إلى 1000 يوان
صيني..
أي مايعادل حوالي 150 دولارًا لكل مغلف.
اقرأ أيضاً في لحن الحياة:
محظورات خلال الاحتفالات:
-
قص الشعر أو غسله:
من التقاليد الغريبة التي يتمسك بها الصينيون خلال احتفالاتهم..
هي تجنب غسل شعرهم أو قصه في اليوم الأول من العام الجديد.
السبب هو أن الحرف الصيني لكلمة شعر هو ذات الحرف في كلمة “ثراء”
بالصينية..
ما يعني أن غسل الشعر أو قصه قد يقلل من الثروة وفرص تحقيق الرخاء
في العام الجديد.
-
الكنس والتنظيف ورمي القمامة:
يعتبر الكنس أو التنظيف أو التخلص من القمامة في أول
أيام السنة الجديدة من المحرمات..
ولايسمح بالتخلص منها قبل اليوم الخامس..
فالمعتقد السائد يقول أنّ ذلك يطرد الحظوظ الجيدة لأهل المنزل..
وقد يتسبب في وفاة أحدهم.
بالإضافة إلى ضرورة جمع كل أدوات التنظيف وإخفائها ويصل الأمر أحيانًا
لإخراجها من المنزل كلياً.
-
الدواء:
حيث يعتقد الصينيون أن أخذ الدواء في أول يوم من العام الجديد قد يجعلهم
مرضى طوال السنة.
-
الأدوات الحادة:
يتجنب الصينيون استخدام المقص والسكاكين والأشياء الحادة الأخرى..
فهي رمز من رموز زوال النعمة والخير.
-
الخروج من المنزل:
لاتخرج النساء يوم العيد في التقاليد الصنية فمغادرة البيت نذير شؤم..
وسيجلب لفاعله الحظ السيء والتعاسة.
-
تنظيف الملابس:
إذا دخل العام الجديد وليس في خزانتهم أي ملابس نظيفة..
فما عليهم إلا شراء ملابس جديدة..
لأن طقوسهم تمنعهم من تنظيف ملابسهم في أول أيام السنة.
-
القراءة:
يتوقف الصينيون المهتمون بالقراءة عن شراء الكتب..
ويعود السبب في ذلك إلى كون لفظ كلمة كتاب باللغة الصينية..
يشابه لفظ كملة خسارة..
لذلك فإن شراء الكتب في هذه الفترة يعد بمثابة دعوة للحظ السيء.
-
الديون:
في التقليد الصيني يجب تسديد كامل ديون المواطن قبل رأس السنة الصينية..
بما في ذلك فواتير بطاقة الائتمان…
كما يحظر عليه الإستدانة في أول يوم في العام الجديد..
حيث يعتقدون أنه عندما تأتي بداية العام مع تراكم ديون..
قد يعني أنك ستنهيه بالديون كذلك.
-
السرقة والنشل:
في الثقافة الصينية أن تسرق أو تتعرض للسرقة في أول أيام السنة..
كلاهما نذير شؤم لأنهما أيضاً من دلائل زوال النعمة.
-
محظورات أخرى:
يمنع الجدال والشتم أيضاّ لأنه يمنع الخير والرزق برأيهم.
كما يمنع قول كلمات مشؤومة مثل الموت و المرض.
اقرأ أيضاً في لحن الحياة:
تحذيرات من متحور يوم القيامة الجديد..
الملايين تحتفل وسط مخاوف من كورونا:
خلال موسم الاحتفال، يبذل الناس قصارى جهدهم لقضاء العطلة مع
العائلة.
لذلك من الطبيعي أن تكتظ محطات القطار والحافلات والشوارع قبل بدء
الاحتفلات..
وفي نفس السياق توقّعت هيئات قطاع النقل في الصين تسجيل أكثر من
ملياري رحلة بين يناير/كانون الثاني الجاري وفبراير/شباط المقبل..
في أحد أكبر التحرّكات الجماعية بالعالم.
لكنّ خروج الأشخاص من مدن كبيرة تواجه تفشياً واسعاً لفيروس كورونا
الجديد (سارس-كوف-2) قد يتسبّب بطفرة إصابات بكوفيد-19 بالأرياف
التي تعاني من نقص في التجهيزات.
وقد اكتظّت محطات القطارات المركزية في بكين وشنغهاي بالمسافرين..
لكنّ آخرين بدوا أكثر قلقاً في ما يتعلق بانتشار الوباء.
وبحسب تقديرات شركة تحليل المخاطر الصحية “إيرفينيتي”..
من المتوقّع أن يرتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكل كبير
كما توقعت أن يبلغ عدد الوفيات اليومية بكوفيد-19 في الصين ذروته عند
نحو 36 ألف وفاة بالتزامن مع عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
وفي نفس السياق لفت العلماء في دراسة جديدة نشرت في مجلة فرونتيرز أوف ميديسين
منذ أيام إلى أنه في حين أن الموجة الحالية من الإصابات وصلت على
الأرجح إلى ذروتها في مدن مثل شنغهاي وبكين…
فإن التفشي سوف يصل إلى الأقاليم في وسط وغرب الصين وكذلك
المناطق النائية بحلول نهاية الشهر…
وذلك بفعل عمليات السفر الواسعة خلال مهرجان الربيع.
[…] غرائب رأس السنة الصينية.. […]
[…] غرائب رأس السنة الصينية.. […]