سمية بنت خياط أم عمار بن ياسر
إنها الصحابية الجليلة ، سُمَـيّة بنتُ خَـيَّاط ، زوجة ياسر ، وأم عمار رضى الله عنهم
كانت مولاة لأبى حذيفة بن المغيرة المخزومي ، وكان ياسر حليفًا لأبى حذيفة ، فزّوجه من سمية ، فولدت له عَمّارًا ، ولما ظهرتْ فى مكة دعوةُ الإسلام سبقتْ إليها سمية وابنها عمار ، ثم لحق بهما زوجها ؛ وهي أول شهيدة في الإسلام
💥 فعن مجاهد بن جبر المكي قال { أوَّلُ شهيدٍ في الإسلامِ سميَّةُ والدةُ عمَّارِ بنِ ياسرٍ وكانَت عجوزًا كبيرَةً ضعيفَةً ولما قُتِلَ أبو جهلٍ يوم بدرٍ ؛ قال النَّبيًّ صَلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لعمَّارٍ { قتل اللَّهُ قاتلَ أمِّكَ } [ ذكره ابن حجر العسقلاني في الإصابة رقم: (335)
وقال : إسناده صحيح
حيث عُذّبت هي وزوجها وابنها وأُوذوا أيّما إيذاء ، واستُشهد على إثر تلك الحادثة زوجها ، ولحقته هي ببضع دقائق أو ساعات ، ونجا ابنهما بعد أن نطق بالكفر مُكرَهَاً هروباً من أذى قريش ، وقد نزل قرآن يُتلى إلى يوم القيامة بشأن ابنهم الذي أُكرِه وقلبُه مطمئنٌ بالإيمان فبرّأه الله ؛ وكانت أمّه أوّل شهيدة في الإسلام ، فمن هي؟ ما هي قصتها؟
وهي من السابقين الأوّلين الذين دخلوا في الإسلام ، فقد كانت سميّة رضي الله عنها سابعة سبعة في الإسلام
💥 عن مجاهد بن جبر المكي قال : { أوَّلُ مَنْ أظهرَ الإسلامَ بمكةَ سبعةٌ ؛ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؛ وأبو بكرٍ ؛ وبلالٌ الحبشي ؛ وخبابٌ بن الأرت ؛ وصهيبٌ الرومي ؛ وعمَّارٌ بن ياسر ؛ وسميَّةٌ بنت خياط ؛ فأمَّا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بكرٍ فمنعهما قومُهما ؛.وأمَّا الآخرونَ فَأُلْبِسُوا أدرعَ الحديدِ ثمَّ صُهروا في الشَّمسِ وجاء أبو جهلٍ إلى سُميَّةَ فطعنها بحربةٍ فقتلها } [ ذكره ابن حجر العسقلاني في الإصابة رقم: (335) ؛ وقال : مرسل صحيح السند ]
زواج سميّة بنت الخياط
زوجها رضي الله عنهما هو ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قَيس بن الحصين بن الوذيم بن ثَعْلَبَة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس ؛ وقد قدم ياسر بن عامر زوج سمية من اليمن إلى مكة قبل زواجه منها ، وكان مجيؤه بهدف طلب أخٍ له ، وكان معه حينها أخواه الْحَارِث ومالك فرجع الْحَارِث ومالك إِلَى اليمن وأقام ياسر بمكّة ، وحالف أَبَا حُذَيْفة بن المغيرة بن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم ، وقد كانت سمية أمَةً عند أبي حذيفة فزوّجها لعامر بن مالك ، فولدت له عمّار ، فأعتقه أَبُو حُذَيْفة.
إسلام سميّة بنت الخياط
ما كادتْ تسمع بدعوة النبي حتى دخلتْ فى دين الله تعالى ، فأسلمت سمية بنت الخياط هي وزوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر وأخوه عبد الله رضي الله عنهم جميعاً ؛ سراً ثم جهروا بإسلامهم ، فلما علم بنو مخزوم بإسلامهم غضبوا عليهم غضباً شديداً ؛ وصبّوا عليهم العذاب الشديد.
تعذيب المشركين لآل ياسر
بعد أن أعلن آل ياسر إسلامهم ابتدأت قصة عذابهم حتى يتركوا الدين الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام ، فصبروا رضوان الله عليهم واحتملوا الأذى في سبيل ألّا يعودوا إلى الكفر ، واحتسبوا أجرهم عند الله سبحانه وتعالى ، وقد لحق سمية أذى شديد وقد كانت رضي الله عنها كبيرة في السن ، ومع ذلك صبرت وثبتت أمام تعذيب أبي جهل.
وكان النبي عليه الصلاة والسلام كلما مرّ بآل ياسر وهم في البطحاء يُعذّبون على يد المشركين كان يدعو لهم بالصبر والثبات
💥 عن جابر بن عبدالله قال : مرّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بياسرٍ وعمّارٍ وأمّ عمارَ وهم يُؤذونَ في اللهِ تعالى فقال لهم { صبرًا آل ياسرٍ ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ } [ رواه الطبرني في الاوسط رقم (141) ؛ والهيثمي في مجمع الزوائد بسند صحيح ؛ والألباني في فقه السيرة رقم : (103) وقال : حسن صحيح ]
استشهاد سميّة بنت الخياط
وأخذ أهل مكة يعذبون من أسلم. فقام آل بنى المغيرة بتعذيب سمية ؛ لترجع عن دينها ، ولكن هيهات هيهات ، فالإيمان قد استقر فى قلبها ، فلا يزحزحه أى تعذيب أو اضطهاد.
💥 عن جابر بن عبدالله قال : مرّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بياسرٍ وعمّارٍ وأمّ عمارَ وهم يُؤذونَ في اللهِ تعالى فقال لهم { صبرًا آل ياسرٍ ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ } [ رواه الطبرني في الاوسط رقم (141) ؛ والهيثمي في مجمع الزوائد بسند صحيح ؛ والألباني في فقه السيرة رقم : (103) وقال : حسن صحيح ]
👈 وإن كان صبر الرجال المسلمين على العذاب الشديد عجيبًا ، فأعجب منه أن تصبر عليه امرأة عجوز ، وصبرها على التمسك بدينها يهون إلى جانبه الصبر على الألم ، مهما زاد واشتد.
👈 وذات يوم مر عليها أبو جهل فسمعها تردد كلمات الإيمان : أحد. أحد. الله أكبر ؛ الله أكبر ؛ فأمرها أن تكفر بمحمد ودينه ، فامتنعت ، فأخذ حربة فطعنها بها ، فسقطت شهيدة ، وكانت رضى الله عنها كبيرة السن ، عظيمة الإيمان ، ضعيفة الجسم ، قوية اليقين ، رمزًا للصمود ، وأمارة على قوة العقيدة ، فلما كان يوم بدر قتل أبو جهل
💥 وعن مجاهد بن جبر المكي قال { أوَّلُ شهيدٍ في الإسلامِ سميَّةُ والدةُ عمَّارِ بنِ ياسرٍ وكانَت عجوزًا كبيرَةً ضعيفَةً ولما قُتِلَ أبو جهلٍ يوم بدرٍ ؛ قال النَّبيًّ صَلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لعمَّارٍ { قتل اللَّهُ قاتلَ أمِّكَ } [ ذكره ابن سعد في الطبقات ؛ وابن حجر العسقلاني في الإصابة رقم: (335) ؛ وقال : إسناده صحيح ]
فرحم الله المؤمنات المجاهدات اللاتي بذلن الأرواح في سبيل الله وفعلن ما لم يفعل كثير من الرجال، سبقن نساءً كثيراً ورجالا.
فأين هؤلاء من دعاة التحرر ، ودعاة الفضيحة والرذيلة الذين يسعون جاهدين لإخراج المسلمة من عز الإسلام إلى ذل المعاصي والشهوات ، يطلبون منها المجاهرة بالمعاصي بدل المجاهدة في سبيل الله ، ويسعون لتحريرها من عبوديتها لله لتكون أسيرة لشهواتها والشيطان .
أختي الكريمة : أنتِ مجاهدة في سبيل الله بالأمور التالية :
: تريبة أبناءك على دين الله
: مساعدة زوجك في العمل لدين الله
: التزامك بشرع الله
: احذري خطط الأعداء فإنهم جاؤوا لبلاد المسلمين بخطط ودراسات متقنة لإفساد النساء والشباب حتى يبقوا تابعين لا متبوعين
: استعيني بالله على ذلك واجعلي حياتك كلها جهاداً في سبيل الله ومن أجل خدمة دين الله .
أسأل الله تعالى أن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان وأن يخذل أعداءه إنه سبحانه قوي قادر .