عدم ذهابك إلى المراكز التجميلية والصحية (SPA) لا يعني أبداً أنه لا يمكنك تدليل نفسك بالمنزل. بل يمكنك استغلال فترة الحجر الذاتي التي نقضيها هذه الأيام، في الاهتمام بجسمك وبشرتك.
وبما أن الحمام المغربي يعد من الطرق الفعالة في إزالة الجلد الميت وتجديد خلايا البشرة وتنعيم الجسم بالإضافة إلى استرخاء عضلات الجسم وجعلها في وضع أفضل، لذلك سيكون من الجيد اللجوء إليه في هذه الفترة.
تاريخ الحمام المغربي:
تغلغلت ثقافة الاستحمام في الحمامات التقليدية في الثقافة الشعبية للمغاربة منذ زمن بعيد، ومازال الحمام التقليدي يحظى بأهمية كبيرة في الحياة اليومية للمغاربة رجالا ونساء، حيث تحرص أعداد كبيرة من المغربيات على ارتياد الحمامات الشعبية على الأقل مرة في الأسبوع.
إن للحمام الشعبي حضور متميز في حياة المرأة المغربية، فهو مرتبط بعادات مختلفة باختلاف المناسبات؛ فهو مكان تسجل فيه لحظات انتقالها من مرحلة إلى أخرى في حياتها، فيه تتعلم القواعد الأساسية للنظافة وأسرار الجمال وهي طفلة، وفيه يتم الاحتفال بها حينما تظهر عليها علامات البلوغ، وفيه تستعد وتتجمل قبل ليلة عرسها، ثم تعود إليه في مناسبة أخرى حينما تصبح أما.
طقوس الحمام المغربي:
تختلف طقوس الحمام باختلاف المناسبات الخاصة بالمرأة، فمثلا في حفل الزفاف يتم كراء الحمام من طرف أهل العروس، فيخضع فضاء الحمام لطقوس متعددة، حيث يتم إشعال الشموع في غرفه، وتعطير القاعات بالعطور والبخور التقليدي، ويطلى شعر العروس بزيوت ومواد تجميل وتصفيف تقليدية، وبعد الاستحمام تخرج العروس وسط النساء من العائلة والجارات والصديقات مصحوبة بالزغاريد والأهازيج الشعبية الخاصة بالمناسبة.
أما حمام الأم حديثة الولادة أو “النفيسة” كما تسمى محليا فهو عادة تقام في اليوم السابع بعد الولادة، حيث تذهب النفساء إلى الحمام، ويحتفل بسلامتها ومولودها بإشعال الشموع تعبيرا عن الفرح والأمل في غد جديد لأم جديدة، ويوضع البخور للتعطير وحمايتها من الحسد. ويشترط ألا تقوم النفساء بأي عمل أثناء الاستحمام فتعامل كملكة، ويتم شد بطنها بحزام تقوم بربطه نساء مختصات في طرقه لاعتقادهن بأنه يخفف عليها آلام الظهر والولادة والبطن، وهن يتصورن أنه يمكنها من استئناف حياتها العادية بعد الولادة بلياقة بدنية أفضل.
أقسام الحمام المغربي:
ويتكون الحمام المغربي التقليدي من ثلاث قاعات كبيرة متداخلة في ما بينها، تتدرج فيها الحرارة من المتوسطة إلى العالية، وفي كل قاعة توجد صنابير مياه نحاسية باردة وساخنة. وفي القاعة الأخيرة، حيث ترتفع الحرارة إلى أقصى درجاتها، يوجد حوض مائي متوسط وهو ما يسمى بـ “البرمة” التي تخزن الماء الساخن.
ويعتبر الحمام التقليدي مرفقا من المرافق الاجتماعية، وهو جزء من مورفولوجية المدن المغربية العتيقة، بهندسة معمارية قديمة. كما لا يخلو حي من الأحياء بالمغرب من حمام، يشيد غالبا بالقرب من الأسواق الشعبية والمساجد. بالإضافة إلى الحمامات الشعبية التي تقدم خدماتها بكلفة تتراوح ما بين 12 و13 درهما، توجد الحمامات العصرية التي تقدم خدمات من الطراز الرفيع تتمثل في “الساونة” و”المساج” والتدليك” باستعمال بعض المواد الطبية الغالية وباهظة الثمن
إقرأ أيضاً في لحن الحياة
6 علامات واضحة تدل على أن جهازك مخترق
كيفية إسعاف مرضى السكري و التمييز بين ارتفاع و إنخفاض السكر
علاج إرتفاع ضغط الدم بدون أدوية في أسرع وقت
فوائد الحمام المغربي :
هناك العديد من الفوائد للجسم والبشرة عند عمل الحمام المغربيّ، ومنها:
- الاسترخاء: الحمام المغربي مهدئ للأعصاب، حيث يستخدم فيه زيوت عطرية بالإضافة إلى أن الجسم تمتص بعض البخار مما يساعد على استرخاء الجسم ويقلل من التوتر ويقلل مستويات الكورتيزول ويرخي الجسم من أى تشنجات.
- التنظيف العميق للجسم: يعمل الحمام المغربي على فتح كل مسام الجسم وبالتالي امتصاص أكبر قدر من المنظفات وخروج الأتربة العالقة تحت المسام.
- يحسن الدورة الدموية: يعمل على زيادة الدورة الدموية وزيادة ضخ القلب للدم في الأوعية الدموية، سوف تساعد جسمك على تقليل احتباس الماء وإزالة السموم وتساعد على تدفق الدم مما يساعد على الشفاء من بعض الأمراض وذلك بفضل الغسل والاحتكاك الشديد للجلد.
- تقشير الجلد: يساعد على إزاله خلايا الجلد الميت وسوف تشعر أن الجسم أفتح من ذي قبل،يستخدم المعالجون قفازات تقشير خاصة ويفركون بشرتك قبل غسلها مما يجعل بشرتك ناعمة وسلسة.
- مكافحة الشيخوخة: مع المداومة على الحمام المغربي يعمل ذلك على شد الجلد وتقليل ظهور التجاعيد وعلامات التقدم في السن فهو يجعل الجلد أكثر صحة وشباباً.
- صحة الرئة : إن استنشاق البخار الموجود داخل الحمام المغربي يؤدي إلى فتح القصبات الهوائية وتخفيف التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب القصبات، والسعال.
ميزات الحمام المغربي:
هناك العديد من الميزات للحمام المغربيّ، ومنها:
- الصّابون المغربي الأسود: فهو غنيّ بفيتامين E، ويصنع من زيت الزّيتون، والملح، والبوتاس، وهو مضادٌ للميكروبات، وينظّف البشرة بعمق، ويقلّل من علامات الشّيخوخة المبكرة فيها.
- طين الغاسول المغربي: وهو رواسب قديمة في الجبال الشّماليّة الشّرقيّة الأطلسيّة من المغرب، ويحتوي على المعادن المفيدة للبشرة مثل المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، وينظّفها بإزالة السّموم، ويرطّبها، ويُستخدم كقناعٍ للجسم، ويمكن مزجه بماء الورد، أو ماء زهر البرتقال.
- زيت الأركان: ويعرف باسم ذهب المغرب، ويُحصد من شجرة الأركان التي تنمو في المنطقة الجنوبيّة الغربية من المغرب ويعتبر من الزّيوت النّادرة، وعالية الجودة؛ لاحتوائه على مضادات الأكسدة والأحماض الدّهنيّة، وغناه بفيتامين E، حيث يمتلك القدرة على تعزيز الأكسجين داخل الخلايا، وزيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.
- اللوفا المغربية: فنسيجها القوي والمتين يساعد على تقشير البشرة بفاعليّة، وإزالة خلايا الجلد الميتة.
طريقة عمل الحمام المغربي في الأماكن المخصصة له:
- فور وصولك ستحصل على رداء حمام نظيف لتغيير الملابسك، وستجد أحد المتخصصين هناك في استقبالك في غرفة البخار لبدء تجربة الحمام المغربي.
- الحمام المغربي سوف يستغرق حوالي 1 ساعة.
- يقوم أولاً بتنظيف شعرك وجسمك بماء دافئ لتنعيم بشرتك ومساعدة عقلك وعضلاتك على الاسترخاء.
- صابون مغربي الأصيلي أسود مصنوع بزيت الزيتون ويستخدم لتنظف البشرة ويغذيتها.
- استرخ في غرفة بخار واترك الصابون الأسود المغربي الأصيل على الجلد حتى تمتص فوائده.
- تنتقل بعد ذلك للاستلقاء أو الجلوس على سرير دافئ، سيسمح هذا لمساماتك بالفتح الكامل وإزالة السموم والمواد الكيميائية من جسمك.
- سوف يساعد ذلك على استرخاء العضلات ويخفف من آلام الجسم كما أنه يزيد الدورة الدموية بينما يرطب جلدك.
- نأتي بعد ذلك لمرحلة التقشير، يقشر المعالج بشرتك باستخدام الليفة المغربية التي تأتي على شكل قفازات وينظف بقوة جميع أنحاء الجسم.
- سيؤدي هذا إلى إزالة الأوساخ والانسداد يحسن لون البشرة ونعومة ويحفز إنتاج الكولاجين.
- نغلق المسام باستحمام الماء البارد.
طريقة عمل الحمام المغربي في المنزل:
الطريقة الاولى:
أهم ما يمكن عمله في الحمام المغربي هو شرب الماء بكثرة للحفاظ على رطوبة الجسم، واستخدام المكوّنات الصّحيحة.
المكونات:
- صابون مغربي أسود.
- طين الغسول المغربي.
- القفاز المغربي (اللوفا).
- ماء الورد المغربي.
- زيت الأركان.
- عدّة قطرات من عصير اللّيمون (اختياري).
الخطوات:
- مزج ملعقة صغيرة إلى ملعقتين صغيرتين من الطّين مع الماء السّاخن حتى يذوب، وإضافة قطرات قليلة من زيت الأركان، وعدّة قطرات قليلة من عصير اللّيمون في حال عدم تحسّس البشرة من اللّيمون، ثُم إضافة كميّة من ماء الورد؛ لإنشاء معجون كريمي القوام.
- وضع المعجون الكريمي على الوجه، وتركه 15-20 دقيقة ليجف قبل الحمام.
- مزج كميّة مناسبة لطول الشّعر من الطين مع الماء السّاخن، وإضافة ملعقة صغيرة من زيت الأركان؛ لإنشاء معجون خفيف سائل قليلاً.
- وضع المزيج على الشّعر من الأطراف حتى الجذور، ثُم تغطية الشعر بقبّعة الاستحمام.
- عمل حمام البخار باستخدام حمام صغير المساحة، وإغلاق منافذ الهواء كلها فيه.
- ملء حوض الاستحمام بالماء السّاخن؛ ليتشبّع الحمام بالبخار.
- الجلوس في حمام البخار مدّة 5 دقائق على الأقلّ.
- سكب الماء الدّافئ على جميع أنحاء الجسم حتى يصبح رطباً.
- وضع الصّابون المغربي الأسود على الجسم بدايةً من السّاقين حتى الذّراعين صعوداً إلى الرّقبة بحركاتٍ دائريّةٍ.
- ترك الصّابون على الجسم مدّة 5-10 دقائق قبل شطفه بالماء الدّافئ.
- ترطيب القفاز أو ما يعرف باللوفا المغربية بالماء الدّافئ، ووضع كميّة صغيرة عليها من الصّابون المغربي الأسود.
- فرك الجسم بحركاتٍ دائريّةٍ، أو لأعلى وأسفل؛ لتقشير البشرة.
- شطف الصّابون عن الجسم بالماء الدّافئ.
- شطف الشّعر من غسول الطّين جيّداً.
- مزج طين الغسول المغربي مع ماء الورد، أو الماء السّاخن، وملعقة صغيرة من زيت الأركان؛ لإنشاء معجونٍ سميك القوام.
- وضع المعجون على جميع أنحاء الجسم وتركه مدّة 10 دقائق قبل شطفه بالماء الدّافئ.
- تجفيف الجسم بالمنشفة.
- وضع القليل من زيت الأركان على راحة اليد، ووضعه على جذور الشّعر، وعلى الجسم لترطيبه.
الطريقة الثانية:
يمكن للمرأة تدليل نفسها حتى وإن لم تستطع الذّهاب إلى المنتجعات الصّحيّة، بتحويل الحمام إلى غرفة بخار، وعمل الحمام المغربي.
المكونات:
- الصّابون المغربي الأسود.
- قفاز التقشير المغربي.
- غسول الطين المغربي.
- زبادي.
الخطوات:
- ملء الحمام بالبخار؛ لفتح مسام البشرة المسدودة، وزيادة امتصاص البشرة للصّابون، وبالتّالي تسهيل تقشير البشرة.
- الجلوس في البخار، والاسترخاء مدّة 15-20 دقيقة.
- شطف الجسم بالماء الدّافئ.
- تدليك الصّابون المغربي الأسود على الجسم بحركاتٍ دائريّةٍ، بدايةً من القدمين صعوداً إلى الكتفين.
- فرك الجسم بالقفاز المقشّر بحركاتٍ لأعلى، وأسفل؛ للتّقشير، ولأزالة خلايا الجلد الميتة.
- شطف الجسم جيّداً بالماء الدّافئ؛ لإزالة الصّابون. تكسير غسول الطّين الذي يأتي على شكل أحجار بنيّة إلى قطعٍ صغيرةٍ جداً.
- مزج قطع غسول الطين مع القليل من الماء.
- إضافة ملعقة صغيرة من الزّبادي إلى الطين، ومزجه جيّداً؛ لأن اللبن يعطي ليونة، وتوهجاً للبشرة.
- وضع الطّين على الجسم، وتركه مدّة 5 دقائق قبل شطف الجسم بالماء الدّافئ.
- غسل الجسم بالماء الدافئ، ثُم تجفيف الجسم بالمنشفة.
الطريقة الثالثة:
المكونات:
- الصابون المغربى
- الغسول المغربى “المكون من الطمى المغربى”
- عصير الليمون
- الليفة المغربية
- الحناء
- الحجر الخفاف
- ماء الورد
الخطوات:
- يسخن الحمام بأن يترك الماء الساخن ليملأ البانيو مع إغلاق كل منافذ الهواء فى الحمام “الباب والنوافذ” حتى يمتلئ بالبخار حتى يتعرق الجسم، وإذا لم يتوفر البانيو فى الحمام فيمكنك غسل جسمك بالماء الساخن لمدة 10 دقائق.
- ادخلى البانيو المملوء بالماء الساخن لمدة 10 دقائق حسب تحمل البشرة، ثم بعد ذلك يجب الخروج من الماء والجلوس على كرسى خارج البانيو.
- يخلط الصابون المغربى مع عصير الليمون والحناء فى الماء الساخن حتى نحصل على مزيج سائل قليلاً ثم يُدهن الجسم والوجه بالمزيج، مع التركيز على المناطق الدهنية بالوجه ويترك المزيج على الجسم لمدة 10 دقائق، أما الوجه فيجب غسله فى الحال ويكرر وضعه مرة أخرى لأن بشرة الوجه تكون حساسة أكثر من بقية الجسم.
- يشطف الجسم بالماء الساخن جيداً مع التدليك بالليفة المغربية من الأسفل إلى الأعلى لتنشيط الدورة الدموية فى الجسم، يتم البدء أولاً بالوجه ثم العنق والصدر ثم البطن واليدين، ثم الساقين والقدمين ثم الظهر. يجب التركيز على المناطق الخشنة والداكنة فى الجلد مثل الكوعين والركبتين للتخلص من الخلايا الميتة.
- إذا كانت لديك رؤوس سوداء فى الوجه فيتم إزالتها فى هذه الخطوة حيث تكون مسام البشرة متفتحة نتيجة الماء الساخن، وتتم إزالة الرؤوس السوداء من خلال لف منديل ورق أو قطعة قماش قطنية معقمة على سبابة كل يد ثم العصر على كل حبة لإخراج كل ما بداخلها مع التركيز على الأنف وجوانبه والذقن ثم باقى الوجه.
- يوضع الغسول المغربى “الطين المغربى” المخلوط بماء الورد والماء الساخن على الجسم بالكامل وعلى الوجه ما عدا منطقة العينين.
- تفرك القدمان بالحجر الخفاف لإزالة الجلد الميت مع التركيز على الكعوب وباطن القدمين.
- يشطف الجسم جيداً بالماء الدافئ لإزالة آثار الغسول المغربى “الطين المغربى” ثم يغسل الجسم بالصابون.
- يجفف الجسم بفوطة نظيفة ثم تمرر عليه قطعة قطن مبللة بماء الورد لإنعاش الجلد وترطيبه بعد الحمام المغربى.
- ندهن القدمين بالفازلين أو بكريم الترطيب للحفاظ على نعومتهم بعد الحمام.
إرشادات عند عمل الحمام المغربي :
تفضّل العديد من النساء اللجوء إلى الحمام المغربي، حيث يعتمد هذا الحمام على تقنية فرك الجلد، وذلك للتخلص من الجلد الميت والتمتع ببشرة صحية وأكثر نضارة من قبل، لكن يجب الحذر من من عدم المبالغة من فرك الجسم؛ لأن ذلك يؤدي إلى القضاء على البشرة بشكلٍ سلبي، فقد يحذر العديد من الأطباء من عدم فرك الجلد بقوة؛ لأن ذلك يؤدي إلى العديد من المشكلات الجلدية، فحك الجلد الذي يتم في الحمامات، ينشِّط بروتينًا في الجسم، يحول الجلد إلى اللون الأسود، وهي أعراض لأمراض جلدية، لا تنشط إلا بحك الجلد بشدة، ما يزيل طبقة الجلد الجميلة، بينما يظن بعضهم خاطئًا أنه يزيل الجلد الميت، ومن المفضل الاسترخاء بالحمام المغربي بدلًا من فرك الجلد بقسوة؛ لأن الفرك يسبِّب مرضًا جلديًا، وهو تصبُّغ أسود، يصعب إزالته، ويُفقد الجسم طبقة “الكراتين”، وهي الحامية للجلد من الالتهابات البكتيرية.
ملاحظة: يمكن وضع ماء الورد بعد الحمام المغربي؛ لتبريد البشرة، ولرائحة جميلة، ولفوائده للبشرة مثل التّخفيف من الالتهابات، بوضع القليل منه على منشفة جافة، ومسح البشرة بها.