يوميات أثر الفراشة
_ محمود درويش هو شاعر عربي فلسطيني الأصل ارتبط شعره بالثورة والوطن، ولد في الثالث عشر من ذار عام ١٩٤١م، في قرية «البروة» انتقل ١٩٧٠ م، إلى موسكو ليكمل تعليمه الجامعي، ثم انتقل إلى القاهرة عام ١٩٧١م،توفي في ١٩ آب عام ٢٠٠٨م،في مدينة هيوستن وهذه بعض المختارات من يومياته في كتاب أثر الفراشة .
إن أردنا….
ـ سنصيرُ شعباً , إن أَردنا , حين نعلم أَننا لسنا ملائكةً , وأَنَّ الشرَّ ليس من اختصاص الآخرينْ.
سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدَّس , كلما وجد الفقيرُ عشاءَهُ .
سنصير شعباً حين نشتم حاجبَ السلطان والسلطان , دون محاكمةْ.
سنصير شعباً حين يكتب شاعرٌ وصفاً إباحياً لبطن
الراقصةْ
سنصير شعباً حين ننسى ما تقولُ لنا القبيلة,
حين يُعْلي الفرد من شأن التفاصيل الصغيرةْ.
سنصير شعباً حين ينظر كاتبٌ نحو النجوم , ولا يقول: بلادنا أَعلى …وأجملْ !
سنصير شعباً حين تحمي شرطةُ الآداب غانيةً وزانيةً من الضرب المبرِّح في الشوارعْ !
سنصير شعباً حين لا يتذكَّرُ الفردُ الفلسطينيُّ رايته سوى في ملعب الكرة الفسيح , وفي مسابقة الجمال , ويوم نكبته فقطْ.
سنصير شعباً , إن أردنا , حين يؤذن للمغنِّي أَن يرتِّل آية من ((سورة الرحمن)) في حفل الزواج المُخْتَلطْ
سنصير شعباً حين نحترم الصواب , وحين نحترم الغلط.
صناديق فارغة
إذا كـان الـسـلام هـدنـه بـيـن حـربـين ، فإنّ للموتى حق الإدلاء بأصـواتـهـم سـنـخـتـار الجنرال . وإذا كـانـت الحرب حـادثـة سـيـر وقعت على الأوتـوسـتـراد الـسـريـع ، فإن على الأحـيـاء واجـب الإدلاء بـأصـواتـهـم سـنـخـتـار الحمـار لـكـن الأحـيـاء لم يـذهـبـوا إلـى صـنـاديـق الاقـتـراع ، لا لأن الثلج كـان يـنـدف بل لأن شللاً مفاجـئـاً أصـاب سـكـان المدينة ، وحـين فـتـحـوا الـنـوافـذ رأوا عـنـاكـب تبني بيوتها في الثلج ، فـأصـيـبـوا بالعمى . وحين أثر الفراشة أرهـفـوا الـسـمـع إلى ما يحدث ، هـبـت عـواصـف لاعـهـد لـهـم بـأصـواتـهـا الـوحـشـيـة ، فـأصـيـبـوا بـالـصـمـم . وقال المنـجـمـون : هي فوضى الـكـون على باب الـقـيـامـة . ومـن خـشـن حـظنا أو مـن سـوئـه ، أن المؤرخين الأجـانـب الخبـراء في مصـائـرنـا وتـاريـخـنـا الـشـفـهـي لم يكونوا هنا ، فلم نعرف ما حلّ بنا !
إقرأ أيضاً في لحن الحياة
تعرفي على أسهل ثلاث حلويات يمكنك تحضيرها
أستبدال شاشة متصدعة أو مكسورة على Samsung Galaxy A10
21 نصيحة ذهبية من نصائح وارن دايفيد في الاستثمار
يوميات أثر الفراشة
أثر الفراشة لا يرى أثر الفراشة لا يزول هو جاذبية غامض يستدرج المعنى ، ويرحلُ حين يتضح السبيل هو خفة الأبدي في اليومي أشواق إلى أعلى وإشراق جميل
اللامبالي
لا يبالي بشيء .
إذا قطعوا الماء عن بيته قال : لا بأس ! إن الشتاء قريب .
وإن أوقفوا ساعة الكهرباء تثاءب : لا بأس ، فالشمس تكفي .
وإن هددوه بتخفيض راتبه قال : لا بأس ! سوف أصوم عن الخمر والتبغ شهراً .
وإن أخذوه إلى السجن قال : ولا بأس ، أخلو قليلاً إلى النفس في صحبة الذكريات.
وإن أرجعوه إلى بيته قال : أثر الفراشة لا بأس ! فالبيتُ بيتي .
وقلت له ، مرة ، غاضباً : كيف تحيا غدا ؟ قال .
لا شأن لي بغدي . إنه فكرة لا تراودني . وأنا هكذا هكذا : لن يغيرني أي شيء ، كما لم أغير أنا أي شيء فلا تحجب الشمس فقلت له : لست اسكندر المتعالي ولست ديوجين فقال ولكن في اللامبالاة فلسفة … إنها صفة من صفات الأمل.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين..
[…] من يوميات أثر الفراشة محمود درويش […]