«من حين إلى آخر، يأتي منتج ثوري يغير كل شيء»، كانت هذه كلمات ستيف جوبز في مؤتمر الكشف عن أول IPhone، والذي كان بالفعل منتجًا ثوريًا جعل الهواتف «ذكية».
على مدار الـ 12 عامًا الماضية، ظلت الهواتف الذكية عالقة في دوامة التحسن من حيث العتاد والبرامج حتى وصلنا إلى الحد الذي لا تستطيع فيه ملاحظة الفرق بين الهواتف، فالهاتف الصادر قبل 3 سنوات يعمل بشكل جيد جدا مثل الجديد.
ولفترة طويلة، لم تكن الهواتف الذكية القابلة للطي متوفرة في السوق. في الواقع، كان مسار تطور هذه الهواتف صعبا، ويعود ذلك إلى الإصدار الكارثي للغاية لهاتف سامسونغ غالاكسي. ومنذ ذلك الحين، أطلقت الشركات الكبرى الأخرى أجهزتها الخاصة.

بخلاف النماذج الأولية المعروضة في معرض الإلكترونيات CES، لم يكن هناك منتج ثوري حقيقي. اتخذت شركة Samsung الخطوة الأولى وكشفت عن Galaxy Fold، أكبر قفزة للهواتف الذكية إلى الجيل التالي منذ الـIPhone الأول. شاشتان منفصلتان تعرضان شاشة بحجم 4.6 بوصة عندما تكون مطوية، وبحجم 7.3 بوصة عند فتحها. عرضت Samsung عرضًا حيًا للهاتف وكيفية عمل آلية الطي، وميزة «استمرارية التطبيق» وهي الانتقال السلس بين الشاشات دون التأثير على ما هو موجود على شاشتك، وتعدد المهام لما يصل إلى 3 تطبيقات في نفس الوقت.
وبالرغم من أنّ الشركة الكورية كانت قد عرضت الفيديو الخاص بالهاتف أول أمس خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار في الولايات المتحدة، إلا أنها اليوم كشفت عن مواصفات الهاتف بالتفصيل.
وقالت سامسونج، إنه “كأول هاتف ذكي زجاجي قابل للطي في العالم، يفتح عامل الشكل الثوري لجهاز “جالاكسي زد فليب” عالمًا جديدًا بالكامل من تجارب الهواتف المحمولة، ويمنحك المزيد من الخيارات للتعبير عن نفسك”.
أما عن المواصفات، فيُذكر عنه حين يكون مطويًا أن الأبعاد تكون صغيرة ويأخذ الهاتف شكلًا مربعًا، بطول 87.4 ميليمترًا، وعرض 73.6 ميليمترًا، وسماكة 17.3 ميليمترًا عند المفصل، وبسماكة أقل قدرها 15.4 عند حافة الشاشة. وهناك شاشة خارجية صغيرة من نوع (Super AMOLED) وبقياس 1.1 بوصة، ودقة 300×112 بكسل، وهي مخصصة لعرض الإشعارات.
ويقدم الهاتف أيضًا كاميرتين خارجيتين على ظهره بدقة 12 “ميجابكسل” لكاميرا التصوير الفائق العرض بزاوية 123 درجة مع فتحة عدسة f/2.2، والأخرى بالدقة ذاتها، ولكن مع فتحة عدسة f/1.8.
أما حين يكون الهاتف مفتوحًا فيصبح طوله 167.3 ميليمترًا، وتقل سماكته إلى 7.2 ميليمترات عند المفصل، و6.9 ميليمترات عند حافة الشاشة التي تأتي بقياس 6.7 بوصات، وبدقة 2636×1080 بكسل، وهي محمية بطبقة من زجاج فائق الرقة تطلق عليه الشركة اسم (Samsung Ultra Thin Glass). وعلى غرار هواتف “جالاكسي إس20” تأتي الكاميرا الأمامية ضمن الشاشة، وهي بدقة 10 ميجابكسل وفتحة عدسة f/2.4. وتمتاز الشاشة أيضًا بأنها تدعم تقنية (Eye Care Display) التي تقلل من إجهاد العين دون التضحية بالألوان.
ويحتوي الهاتف معالجًا ثماني النوى بمعمارية “64 بت” وتقنية “7 نانومتر”، وبتردد “2.95 جيجاهرتز”، أما ذاكرة الوصول العشوائي “رام” فهي بحجم 8 “جيجابايت”، وتأتي ذاكرة التخزين الداخلية بسعة 256 “جيجابايت”، وتبلغ سعة البطارية 3,300 ميلي أمبير/ ساعة، وهي تدعم تقنية الشحن السريع سلكيًا ولاسلكيًا. وبخلاف هواتف (جالاكسي إس20)، فإن حساس البصمة يأتي على جانب الهاتف، وليس تحت الشاشة.
وقالت سامسونج، إن “هاتف جالاكسي زد فليب سوف يتوفر بكميات محدودة للونين الأرجواني، والأسود ابتداءً من أسواق مختارة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية اعتبارًا من 14 شباط/ فبراير الجاري. ثم سيُطلق باللون الذهبي في دول مختارة.
بعد ذلك أعلنت Huawei عن هاتف Mate X القابل للطي. على عكس Galaxy Fold، لا يحتوي Mate X إلا على شاشة واحدة تنطوي للخارج، 6.6 بوصة عند طيها و8 بوصات عند فتحها.
ويظهر جهاز Mate X بمظهر أكثر تطورا من خلال الشاشة ذات الحواف الصغيرة، كما يبلغ سمك الجهاز 5.4 مم عند فتحه، إضافة إلى «مفصل جناح الصقر» كما تطلق عليه شركة Huawei، الذي لا يترك أي فجوة عند طي الجهاز.
المشكلة الأولى في هاتين القطعتين من التكنولوجيا المتطورة هو تكلفتها. يبدأ Galaxy Fold بسعر 1980 دولارًا لطراز 4G وما يزيد على 2000 دولار لطراز 5G. أما Huawei Mate x يبدأ من 2600 دولار، أي أكثر بـ 300 دولار من الكمبيوتر المحمول MacBook Pro بحجم 15 بوصة.
المشكلة الثانية هي متانة المفاصل، فالأجزاء المتحركة داخل الهواتف عرضة للفشل في كثير من الأحيان بسبب الاستخدام المكثف.
ومن المنطقي وجود هذه الأسعار المرتفعة والمخاوف – على الأقل في الوقت الحالي – نظرًا إلى أنها جديدة بالكامل، كما أن التقنيات التي تسمح بالإنتاج الضخم لهذه التصاميم المعقدة لم تنتشر على نطاق واسع حتى الآن. وظهرت هذه الأخطاء بشكل كبير عندما أرسلت Samsung نسخا من جهازهم لمجموعة من التقنيين لمراجعة الجهاز، فمنهم من واجه مشاكل في عملية الطي، ومنهم من تعطلت لديه الشاشة الداخلية. فقامت Samsung باستدعاء جميع النسخ وتأجيل الإطلاق.
السؤال هو، هل هذا هو «المنتج الثوري القادم الذي يغير كل شيء»؟ إذا كان الأمر كذلك، ما الذي يتغير؟ إذا نظرنا إلى الوراء، فإن الثورة الأولى غيرت مفهوم ما يمكن أن تفعله الهواتف، وتطورت الهواتف من حيث التصميم والعتاد والبرامج حول هذا المفهوم الجديد. والآن بعد أن أصبحت الهواتف قادرة على القيام بكل شيء إلى حد كبير، ما هو المفهوم الذي تحاول الهواتف القابلة للطي بتغييره؟ تحاول إعادة تعريف الهواتف الذكية بما أنها أصبحت امتدادًا لأنفسنا. هي خطوة نحو فكرة جهاز واحد لكل شيء. من خلال تقديم شاشة أكبر بكثير، تقوم الهواتف القابلة للطي بطمس الخط الفاصل بين الهواتف والأجهزة اللوحية. هل ستنجح؟ فقط إذا كانت مدعومة بواسطة نظام تشغيل ثوري يعمل على توسيع قدرة الهاتف على القيام بالمهام الثقيلة. فالأجهزة اللوحية التي تم تلقيها كبديل لأجهزة الكمبيوتر المحمولة لم تنجح بسبب قيود البرامج ونظام التشغيل، جهاز iPad هو الجهاز اللوحي الوحيد الذي يعمل بشكل أفضل بسبب النظام الإيكولوجي «Ecosystem» العظيم لشركة آبل، لذلك سيكون لدى IPhone قابل للطي فرصة أفضل للنجاح. الشيء المثير للاهتمام هو ما سيكون استجابة Apple للهواتف القابلة للطي، IPhone قابل للطي؟ أم نظرة مختلفة تماما للمنتج الثوري القادم؟