وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان كتبنا مقالات كثيرة عن بر الوالدين وحقوقهم ولكننا لو كتبنا طوال حياتنا لا ننتهي ولايمكننا ان نرد لهم ولو جزء صغيراً من حقوقهم علينا كيف لا و قد قرنا الله طاعة الوالدين بطاعته عز وجل لما لهم من شأن عظيم والواجب اطاعتهم في جميع الامور الا في معصية الخالق فالأب يتعب طوال اليوم لكي يؤمن لقمة العيش والام تنضف وتغسل وتطهي الطعام لكي تقدمه شهياً ولاننسى كم تعبت أثناء حملها وأثناء رضاعتها لك فكيف بنا ان نتقاعس عن رد ولو جزء بسيط من هذا الدين ولكل شيء ثمرة فعندما تبر والديك لاشك انك ستحصد ثماراً لهذا العمل النافع واليوم في مقالنا سنذكر لكم قصصاً ممتعةً عن برا الوالدين….
القصة الأولى قصة عن بر الْوَالِدَيْنِ من حياة الصحابة هذه القصة لأويس الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يستجاب الدعاء بسبب بره لوالدته، وهذا كما جاء في الحديث، عنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: “كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَاسْتَغْفِرْ لِي. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ.
القصة الثانية: قصص الأنبياء عن بر الْوَالِدَيْنِ لايوجد أحد يمكن أن يعرف حقوق الوالدين ويبرهما مثل الأنبياء، فهم من يبلغون رسالات ربهم، يعرفون حق الوالدين جيداً، ومن ذلك مواقف لأكثر من نبي، منهم إبراهيم، وابنه إسماعيل، عليهم جميعاً وعلى نبينا الصلاة والسلام، وغيرهم من الصالحين. أما عن إبراهيم
أقرأ في موقع لحن الحياة:
عليه السلام ، فقد كان أبوه مشرك، لا يؤمن بالله، وكان إبراهيم عليه السلام موحد بالله، ولكن رغم ذلك، لم يكن يدعوا أبيه، ويطلب منه الإيمان إلا بالحسنى، وجاء ذلك في القرآن، في سورة مريم وَٱذۡكُرۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ إِبرَ ٰهِیمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّیقا نَّبِیًّا * إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ یَـٰۤأَبَتِ لِمَ تعبد مَا لَا یَسمَعُ وَلَا یُبصِرُ وَلَا یُغنِی عَنكَ شَیـࣰٔا) (41 /42)، ويبقى على هذا النداء اللطيف يا أبتي، في كل خطاب له. وكذلك ابنه إسماعيل عليه السلام، حين جاء إليه أبيه بأمر الذبح من الله، قال له أفعل ما تؤمر ، كما جاء في الآية، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعیَ قَالَ یَـٰبُنَیَّ إِنِّیۤ أَرَىٰ فِی ٱلمَنَامِ أَنِّیۤ أذبحك فَٱنظُرمَاذَا تَرَىٰ قَالَ یَـٰۤأَبَتِ ٱفعَل مَا تُؤمَرُسَتَجِدُنِیۤ إِن شاء الله مِنَ ٱلصَّـٰبِرِینَ ] [الصافات 102]
القصة الثالثة: أحمد بن حنبل لما بلغ الخامسة عشرة من عمره، جاء إلى بغداد عالم كبير، وأقام في الضفة المقابلة لدار أحمد بن حنبل، وفاض نهر دجلة، وارتفع الموج حتى أدرك قصر الرشيد، فتركه إلى قصر بعيد، ولكن طلاب العلم هرعوا إلى الضفة الأخرى في الزورق، وأبى أحمد بن حنبل حين دعاه زملاؤه إلى العبور قائلا : أمي لا تدعني أركب الماء في هذا الفيضان، وترك العبور وعاد إلى أمه لتطمئن عليه .وكم كان أحمد بارا لأمه ! لقد أبى الزواج ليتفرغ لخدمة أمه، فما تزوج إلا بعد أن ماتت وكان قد بلغ أكثر من ثلاثين عاما، لكيلا يدخل على الدار سيدة، أبى أن تنازع أمه السيادة على الدار .لقد أدرك منذ نشأ أن أمه في سبيل توفير حياة كريمة له رفضت الخطاب من أجله، فحرص أن يعوضها، وبذل كل جهده في الدروس حتى حصل علوما ومعارف كثيرة في سن صغيرة معتمدا على نفسه رأى أمه تبيع حليها، لتعينه على طلب العلم فأقسم بينه وبين نفسه أن يعمل على مساعدتها، وكان حريصا على أن يوجد له عملا يساعد به على الإنفاق، وقد وفق كثيرا في ذلك