اليوم، سيكون لزاما على كل شخص أن يفهم التغير المناخي بنفس الطريقة التي يُفترض أن يفهم بها كل من يعمل في مجال الأعمال كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.
هكذا يقول أندرو وينستون، مؤلف كتاب “المحور الكبير: استراتيجيات جذرية وعملية لمواجهة عالم أكثر سخونة، و(ندرة في الموارد)، وانفتاحاً، فمن المؤسف أن كوكب الأرض يشهد الآن تأثيرات حقيقية بسبب التغير المناخي، الذي باتت آثاره الآن محسوسة فعلاً ومن الممكن أن تزداد سوءاً..
لقد عرفت الأمم عبر التاريخ أزمات مناخية مثل نوبات الجفاف الحادة والفيضانات العارمة والأمطار الطوفانية، لذا فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض وتبدل مناخها ظاهرة طبيعية في أصلها، إلا أن تفاقم تقلبات المناخ وفجائيتها في العقدين الأخيرين من القرن العشرين أدى إلى ما يعرف بالتغير المناخي، فما هو التغير المناخي؟ وما الفرق بين المناخ و الطقس؟ و ماهي أسبابه؟ وهل له آثار إيجابية كما له آثار سلبية؟ ماهي نتائجه؟ وهل من حلول؟.
لكن أولاً، ما هو التغير المناخي؟
دعونا أولاً نتعرف معاً؛ ما هو التغير المناخي أو ما يعرف ب (Climate Change): التغير المناخي هو اضطراب في مناخ الأرض مع ارتفاع في درجة حرارة الكوكب، وتغير كبير في طبيعة الظواهر الطبيعية مع نزعة إلى العنف، وتدهور مستمر للغطاء النباتي وللتنوع البيئي.
وهو تغير طويل المدى في متوسط أنماط الطقس التي أصبحت تحدد مناخ الأرض المحلي والإقليمي والعالمي.
في بعض الأحيان، كثير من الناس تنسب تغير الطقس الذي يأتي في غير موسمه إلى تغيّر في المناخ فيتم الخلط بين المصطلحين “الطقس” و “المناخ”، فما هو الفرق بينهما؟
الطقس يشير إلى الظروف الجوية التي تحدث محلياً على مدى فترات قصيرة من الزمن من دقائق إلى ساعات أو أيام. وتشمل
الأمثلة الشائعة كالأمطار والثلوج والسحب والرياح والفيضانات والعواصف الرعدية. أما المناخ، فيشير إلى المتوسط الإقليمي أو حتى العالمي الطويل الأجل لدرجة الحرارة والرطوبة وأنماط هطول الأمطار على مدى مواسم أو سنوات أو عقود. ويشمل مناخ المنطقة درجات الحرارة الموسمية ومتوسطات هطول الأمطار وأنماط الرياح. الأماكن المختلفة لها مناخات مختلفة. الصحراء، على سبيل المثال، يشار إليها بالمناخ الجاف لأن القليل من المياه تسقط، كمطر أو ثلج، خلال السنة. وتشمل انواع اخرى من المناخ المداري.
ماهي أسباب التغير المناخي ونتائجه؟
منذ أوائل القرن العشرين والتقديرات تشير إلى زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية للأرض مدفوعة في المقام الأول بالأنشطة البشرية، وخاصة حرق الوقود الأحفوري، الذي زاد مستويات الغازات الدفيئة التي تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، مما يرفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض. ويشار عادة إلى هذه الزيادات في درجة الحرارة الناتجة عن النشاط البشري باسم الاحترار العالمي أو ما يعرف ب (Global Warming). ويمكن أن تسهم العمليات الطبيعية أيضا في تغير المناخ، بما في ذلك التقلب الداخلي) على سبيل المثال، الأنماط الدورية للمحيطات مثل النينيو والنينيا والتذبذب العقدية للمحيط الهادئ (والتغيرات الخارجية) مثل النشاط البركاني، والتغيرات في إنتاج الطاقة الشمسية، والتغيرات في مدار الأرض.
وهنا نطرح بعض التساؤلات..ماهي آثار التغير المناخي السلبية علينا نحن البشر و هل يمكن أن يكون له آثار إيجابية؟
تقول عالمة المناخ، كاثرين هايهو” نحن بشرٌ نريد الشيء نفسه – ألا وهو مكانٌ آمنٌ للعيش على هذا الكوكب الذي نسميه وطننا. وبينما يجب أن يظل عملنا غير منحازٍ وموضوعيًّا، نجد أننا نرفع أصواتنا على نحو متزايد، مضيفين إلى الرسالة الواضحة بأن التغيّر المناخي حقيقي وأن البشر هم المسؤولون، وأن الآثار خطيرةٌ ويجب علينا أن نتصرف الآن.
إقرأ المزيد في موقع لحن الحياة
نصائح لتقليل استهلاك الانترنت على جهازك المحمول
فيتامين C صديق المناعة الأشهر والسلاح الأقوى ضد فايروس كورونا
فنحن عندما نفكر في التغير المناخي، يفكر أغلبنا في عواقب بيئية فقط، وينسى العواقب الصحية على الإنسان فلنا جميعًا الحق في الحياة، والحق في العيش في حريةٍ وأمان. لكن التغير المناخي يهدد سلامة مليارات البشر على هذا الكوكب. و مع استمرار مستوى البحر العالمي الوسطي بالارتفاع غير المرئي بمقدار 1.5 سنتمتر تقريباً في السنة بارتفاع 1.5 متر بحلول عام 2100، فعندما يعيش 146 مليون شخص على ارتفاع أقل من مترٍ واحدٍ من مستوى سطح البحر، فإن عدم اتخاذ أية خطوات حول تغيّر المناخ على مدى مئة السنة القادمة سيترك أثراً كبيراً على حياة الكثيرين. كما أنه سيزداد احتمال اندلاع القتال على الموارد المائية في تلك المناطق التي ستصبح أكثر جفافاً. ويقال بأن بعض الصراعات في دارفور اليوم مرتبطةٌ بالجفاف المستمر وبالتنافس على موارد المياه.
كما أن إعصار “يولاندا” في الفلبين أسفر عن مصرع نحو 10000 شخص في عام 2013 فالإجهاد الحراري بعد من بين الآثار الأكثر فتكًا بالحياة.
وحسب “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ”، ستشمل الآثار الصحية الرئيسية للتغير المناخي زيادة خطر التعرض للإصابة بسبب حادث، والمرض، والوفاة ب سبب موجات الحر والحرائق الأكثر شدةً؛ وزيادة خطر نقص الغذاء بسبب تناقص إنتاج الأغذية في المناطق الفقيرة؛ وزيادة مخاطر الأمراض التي تنقلها الأطعمة والمياه، والأمراض التي تنقلها الحشرات. وإن الأطفال الذين يتعرضون لأحداثٍ صادمةٍ نفسيًّا كالكوارث الطبيعية، التي يفاقمها التغير المناخي، قد يعانون من اضطرابات إجهاد ما بعد الصدمة. إن التأثيرات الصحية للتغير المناخي تتطلب استجابةً مستعجلة، إذ أن الارتفاع المستمر لدرجات الحرارة يهدد بتقويض المنظومات الصحية والأهداف الصحية العالمية الأساسية.
ماذا بمقدورنا أن نفعل للحد من هذه الآثار السلبية لتغير المناخ؟
لأن لدينا المعرفة، والقوة، والقدرة لوقف التغير المناخي من المهم رسم خطط الوقاية عوضاً عن العلاج، وتشجيع كلٍّ من التنمية المحسَّنة والإصحاح الجيد وإمدادات المياه النظيفة، والانتقال إلى اقتصادٍ منخفض الكربون.
كما أنه يتعين على الحكومات أن تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في وقف ارتفاع درجات الحرارة في العالم بأكثر من درجة ونصف مئوية .
أن تخفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2050 على أبعد تقدير. وينبغي للدول الأغنى فعل ذلك على نحو أسرع. وبحلول عام 2030، يجب أن يصل مقدار الانبعاثات الغازية في العالم إلى نصف مقدارها في عام 2010 .
أن تتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري الفحم، والنفط، والغاز (في أسرع وقتٍ ممكن) يجب على البلدان الأغنى أن تساعد الدول الأخرى على نحوٍ عادلٍ.
أهم ما توصلنا إليه هو أن تغير المناخ في الفترة المعاصرة تختلف «: فقد أوضح عالم المناخ ناثان ستايغر مؤخرا في بيان صحفي.» تمامًا عما حدث في الألفي سنة الماضية. البرودة والدفء كانا إقليميين في الماضي، ولكن الآن أصبح الوضع عالميًا يبدو أنه على العالم أجمع مواجهة هذه الأزمة معًا و أن نعمل لتقاسم عبء التغير المناخي .
و أخيراً، علينا أن لا ننسى مستقبل أجيالنا القادمة و أن حيانهم هي مسؤوليتنا جميع اً لبناء مستقبل مشرق آمن لهم خالٍ من الكوارث، فكما تقول غريتا ثانبيرغ، الناشطة في شؤون المناخ ومؤسسة الإضراب المدرسي من أجل المناخ “تقولون إنكم تحبون أبناءكم أكثر من أي شيء آخر، ومع ذلك تسرقون مستقبلهم أمام أعينهم جهارًا نهارًا “.