ولد بابلو بيكاسو عام 1881 بمدينة مالقة في جنوب إسبانيا لأسرة متوسطة الحال، كانت أمه تدعى ماريا بيكاسو وهو الأسم الذي أخذه بابلو ليكون أسم شهره له أما والده فكان رساماً يدعى “خوسيه رويث” الذي كان يعمل أستاذًا للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم وقد تخصص في رسم الطيور والطبيعة، وهو يعتبر أول مدرس لبيكاسو .
ويذكر أن والده هذا قد تخلى عن الرسم وأهدى أدواته لأبنه .
• أظهر بابلو شغفه ومهارته في الرسم منذ سن مبكرة،
• وكانت أمه تقول أن من أولى الكلمات التي نطقها بابلو كانت تعني : “قلم رصاص” !!
• في السابعة من عمره تلقى بابلو على يد والده تدريبًا رسميًا في الرسم والتصوير الزيتي، وكان والده فنانًا تقليديًا وأستاذًا أكاديميًا مما جعله يعتقد أن التدريب المثالي يعتمد على النسخ المنضبط، ورسم أجساد بشرية من نماذج حية. وهكذا أصبح بابلو منشغلًا بالرسم على حساب دراسته.
قال بيكاسو: ” لكوني طالبًا سيئًا عوقبت ونفيت إلى “كالاموس” وهي قاعة فارغة جدرانها مطلية بالأبيض تحتوي مقعد للجلوس. وذكر لاحقًا: ” كنت أحب تلك القاعة لأنني استخدمت جدرانها كلوحٍ كبير كنت أرسم عليه باستمرار، كان يجب أن أبقى هناك إلى الأبد أرسم دون توقف”.
• أقنع الأب المسؤولين في الأكاديمية بالسماح لإبنه بالتقدم في إمتحان القبول للمستوى المتقدم، وكانت هذه الامتحانات تستغرق في الغالب شهرًا إلا أن بيكاسو أنجزها في أسبوع واحد!! الأمر الذي حاز إعجاب لجنة التحكيم “ببيكاسوا” الذي كان في الثالثة عشرة من عمره وقتها. وكان بيكاسو يفتقر للإنضباط .
• قام والده بتأجير حجرة صغيره له بجوار المنزل ليستطيع فيها بيكاسو العمل بمفرده، وكان والده يقوم بزيارته عدة مرات في اليوم وتفحّص رسوماته، والتناقش معه حول بعض الأمور أحيانًا.
وهنا نجد أن والده كان أكبر الداعمين له وكان أول صديق حظى به بيكاسوا .

• عام 1901، وهو الوقت الذي بدأ فيه بيكاسو بالتوقيع باسم “بيكاسو” تحت رسوماته ، بعد أن ظل طوال سنواته السابقة يوقع على أعماله مستخدمًا اسم “بابلو رويث بيكاسو”.
وكان هذا أثناء رسمه الكاريكاتير في مجلة تدعى ” يانج آرت “
• وبحلول عام 1905 كان بيكاسو قد أصبح من الرسامين المفضلين لدى اثنين من جامعى اللوحات الأمريكيين وهما الناقد الفني ليو شتاين وأخته الكاتبة جيرترود شتاين، ومن بعدهما أصبح الأخ الأكبر مايكل شتاين وزوجته سارة أيضًا من جامعى لوحات بيكاسو.
• في عام 1911 كانت أولى رحلات بيكاسو إلى باريس، عاصمة الفن في أوروبا، وهناك قابل للمرة الأولى صديقه الفرنسي الشاعر والصحفي ” ماكس جاكوب ” والذي ساعد بيكاسو في تعلم اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي، وسريعًا ما انتقلا للعيش معًا في غرفة صغيرة حيث كان ينام جاكوب في الليل بينما كان ينام بيكاسو نهارًا ويعمل ليلًا، وقد مرّ عليه أوقات كثيرة عانى فيها من الفقر، واليأس، والبرد، حتى أن الكثير من أعماله كان يقوم بحرقها ليحتفظ بالغرفة دافئة !!
إقرأ أيضاً في لحن الحياة
صور رسومات و لوحات فنية معبرة مشهورة
الأهرامات المصرية … إبداعات الفراعنة..
• استلهم بيكاسو من الفوضويين الذين التقاهم هناك وانقطع بشكلٍ كامل عن الأساليب الكلاسيكية التي تم تدريبه عليها، ودخل في مرحلةٍ تجريبيةٍ إبداعية امتدت طوال حياته.
قسمت حياة ببيكاسوا الفنية إلى مراحل أشهرها :
المرحلة الزرقاء
• سميت بهذا الاسم بسبب اللون الذي سيطر على جميع لوحاته خلال هذه السنوات.
حيث أصيب بيكاسو بالشعور بالوحدة والإحباط لدى وفاة صديقه المقرب كارلوس كاساجيماس، فرسم مشاهد من الفقر والعزلة والكرب، وسيطر على معظمها ظلال من اللونين الأزرق والأخضر.
– كانت من أكثر اللوحات شهرةً في تلك المرحلة
“موديل عاري أزرق” و “لافي” و “عازف الغيتار”
أنهى بيكاسو هذه اللوحات الثلاث في عام 1903.
– تأمل الكاتب والناقد الرمزي تشالز موريس في المرحلة الزرقاء وسأل: “هل قدر لهذا الطفل السابق لأوانه أن يذوق العناء لرسم تحف عن الشعور السلبي للحياة والمرض الذي يبدو أنه يعاني بسببه أكثر من أي شخصٍ أخر”.

المرحلة التكعيبية
أنتج بيكاسو عام 1907 لوحة على خلاف أي شيء أو أي شخص رسمه من قبل، وهو عمل من شأنه أن يؤثر تأثيرًا عميقًا على إتجاه الفن في القرن العشرين، كان العمل بعنوان (Les Demoiselles d’ Avignon) وهو عبارة عن تصوير تقشعر له الأبدان لخمس نساءٍ عاريات محورة بطريقة هندسية وأشكال حادة وبقع قاسية من درجات الأزرق والأخضر والرمادي.
في اللوحات التكعيبية يتم تفكيك العناصر إلى أجزاء وإعادة تركيبها من جديد على شكل مستخلص من أشكال هندسية متراكبة، وتصويرها من وجهاتٍ متعددة ضمن تكوين واحد من أجل تحقيق بناء فيزيائي متكامل له تأثير يشبه الكولاج.

صدمت التكعيبية عالم الفن بضربة إبداعية مبهجة وفتنت عالم الفن، قال براك: “لقد جعلني أشعر وكأن أحدهم يشرب البنزين ويبصق على النار” موضحًا بذلك أنه صدم عندما رأى لأول مرة.
• أشتهر بيكاسوا على مر التاريخ بأنه كان زير نساء حيث
وتبدأ حياته مع الجنس الآخر بداية بزواجة من
” أولجا خوخلوفا ” في صيف عام 1918 تزوج بيكاسو ” ،
وهى راقصة باليه روسية-أوكرانية .
– بعد زواجة من أولجا تعرف على مراهقة تدعى ماري والتز عام 1920 وقد عاشت ماري على أمل أن يتزوجها بيكاسو في يوم من الأيام إلا أنه لم يفعل، وقد شنقت نفسها بعد وفاة بيكاسو بأربعة أعوام.
وبعد ذلك تزوج بيكاسو مرتين وأنجب أربعة أطفال من ثلاث نساء مختلفات. وفي أواخر الثلاثينات تعرّف بيكاسو بدورا مار، عشيقته اليوغوسلافية لكنها لم تستمر أيضا ،حيث بدأ بيكاسو في علاقة عاطفية جديدة مع طالبة للرسم تدعى فرانسواز جيلوت وكانت تصغره بأربعين عامًا !!!
– لكن هل يظل هذا العاشق معذب النساء في نزواته للأبد؟!
-وفى عام 1964، صدر لفرانسواز كتاب عن حياة بيكاسو بعنوان “الحياة مع بيكاسو” وصفت فيه فرانسواز معاملة بيكاسو البذيئة وخياناته المتعددة التي دفعتها لمغادرته ومعها طفليها، وكانت هذه ضربة قاسية بالنسبة لبيكاسو !
لكن الذي تعود على شئ يصعب تغير نمطه بسهوله حيث
وأثناء علاقته بفرانسوا دخل بيكاسو في علاقة جديدة مع جينفييف لابورت والتي كانت تصغره بحوالي خمسة وأربعين عاما!!
– صدق أو لا تصدق سيدي القارئ أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل إنه بعدها تعرّف بيكاسو على جاكلين روك والتي كانت تعمل بصناعة الفخار في الريفيرا الفرنسية حيث كان يرسم بيكاسو هناك على السيراميك، وقد أصبحت جاكلين فيما بعد حبيبته ثم زوجته في عام 1961 والتي استمرت معه حتى وفاته !! هذا غريب أي سحر هذا يفعله هذا البيكاسو ليجذب كل تلك النسوه له ؟ والجدير بالذكر أنهن لم يسطتعن العيش بدونه حيث أن الأخيرة عاشت من بعد وفاته وحيدة ومُحطمة حتى أطلقت علي نفسها الرصاص عام1985 وماتت !
لقد كانت تعيش في سجن بيكاسو ولم تستطع أن تنساه أو تتصور العيش بدون ، حقاً ……
– أن أصعب السجون هي السجون التي ليست بها جدران –
• أثناء الحرب العالمية الثانية استمر بيكاسو في العيش في باريس حينما احتلها الألمان، إلا أن أسلوب بيكاسو الفني لم يكن يتناسب مع الفكر النازي في ذلك الوقت ولذلك لم يعرض بيكاسو لوحات في هذه الفترة. بعدها لجأ بيكاسو إلى مرسمه وبدأ في الرسم والإنتاج من جديد .
• في الفترة من 1935 وحتى 1959 كتب بيكاسو أكثر من 300 قصيدة، وكانت هذه الأعمال ذوقية ومثيرة إلى حد كبير، مثل مسرحيتيه “الرغبة التي أشعلها الذنب” عام 1941، و”الفتيات الصغيرات الأربع” عام1949. في عام 1944 وبعد أن تحررت باريس من الاحتلال الألماني .
• قبل هذا الوقت كان بيكاسو قد شيّد منزلًا كبيرًا على الطراز القوطي، وتم منحه فيلات كبيرة في جنوب فرنسا، فقد أصبح بيكاسو من مشاهير العالم حيث أصبح الاهتمام كبيرًا بحياته الشخصية تمامًا مثل الاهتمام بفنه.
• توفي بيكاسو في 8 أبريل عام 1973 في “موجان” بفرنسا
بعد حياةٍ مهنية طويلة مليئة بالإبداع، وأيضاً الجنون حيث من يراه رسم بيكاسو لأول مره أول شئ قد يأتي بباله أن هذا الفنان مجنون حتماً ، أفضل لك أن تقول ذلك في وجه بيكاسو بدل من أن تسأله عن معنى لوحاته !!! حيث يذكر بأن بيكاسوا كان يحمل معه مسدس يسدده في وجه من يسأله هذا السؤال !
• أن الكم الهائل من الأنتاج الذي صنعه بيكاسو يجعله أسطورة حقيقية ، وتدل أعماله على رجل عاش لكي يعمل ويرسم فقط .
لقد مات بيكاسوا وهو يؤمن بأن العمل يجعل الأنسان حيا للأبد
ربما كاد يصدق هذا لأنه مات بعد أن أخذ من الحياة 92 عاما أي ما يقارب القرن من الزمن إلا أنه الأرض استردت ترابها في نهاية الأمر . ربما كان بيكاسو يقصد بنظريته إن الإنسان يظل خالدا فقط بأعماله حيث أنها ستعيش للأبد ولا عزاء للجسد الفاني
• كان مشهور على خلق نفسه من جديد كأنه يموت ويقوم بعد ذلك شخص أخر بفكر وجسد جديد كلياً ، هذه الصفات مجتمعة جعلت منه فنانًا ثوريًّا. ، من يرى ألاف لوحاته الفنية يقول أن من رسم جميع هذه الأعمال خمس أو ست فنانين لكن…. كان هو .. كان شخص واحد.. روح واحده .
• كانت أمه تجالسه عند قدميها وتقول له :
” أذا صرت جندياً فستصبح چنرالاً ، وإذا صرت راهباً فستصبح بابا الفاتيكان ..وأن صرت محامياً ستصبح القاضي
وبدلاً من ذلك صار هذا الولد الصغير رساما فأصبح
بــــيـــكـــاســـو