الشركة بشكل عام هي عقد يُلزِم شخصين أو أكثر بالمساهمة في مشروع بغرض الربح عن طريق مُساهمة كلاً منهم بحصة من المال، فهي بداية بناء كيان اقتصادي وتُعتبر الشركة المساهمة والشركة ذات المسئولية المحدودة جزء من شركة الأموال.
تعريف الشراكة:
يعتبر مفهوم الشراكة مفهوما حديثا، عرفه القاموس في سنة 1987 بالصيغة الآتية ” نظام يجمع المتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين “، أما في مجال العلاقات الدولية فإن أصل استعمال كلمة شراكة تم لأول مرة من طرف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (CNUCED) في نهاية الثمانينات.
أنواع الشركات:
1. شركات أشخاص : تتألف أساساً بين أشخاص يعرفون بعضهم بعضاً ويتعاقدون بمراعاة أشخاص الشركاء وصفاتهم الذاتية. وتسمى هذه الشركات أيضاً “شركات الحصص”, كون الشركاء فيها يقدمون حصصاً في رأس المال تقابلها حصص في الأرباح.
هذه الشركات تقوم على الإعتبار الشخصي, أي على الثقة التي يضعها كل شريك في شخص شريكه ، وتشمل شركات الأشخاص:
- شركة التضامن:
هي الشركة التي يكون فيها كل شريك, ويُسمّى “شريكاً متضامناً”, مسؤولاً مسؤولية تضامنية وغير محدودة عن ديون الشركة, لا في حدود حصته فحسب, بل في أمواله الخاصة كذلك؛ كما يكتسب كلّ شريك فيها صفة التاجر. والتضامن قائم بين الشركاء من جهة, وبينهم وبين الشركة من جهة أخرى.
لها عنوان (اسم) يميزها عن غيرها وتُوقّع به التعهدات الحاصلة باسم الشركة, يتألف من أسماء الشركاء جميعاً, أو من إسم أحدهم أو بعضهم, مع إضافة كلمة “وشركاؤه” أو “وشركاؤهم”.
تنشأ هذه الشركة عادة بين أشخاص تجمعهم صلة القرابة أو الصداقة, نظراً للثقة القائمة بينهم, وهي تناسب المشاريع الصغيرة التي لا تحتاج الى رساميل كبيرة, مع التعويض عن عدم كفاية رأس المال لضمان حقوق الدائنين بالضمان التضامني بين الشركاء ومسؤوليتهم غير المحدودة على أموالهم الخاصة.
* شركة التوصية البسيطة:
تتألف من فئتين من الشركاء:
– أولاهما فئة الشركاء المتضامنين أو المفوضين, وهم مسؤولون مسؤولية شخصية تضامنية وغير محدودة عن ديون الشركة, ويكتسبون صفة التاجر (كما في شركة التضامن), ويحق لهم دون سواهم القيام بإدارة الشركة.
– وثانيهما, فئة الشركاء الموصين الذين يقدّمون المال ولا يُسألون عن ديون الشركة إلا في حدود الحصص التي قدّمها كل منهم, ولا يكتسبون صفة التاجر, ولا حق لهم في إدارة الشركة. أما عنوان الشركة (إسمها), فلا يشتمل إلا على إسم واحد أو أكثر من الشركاء المتضامنين, مع إضافة عبارة “وشريكه” أو “وشركاؤه”.
هذا النوع من الشركات يلائم التجّار والصناعيين ذوي الخبرة الفنية الذين ينقصهم الرأسمال الكافي لتنفيذ مشاريعهم وتسيير أعمالهم.
- شركة المحاصصة:
هي شركة مستترة بطبيعتها, لا تخضع للنشر, ولا تتمتع بالشخصية المعنوية (على خلاف باقي الشركات التجارية), تنعقد بين شخصين أو أكثر لاقتسام الأرباح والخسائر الناشئة عن عمل تجاري واحد أو أكثر يقوم به أحد الشركاء بإسمه الخاص.
كأن يتفق شخصان على أن يرسل أحدهما بضاعة فيصرّفها الآخر ويتقاسمان الأرباح, أو كأن يتفق مهندس معماري مع مقاول على تشييد المباني واقتسام ما قد ينشأ عن ذلك من ربح أو خسارة… الخ.
المميز في هذه الشركة أنه لا وجود لها بالنسبة الى الغير, إنما تقتصر آثارها على أطرافها فحسب.
ومن آثار عدم تمتع هذه الشركة بالشخصية المعنوية أنها لا تملك رأس مال (بالرغم من أن كل شريك فيها يشارك عبر تقديم مقدماته النقدية أو العينية أو مقدمات العمل), ولا تتمتع بأهلية الأداء, وليس لها إسم, مركز أو جنسية.
هذه الشركة تلائم الشريك الذي يرغب في الإستثمار وإخفاء إسمه عن الجمهور.
- الشركة المحدودة المسؤولية (ش.م.م)
تتألف هذه الشركة من أشخاص لا يكتسبون صفة التاجر ولا يسألون عن ديون الشركة إلا بمقدار حصصهم في رأس المال.
لا يجوز للشركاء فيها أن يتنازلوا عن حصصهم الى الغير بحرية, إنما ضمن شروط محددة قانوناً.
وقد أجاز القانون للشركة المحدودة المسؤولية الخيار بين أن تتخذ إسماً خاصاً لها مستمداً من موضوع نشاطها, أو أن تتخذ عنواناً يتضمن إسم شريك أو أكثر, لكن شرط ذكر عبارة “شركة محدودة المسؤولية”.
2. شركات الأموال
لا تقوم هذه الشركات على الإعتبار الشخصي, بل على الإعتبار المالي؛ فلا يُعتدُّ فيها بشخصية الشريك بصفة رئيسية, بل العبرة فيها بما يقدّمه كل شريك من مال.
إقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة
أسباب رفة العين بين الخرافة والحقيقة٤
فالشركاء إذن قد يتغيرون ولكن الأموال تبقى ثابتة لا تتغير, وهذا هو الإعتبار الأهم في هذه الشركات. وتعرف حصص الشركاء في رأس المال بـ”الأسهم”, والشركاء بـ”المساهمين”, والشركة بـ”شركة الأسهم”.
وتشمل شركات الأموال الشركة المساهمة, (أهم أنواع الشركات على الإطلاق), وشركة التوصية المساهمة.
- الشركة المساهمة أو الشركة المغفلة (ش.م.ل)
هي الشركة التي يُقسم رأس مالها الى أسهم متساوية القيمة, قابلة للتداول وتنتقل الى الورثة بالوفاة. أما الشركاء فيها, فلا يُسألون عن ديونها إلا بقدر عدد الأسهم التي يمتلكونها, بمعنى أنه لا يمكن للدائنين ملاحقتهم على أموالهم الخاصة , يكون لها اسم مستمد من موضوع نشاطها.
تُناسب هذه الشركة المشاريع الضخمة التي تتطلب جمع رؤوس أموال طائلة, كما أن حياتها أكثر إستقراراً من الشركات الأخرى, ما يُلائم المشاريع المستمرة.
- شركة التوصية المساهمة
هي تشبه الشركة المساهمة من حيث أن رأس مالها مقسّم الى أسهم متساوية القيمة, قابلة للتداول وللإنتقال بالوفاة, بيد أنها تختلف عنها بوجود فئتين من الشركاء:
*شركاء متضامنين يخضعون للنظام القانوني الخاص بالشركاء في شركة التضامن (سبق ذكرها).
*وشركاء موصين مسؤولين فقط في حدود حصصهم في الشركة, أي الأموال التي قدّموها للشركة؛ وشخصية الشريك الموصي لا وزن لها ولا إعتبار في شركة التوصية البسيطة, إذ الإعتبار الوحيد هو لنسبة مساهمته في رأس مال الشركة.
ملخصات مفيدة جدا
رجاء المزيد
شكراً لك
المزيد دائماً قادم تابعنا ❤️