تقنية تبريد الملاعب في قطر لكأس العالم2022

ومن منّا لم تدهشه التقنيات الجديدة التي أضافتها قطر إلى ملاعبها التي تفوقت على أحدث الملاعب العالمية في سابقة تعتبر الأولى من نوعها وهي أول بطولة لكأس العالم تقام على أرض عربية ومسلمة.

إن تقنية التبريد المبتكرة التي استخدمتها قطر في ملاعب بطولة كأس العالم FIFA لعام 2022، وأماكن عامة مثل الحي الثقافي /كتارا/، تعتبر الإرث المُستدام بعد المونديال، سواء في دولة قطر أو خارجها، وكذلك التطور الحي للتكنولوجيا الصديقة للبيئة في كرة القدم.

تعتمد هذه التقنية الفريدة من نوعها، على المزج بين العزل أو ما يُطلق عليه النقاط المُستهدفة، ما يعني أن عملية التبريد في الملاعب تقتصر على المساحات التي يتواجد فيها الأفراد، حيث يعمل هيكل الملعب كجدار يحيط بمنطقة مبردة في داخله. وأهم ما يلفت الانتباه هو تبريد وتثبيت الحرارة في الملاعب على درجات تتراوح بين 24 إلى 26 درجة مئوية. عبر تحويل الملعب لفقاعة هواء من خلال مستشعرات مثبتة لعزل الملعب بالكامل والحيلولة دون التأثر بالأجواء الخارجية.

تقنية التبريد المبتكرة:

كشف الدكتور سعود عبد العزيز عبد الغني، أستاذ في كلية الهندسة بجامعة قطر، والمهندس المسؤول عن تقنية تبريد استادات مونديال قطر 2022، عن طريقة عمل هذه الخاصية المهمة في الملاعب وتأثيرها في الحاضرين خلال الحدث الذي ينطلق يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وأكد المهندس، الذي نفذ تقنية التبريد في الملاعب، في تصريحات خصّ بها “العربي الجديد”، أن “الحرارة المرتفعة كانت واحدة من التحديات التي وضعتها دولة قطر منذ اللحظة الأولى لقرار استضافة كأس العالم”.

وشرح مهندس تقنية التبريد في ملاعب مونديال قطر كيفية سير الأمور داخل الملاعب، لتساعد الجماهير على عدم الشعور بدرجات الحرارة مهما كانت في الخارج، وأيضاً اللاعبين. إضافة إلى ذلك، كشف التحدي الأكبر الذي واجههم خلال هذه العملية، وللتأكد من نجاحها لاحقاً.

ولن يقتصر عمل هذه التقنية على تبريد الهواء فحسب، بل وتنقيته أيضاً، حيث إن الهواء داخل الملاعب سيكون نظيفاً ونقياً جداً، فضلاً عن أن تقنية التبريد ستستخدم لتهوية أرضية الملاعب، بقصد توفير بيئة مناخية مناسبة لعشب صحي خال من الأمراض الفطرية وغيرها.

ويرتكز نظام التبريد على ثلاثة عناصر أساسية وهي: العشب واللاعبون والجمهور، بمعنى أن العملية تمنح العشب درجة حرارة ورطوبة بشكل معيّن، ليكون في أفضل حالاته، بالإضافة إلى أنها تمنح اللاعبين والجمهور درجة حرارة ملائمة.

 

اقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة:

ملعب 974 القطري..هل سيكون من نصيب تونس بعد نهاية المونديال؟؟

لأول مرة ” التحكيم الآلي ” في كأس العالم قطر2022

القنوات الناقلة لمباريات كأس العالم ٢٠٢٢

 

 

وتنتشر في الملعب فوهات بحجم كرة القدم، وأنابيب أسفل المقاعد تضخ الهواء البارد بطريقة دورانية، تشعر بها الجماهير، خاصة أن جسم الإنسان يفرز حرارة بدرجة معينة، وعند اجتماع عدد كبير من الناس في مكان واحد فإن هذه الحرارة ترتفع بشكل كبير.

وبحسب مهندس تقنية تبريد ملاعب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، الدكتور سعود عبدالغني فإن نظام التبريد المبتكر في ملاعب قطر، يشكّل نموذجاً يحتذى به في الإرث المستدام للبطولات الكبرى، ما يعزّز مكانة وقدرة دولة قطر على الوفاء بتعهداتها باستضافة نسخة استثنائية من المونديال.

ويوضح عبدالغني، الذي قاد الفريق المعني بابتكار تقنية التبريد المتطورة في ملاعب مونديال قطر، أن نظام التبريد المبتكر سيساعد اللاعبين على تجنّب الإصابة التي يتعرّضون لها في درجات الحرارة والبرودة الشديدتين، حيث سيحظون بأفضل تجربة في حياتهم.

ويتكون نظام التبريد من جزأين الأول لتنقية وتنظيف الهواء والآخر لتبريده، ويعتمد على دفع الهواء النقي والمبرّد لداخل الملاعب وإخراج الهواء الساخن وإعادة تدويره من خلال الآلات التي تطلق الهواء النظيف والمصفّى.

 

وتنتشر أجهزة مستشعرات في جميع أنحاء الملاعب للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة والهواء لتوفير درجة حرارة أثناء المباريات تتراوح ما بين 20 و24 درجة مئوية بناءً على طلب الفيفا.

 

 

وتصمّم أجهزة التبريد اعتماداً على نماذج ثلاثية الأبعاد للملاعب لتحديد قوة الريح وشكل الظل، فتصميم الملعب يؤثر بشكل كبير على تبريد وتنقية الهواء.

وأفضل ما يميز تقنية التبريد الذكي هو إمكانية التحكم بدرجة الحرارة حسب عدد الأشخاص المتواجدين بالملعب، بغض النظر عن درجة الحرارة في الخارج.

وفي هذا السياق، يعتبر مهندس تقنية التبريد، أستاذ الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة في جامعة قطر، أن النظام يلبّي متطلبات الاستدامة، حيث تولَّد الطاقة المُستخدمة في عملية التبريد من الشبكة الرئيسية التي تستقبل الطاقة القادمة من مشروع الطاقة الشمسية.

ويشير إلى اختلاف آلية عمل تقنية التبريد وفقاً لتصميم كل استاد وشكله ووظيفته، الأمر الذي شكّل تحدياً له ولفريق العمل ليتم بعد ذلك ابتكار حلول تبريد مخصّصة لكل استاد على حدة تغطي كافة المساحات داخل الصروح المونديالية التي ستشهد منافسات البطولة، بما يضمن استمتاع المشجعين واللاعبين بأجواء مثالية خلال فعاليات البطولة العالمية.

ويعد استاد خليفة الدولي أول الملاعب المونديالية التي جرى تجهيزها بتقنية التبريد المبتكرة خلال العمل على إعادة تطويره، فيما تم تضمين التقنية الجديدة في بقية ملاعب المونديال بداية من مرحلة التصميم، وكان أولها استاد الجنوب الذي يعد أول استاد جرى تشييده من الصفر خصيصاً لاستضافة منافسات كأس العالم.

 

2 تعليقات

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد