قصيدة الأصمعي الشهيرة وقصته

 قصيدة صوت صفير البلبل مكتوبة

 ـ الأصمعي هو  عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع  من شعراء العصر العباسي ولد في البصرة ونشأ فيها، ولقد لقب في الأصمعي نسبة إلى جده أصمع.

ـ يروى أن أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور رحمه الله كان يحفظ الشعر من أول مرة يسمعه فيها , وله مملوك يحفظه من مرتين , وله جارية تحفظه من ثلاث مرات , وكان أبو جعفر قد إذا جاءه شاعر بقصيدة قال له : إن كانت هذه القصيدة لك و لم تسمع من قبل نعطيك زنة ماكتبت عليه ذهبا , أما إذا كانت قد سمعت فليس لك شيئ , فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة , فيحفظها الخليفة ويلقيها على الشاعر وكانها قد سمعت من قبل  فيقول الشاعر : إنها من بنات أفكاري يا أمير المؤمنين , فيقول له الأمير : لا , لدي عبد يحفظها أيضاً فيأتي بالعبد فيلقيها عليه , ثم ينادي على الجارية  فتأتي الجارية وتلقيها على مسامعه , حتى يشك الشاعر في نفسه .. !

وهكذا كان يفعل أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور  مع كل الشعراء حتى سمع الأصمعي بما يفعله الأمير بالشعراء  .
وإذا بمكانهم يجتمعون ذهب إليهم الأصمعي وقال ما لكم قالوا نكتب القصيدة طوال الليل ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا فقال الأصمعي والله إن فى الامر لحيلة و ذهب  الأصمعي الى أمير المؤمنين وقد تنكر بلباس أعرابي .. 
قال : السلام عليكم يامير المؤمنين , أنا أعرابي اسمي الألمعي من الموصل أتيت إليك ولدي قصيدة أود أن أقولها لك.. 
فقال الأمير : أتعرف شرطنا أيها الأعرابي فقال الأصمعي : نعم يا أمير المؤمنين أعرفه إن كانت من قولي أعطيتني وزن الذى كتبته عليه ذهباً فأذن له الأمير 

فقال الأصمعي : 
قصيدته المشهورة…. صوت صفير البلبل… إلى آخرها. 

فلم يستطع أمير المؤمنين أبوجعفر المنصور  أن يحفظها لصعوبة كلماتها فنادى على المملوك الذي عنده فسأله إن كان قد سمع بهذه القصيدة ( بمعنى هل حفظتها ) ولكن العبد أشار الى أنه لم يسمع بها من قبل ,فنادى على الجارية وسألها نفس السؤال ولكن جوابها لم يكن أفضل من جواب المملوك .
فقال الأمير : أحضر ماكتبت عليه القصيدة
فقال الأصمعي كتبتها على عمود من الرخام قد ورثه أبي عن جدي فقال أحضره إذاً فقال الأصمعى إنه على الناقة لا يستطيع أن يحمله إلا أربعة من رجالك فأتى به بمساعدة أربعة من الرجال بسبب ضخامة هذا العمود  وحينما شاهده أمير المؤمنين اندهش  فأمر بوزن العمود وإذا به يزن ثلاثة أرباع بيت المال فأعطاه بوزنه ذهبا كما كان يعد بذلك فأخذ الأصمعي الذهب الذي منحه إياه أمير المؤمنين وأراد الخروج من مجلسه فمنعه الوزير وقال : يا أمير المؤمنين ما اظن هذا إلا الأصمعي 
وحينها التفت إليه الامير قال : امط اللثام عن وجهك أيها الأعرابي
فأزال اللثام وإذا هو الأصمعي فغضب الأمير أبو جعفر المنصور 
وقال : أتفعل هذا يا أصمعي.. 
فرد الأصمعي : نعم يا أمير  بذاكرتك قطعت أرزاق الشعراء
فأمره الأمير أن يرد المال الذي أخذه ولكن الأصمعي رفض أن يرده إلا بشرط 
فسأله الأمير ماهو الشرط ؟
فقال الأصمعي : أن تعطي الشعراء جوائز على قصائدهم سواء كانت من نقلهم أو من نظمهم
فقال الامير : لابأس نجيزهم فرد الأصمعي المال الذي كان قد اخذه،  وهذه هي القصيدة التي ألقاها الأصمعي. 

                    صوت صفير البلبل

صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ               هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ
الماءُ وَالزَهرُ مَعاً             و مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ
وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي               وَسَيِّدِي وَمَولى لِي
فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي                       غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي
قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ               مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ
فَقالَ لا لا لا لا لا.                   وَقَد غَدا مُهَرولِ
وَالخُوذُ مالَت طَرَباً              مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ
فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت                وَلي وَلي يا وَيلَ لِي
فَقُلتُ لا تُوَلوِلي                      وَبَيّني اللُؤلُؤَ لَي
قالَت لَهُ حينَ كَذا               اِنهَض وَجد بِالنقَلِ
وَفِتيةٍ سَقَونَنِي                      قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَمَمتُها بِأَنَفي                      أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ
فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي         بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي
وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي          وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي
طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب      طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي
وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي          وَالرَقصُ قَد طابَ لِي
شَوى شَوى وَشاهشُ                    على ورق سفرجل
ولو تراني راكبا                         عَلى حِمارِ أَهزَلِ
يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ                        كَمَشيَةِ العَرَنجلِ
وَالناسِ تَرجم جَمَلِي               فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ
وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع                 خَلفي وَمِن حُوَيلَلي
لَكِن مَشَيتُ هارِباً                   مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي
إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ                             مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ
يَأْمُرُلِي بِخَلْعَةٍ                         حَمراء كَالدَم دَمَلي
أَجُرُّ فيها ماشِياً                         مُبَغدِداً لِلذِيِّلِ
أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي             مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ
نَظِمتُ قِطعاً زُخرِفَت                 يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي
أَقولُ فَي مَطلَعِها                    صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين. 

لينا الأحمد
لينا الأحمد

ـ هل تدركون معنى أنكم تعبدون رباً يعذب في حبس قطة ويغفر في سقيا كلب؟

المقالات: 368

تعليق واحد

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد