Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the arabic-webfonts domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/u888600242/domains/ilhyh.com/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
ﻗﺼﺔ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺑﺤﺐ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻳﺔ - لحن الحياة

ﻗﺼﺔ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺑﺤﺐ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻳﺔ

ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﻫﻮ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﺡ ﺑﻦ ﻣﺰﺍﺣﻢ
ﺑﻦ ﻋﺪﺱ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﻪ ﺑﻦ ﺟﻌﺪﻩ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻣﻦ
ﺑﻼﺩ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ
‏( 440‏) ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ
ﻣﻦ ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﻪ ﻭﻧﺸﺄ ﻗﻴﺲ ﻣﺘﺮﻋﺮﻋﺎ
ﻓﻄﻨﺎ ﺫﻛﻴﺎ ﻭﻭﺭﺙ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﻋﻠّﻤﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ
ﻗﺮﺏ ﺩﻳﺎﺭ ﻧﺠﺪ ﻓﺘﻔﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻟﻴﻼ ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺭﺯﻳﻨﺎ ﺩﻣﺚ
ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﺤﺒﺎ ﻟﻠﻤﻜﺎﺭﻡ , ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ
ﺍﺳﻤﻪ ﻗﻴﺲ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻴﻪ:
ﺃﻻ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﺘﻰ ﺭﺣﻞ
ﻗﻴﺲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭﺭﺍﺟﻊ
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ , ﺟﻌﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻟﻠﻮﻥ
ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻠﻪ ﺍﻟﻬﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﻖ
ﻭﺍﻟﻬﻴﺎﻡ.
ﺃﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﻨﺖ ﻣﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ
ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺶ ﺑﻦ
ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﻌﺼﻌﺔ ﻭﺗﻜﻨﻰ
ﺃﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻗﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ :
ﺗﻜﺎﺩ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﺭﺣﺒﺖ ﻳﻮﻣﺎ
ﻋﻠﻲّ ﺗﻀﻴﻖ
ﻭﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻢ ﻗﻴﺲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﻜﻨﺎﻫﻤﺎ ﻓﻲ
ﺑﻠﺪﺓ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﻮﻉ ﻗﺮﺏ ﺩﻳﺎﺭ
ﻧﺠﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﺳﻨﺔ ﺍﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﺍﺭﺑﻌﺔ ﻭﺍﺭﺑﻌﻴﻦ
ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻴﺲ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺍﻋﻮﺍﻡ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﻟﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﺳﺎﺣﺮﺗﺎﻥ
ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬﺍﺏ
ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻭﻗﻴﺲ ﺻﺒﻴﺎﻥ
ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻢ ﻓﻌﻠﻖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ . ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻳﺮﻋﻴﺎﻥ ﻣﻮﺍﺷﻲ ﺍﻫﻠﻬﻤﺎ
ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺒﺮ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ , ﻓﺤﺠﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺠﻦ ﺟﻨﻮﻧﻪ ﺑﻬﺎ ,
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺷﻐﻔﻪ ﺑﺤﺒﻬﺎ ﻭﺿﺎﻕ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺃﻧﺸﺪ
ﻗﺎﺋﻼ:
ﺗﻌﻠﻘﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﺫﺅﺍﺑﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺪ
ﻟﻼﺗﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺛﺪﻳﻬﺎ ﺣﺠﻢ
ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ ﻧﺮﻋﻰ ﺍﻟﺒﻬﻢ ﻳﺎﻟﻴﺖ ﺃﻧﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻢ
ﻧﻜﺒﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺒﺮ ﺍﻟﺒﻬﻢ
ﻗﻴﻞ ﻭﻣﺮ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻢ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﻠﻰ
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺃﻥ ﺣﺠﺒﺖ ﻋﻨﻪ , ﻭﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ
ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ , ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺎﺑﺪ ﺃﻟﻢ
ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻩ
ﻭﺭﻛﺐ ﻧﺎﻗﺘﻪ , ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻠﻞ
ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﻓﻤﺮّ ﺑﺈﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻘﺎﻝ
ﻟﻬﺎ ﻛﺮﻳﻤﺔ , ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﺴﻮﺓ ﻳﺘﺤﺪﺛﻦ
ﻓﺄﻋﺠﺒﻬﻢ ﺣﺴﻨﻪ ﻭﺟﻤﺎﻟﻪ ﻓﺪﻋﻮﻧﻪ ﻟﻠﻨﺰﻭﻝ
ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ , ﻓﻨﺰﻝ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺤﺎﺩﺛﻬﻦ ﻭﻳﻘﻠﺐ ﻃﺮﻓﻪ
ﺣﻮﻟﻬﻦ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ
ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻃﺮﻓﺎ ﻭﺷﺎﻏﻠﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ
ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻭﺃﻧﺸﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮ:
ﺳﺤﺮﺗﻨﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﺴﻮﺍﺩ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ
ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﺷﻌﺮﻩ ﺫﺭﻓﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ
ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻔﻲ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺑﻄﺮﻑ
ﻗﻨﺎﻋﻬﺎ , ﻓﻌﻠﻢ ﻗﻴﺲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ
ﻭﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﺍﻋﻨﺪﻛﻦ ﻣﺎ
ﺗﺄﻛﻠﻦ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻟﻴﻠﻰ : ﻻ. ﻓﻌﻤﺪ ﻋﻠﻰ
ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓﻨﺤﺮﻫﺎ ﻭﻗﻄﻌﻬﺎ. ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﻟﺘﻤﺴﻚ
ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺤﺰ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ ﻭﻫﻮ
ﺷﺎﺧﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻋﺮّﻕ ﻛﻔﻪ ﻓﺠﺬﺑﺘﻪ ﻣﻦ
ﻳﺪﻩ , ﻓﻘﺎﻡ ﻗﻴﺲ ﻭﻃﺮﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺷﻴﺌﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻀﺎ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻳﺤﺎﺩﺛﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺍﻧﻈﺮ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻮﻯ؟ ﻓﻤﺪّ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺮ
ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻘﻠﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﺎﺣﺘﺮﻗﺖ ﻳﺪﻩ ﻭﻟﻢ
ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﻋﻠﻤﺖ ﻣﺎ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ
ﺻﺮﻓﺘﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺷﺪﺕ ﻳﺪﻩ ﺑﻬﺪﺏ ﻗﻨﺎﻋﻬﺎ
ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺗﺤﻜﻢ ﻋﺸﻘﻬﺎﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ .
ﻓﺎﻗﺎﻡ ﻣﻌﻬﻦ ﺑﻴﺎﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﺫ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻦ
ﻏﻼﻡ ﺷﺎﺏ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻄﻠﻌﺔ ﻣﻠﻴﺢ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻟﻪ
ﻋﻴﻨﺎﻥ ﺳﺎﺣﺮﺗﺎﻥ ﻭﻓﻮﻕ ﺧﺪﻩ ﺧﺎﻝ ﺃﺳﻮﺩ ﻭﻫﻮ
ﻣﻦ ﺣﻴﻬﻦ ﻳﺪﻋﻰ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﻕ ﻏﻨﻤﺎ ﻟﻪ
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻧﺼﺮﻓﻦ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺃﻗﺒﻠﻦ ﺑﻮﺟﻮﻫﻬﻦ ﻋﻠﻴﻪ
ﻳﻘﻠﻦ ﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﻇﻠﻠﺖ ﻳﺎ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﻰ
ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻤﻦ ﺍﻧﺼﺮﻓﻦ , ﻭﺗﺮﻛﻦ ﻗﻴﺲ ﻓﺎﻏﺘﺎﻅ
ﻏﻴﻈﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻤﻨﺎﺯﻝ : ﻫﻠّﻢ ﻧﺘﺼﺎﺭﻉ ﺃﻭ
ﺗﺘﺮﻛﻬﻦ؟ ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻟﻮﺟﻪ ﻗﻴﺲ ﻭﻋﻠﻢ ﻣﺎ
ﺣﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻓﺨﺠﻞ ﻭﺍﺳﺘﺤﻰ ﺛﻢ ﺗﺮﻙ
ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﺭﺣﻞ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﻟﻴﻠﻰ
ﻗﻴﺴﺎ ﻗﺎﻡ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻧﻪ ﺗﻜﺪّﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺻﺎﺣﺖ ﺑﻪ ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺘﻪ ﻟﻠﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ
ﻗﺪ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ
ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻨﻚ ﺻﺎﺭﻑ ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻭﻣﻦ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ؟
ﻭﺗﺤﺪﺛﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ ﻭﺫﻫﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ
ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺍﺷﺘﻌﻞ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺤﺐ
ﺍﻵﺧﺮﻭﺍﻟﺘﻬﺒﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ .ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻗﻴﺴﺎ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ
ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺃﻗﺒﻞ ﻗﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻗﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﻓﺴﻠﻢ ﻭﺩﻋﺘﻪ ﻟﻠﻨﺰﻭﻝ
ﻭﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻓﺎﺷﺘﻐﻠﺖ
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻬﺖ ﺑﻬﻦ
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺲ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﻘﻊ ﻟﻮﻧﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪﺕ
ﻟﻴﻠﻰ :
ﻛﻼﻧﺎ ﻣﻈﻬﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﻐﻀﺎ ﻭﻛﻞ ﻋﻨﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﻣﻜﻴﻦ
ﺗﺒﻠﻐﻨﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﻦ ﺛﻢ ﻫﻮﻯ
ﺩﻓﻴﻦ
ﻓﻄﺐ ﻧﻔﺴﺎ ﻭﻗﺮ ﻋﻴﻨـــــﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﻮﺍﻙ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ
ﻣﻌﻴﻦ
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﺷﻬﻖ ﺷﻬﻘﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺧﺮ
ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﺃﻧﺸﺪ :
ﺃﺣﺒﻚ ﺣﺒﺎ ﻟﻮ ﺗﺤﺒﻴﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻱ
ﻋﻠﻲّ ﺟﻨﻮﻥٍ
ﻓﻴﺎ ﻧﻔﺲ ﺻﺒﺮﺍ ﻻﺗﻜﻮﻧﻲ ﻟﺠﻮﺟﺔ ﻓﻤﺎ ﻗﺪ
ﻗﻀﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻬﻮ ﻳﻜﻮﻥ
ﻓﺘﻤﻜﻦ ﺣﺐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺛﻢ ﻣﻜﺜﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻛﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ: ﻓﺒﺎﺕ ﻗﻴﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﺄﻃﻮﻝ
ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻓﺒﺎﺕ ﻟﻴﻠﺘﻪ
ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻢ ﻓﺎﻧﺸﺪ:
ﻧﻬﺎﺭﻱ ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺍ ﻟﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻫﺰﺗﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻤﻀﺎﺟﻊ
ﺃﻗﻀﻲ ﻧﻬﺎﺭﻱ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﻰ ﻭﻳﺠﻤﻌﻨﻲ
ﺍﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺟﺎﻣﻊ
ﻟﻘﺪ ﺛﺒﺘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻣﺤﺒﺔ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺘﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﺘﻴﻦ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ
ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻡ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﺩﻣﺎ ﻓﺄﻣﺮ ﺃﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ
ﻟﻴﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﺍﻟﺴﻤﻦ ﻓﺎﺳﺘﺒﻄﺄﻫﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺫﻫﺐ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﻗﻴﺲ ﻳﺸﻜﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻭﻟﻤﺎ
ﺳﻤﻊ ﺷﻌﺮ ﻗﻴﺲ ﺍﺳﺘﻌﻈﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻄﻢ ﻟﻴﻠﻰ
ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﻃﺮﺩ ﻗﻴﺴﺎ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ
ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ.
ﻗﺎﻝ : ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺎﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻲّ ﺑﻌﺸﻖ ﻗﻴﺲ
ﻟﻠﻴﻠﻰ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﺑﻮﻫﺎ ﻗﻴﺲ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻴﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﻜﻰ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻲ
ﻟﻴﺲ ﺑﻬﻴﻦ ﻓﺄﻗﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻜﻢ ﻓﺈﻧﻲ ﻟﺴﺖ
ﺑﺴﺎﻣﻊ ﻭﻻ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﻮﺻﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﻴﻠﻰ
ﻭﺷﻜﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ
ﻓﻜﺘﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﺑﺈﻫﺪﺍﺭ ﺩﻡ ﻗﻴﺲ
ﺇﻥ ﻫﻮ ﺯﺍﺭ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺗﺤﺴﺮ ﻗﻴﺲ ﻭﻗﺎﻝ:
ﻓﺈﻥ ﻳﺤﺠﺒﻮﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﺤﻞ ﺩﻭﻥ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﻣﻘﺎﻟﺔ
ﻭﺍﺵ ﺃﻭ ﻭﻋﻴﺪ ﺃﻣﻴﺮ
ﻓﻠﻦ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﻜﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ
ﻣﺎ ﻗﺪ ﺃﺟﻦ ﺿﻤﻴﺮﻱ
ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺌﺲ ﻗﻴﺲ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻴﻠﻰ ﺧﺮﺝ ﻫﺎﺋﻤﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻓﻠﺤﻘﻪ
ﺃﻫﻠﻪ ﻓﺪﻋﻮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﻬﻢ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ
ﻟﻴﻠﻰ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﺃﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺟﺎﺭﻳﺘﻬﺎ ﺃﻥ
ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻘﻴﺲ ﻭﺗﻮﺍﺳﻴﻪ ﻭﺗﺮﺛﻲ ﺣﺎﻝ ﻟﻴﻠﻰ
ﺇﻟﻴﻪ . ﻓﻀﻌﻒ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ
ﺫﺭﻳﺢ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻟﺒﻨﻰ ﺳﻤﻊ ﺑﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻓﻠﻤﺎ
ﺭﺁﻩ ﻋﺮﻓﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ
ﻓﺤﻀﻨﻪ ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺣﻞّ
ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﻖ.
ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﻗﻴﺲ ﻫﺎﺋﻤﺎ ﻭﺑﺎﻛﻴﺎ , ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ
ﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ , ﻓﻜﺎﻥ ﻗﻴﺲ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ
ﺩﻳﺎﺭ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺤﺬﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻘﻴﺲ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻗﺘﻠﻚ ﻭﺇﻧﻲ ﺍﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ
ﺑﻨﻲ ﺍﻥ ﻳﻐﺪﺭ ﻓﻴﻚ ﻋﻤﻚ ﻓﻼ ﺗﻔﺠﻌﻨﻲ ﻓﻴﻚ !
ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺌﺲ ﻗﻴﺲ ﻗﻠﻖ ﻗﻠﻘﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﺃﺻﺒﺢ
ﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪ ﻟﻴﻠﻰ
ﺃﻗﺴﻢ ﺃﻥ ﻗﻴﺴﺎ ﻇﻞ ﻳﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﻗﺪ
ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺗﻮﻋﺪ ﺑﻘﺘﻠﻪ
ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻋﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻴﺲ : ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﺭﻭﺡ ﻟﻲ
ﻓﻠﻴﺘﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮﻧﻲ. ﻓﺨﺎﻑ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ
ﻭﺍﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻗﻴﺲ ﻳﺰﻭﺭ ﺁﺛﺎﺭ ﺩﻳﺎﺭﻫﺎ
ﻭﻳﺴﺘﻌﺒﺮ ﻭﻳﺒﻜﻲ , ﻭﻣﺮّ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ
ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻓﻤﺮﺽ ﺣﺘﻯﺄﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙ
ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﻌﻠﻠﻪ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻫﺎﺋﻤﺎ ﻳﻨﺸﺪ
ﻓﻲ ﺣﺐ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻤﺎ ﻫﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﺼﺤﺒﻬﻢ ﻗﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭ
ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻧﺰﻟﻮﺍ ﺿﻴﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺗﺤﺎﺩﺛﺎ ﻓﻲ
ﺃﻣﺮ ﻗﻴﺲ ﻭﻟﻴﻠﻰ ﻭﺩﻓﻊ ﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﻴﻠﻰ ﺧﻤﺴﻴﻦ
ﺑﻌﻴﺮﺍ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻭﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻣﻬﺮﺍ ﻟﻠﻴﻠﻰ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ
ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ
ﻳﺨﻄﺒﻮﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ ﻭﺭﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻼ
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻧﺨﻴّﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ , ﻭﺩﺧﻞ
ﻋﻠﻰ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﺎﺭﻱ ﻭﺭﺩﺍ
ﻷﻣﺜﻠﻦ ﺑﻚ. ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﺭﻫﺔ ﻭﻣﺠﺒﺮﺓ
ﻓﺨﺮﺝ ﻏﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﻗﺪ
ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻭﺭﺩﺍ , ﻓﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺪ ﻗﻴﺲ ﻭﺧﺮﺝ
ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻗﻴﺲ ﻫﺎﺋﻤﺎ ﻭﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻪ
ﻓﺤﺎﺩﺛﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺎﻡ
ﻭﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﺶ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻱ
ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻥ ﻳُﺄﺧﺬ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ
ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺴﻠﻰ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ : ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺄﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺍﺳﺄﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﻚ ﻣﻤﺎ ﺍﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﻴﻠﻰ
ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻴﺲ ﺑﺄﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺯﺩﻧﻲ ﻟﻠﻴﻰ ﺣﺒﺎ ﻭﺑﻬﺎ ﻛﻠﻔﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻨﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ
ﺃﺑﺪﺍ.
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﺧﺬﺕ ﻟﻴﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ
ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﻋﻞّ ﻣﺎ ﻳﺸﻔﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﺖ
ﺑﻘﻴﺲ ﻓﻲ ﺭﻣﻲ ﺍﻟﺠﻤﺮﺍﺕ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻗﻴﺲ !!
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻫﻼ ﺑﻠﻴﻠﻰ. ﻭﺭﺁﻩ ﻭﺍﻟﺪ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺄﻗﺒﻞ
ﻭﺭﺣﻠﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﻪ ﺛﺎﺭ
ﻏﻀﺒﻪ ﻭﻟﻄﻤﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺩﺝ ﺛﻢ
ﺍﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﻓﻠﺤﻘﻬﻢ ﻗﻴﺴﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻣﺴﻜﻮﻩ ﻭﻧﻈﺮ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻭﺇﻟﻰ ﺧﻒ ﺑﻌﻴﺮ ﻟﻴﻠﻰ
ﻓﺄﻛﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﺒﻠﻪ , ﻭﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﺳﺮﻉ ﻭﺍﻟﺪ
ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺰﻭﻳﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺩ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺰﻭﺟﺘﻪ
ﻟﻢ ﺗﻨﺸﻒ ﻟﻬﺎ ﺩﻣﻌﻪ ﻭﻻ ﺗﺒﺮﺩ ﻟﻬﺎ ﻟﻮﻋﺔ ﺣﺒﺎ
ﻓﻲ ﻗﻴﺲ ﻭﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﺮﺿﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺩﻭﺍﺋﻬﺎ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻘﻴﺲ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﻳﺪﻋﻰ ﺯﻳﺎﺩ ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻌﻪ
ﻭﻟﺰﻣﻪ ﻓﻲ ﻭﺣﺸﺘﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺯﻳﺎﺩ: ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺻﺮﺥ ﺻﺮﺧﺔ ﺧﻠﺖ
ﺭﻭﺣﻪ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺟﺴﺪﻩ ﺛﻢ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ
ﻭﻗﺪ ﺷﺞ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻦ
ﺻﻮﺍﺑﻪ ﻓﺄﺻﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻟﺤﺎﻟﺘﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﻭﻫﻮ
ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻠﻰ .. ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﻭﺍﻫﻢ
ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻫﺎ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺮﻋﻴﺎﻥ ﺍﻻﻏﻨﺎﻡ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺩﻉ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺇﻻ ﺗﺮﻛﺘﻚ ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﻓﻘﻠﺖ :
ﺍﺻﺒﺮ ﻭﺗﺠﻠﺪ ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺍﻓﺎﺭﻗﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﺮﻯ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ.
ﺫﻫﺐ ﺯﻳﺎﺩ ﻟﻴﺼﻄﺎﺩ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺮﻙ ﻗﻴﺲ
ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺭﺃﻯ ﻗﻴﺲ ﺻﻴﺎﺩﺍ ﻳﻼﺣﻖ ﻏﺰﺍﻟﺔ ﻣﻦ
ﻏﺰﻻﻥ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺦ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﻴﻬﺎ
ﻗﻴﺴﺎ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻬﺎ ﻭﺃﻣﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ
ﻓﻮﺟﺪﻫﻤﺎ ﺗﺸﺒﻬﺎﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺧﻔﺔ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ
ﻛﺮﺷﺎﻗﺔ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﻪ ﻓﻠﻢ
ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺿﺮﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﻄﻌﻚ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﻤﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺭﺯﻗﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﻴﺲ: ﻛﻔﺎﻧﻲ
ﻳﺎﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺿﺮﺑﺘﻨﻲ ﻓﺈﻥ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﻋﻴﻦ
ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺍﻛﻤﻞ ﺳﻴﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻴﻠﻰ .. ﻟﻴﻠﻰ..
ﺃﻳﺎ ﺷﺒﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﻻ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ
ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺻﺪﻳﻖ
ﻭﻳﺎ ﺷﺒﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻌﻞ ﻓﺆﺍﺩﻱ
ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻩ ﻳﻔﻴﻖ
ﻓﻌﻴﻨﺎﻙ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺟﻴﺪﻙ ﺟﻴﺪﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻥ ﻋﻈﻢ
ﺍﻟﺴﺎﻕ ﻣﻨﻚ ﺩﻗﻴﻖ
ﻓﺘﻐﻴﺮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻭﺳﺄﻝ
ﻗﻴﺴﺎ : ﻣﺎﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﻴﺲ ﻭﻗﺪ
ﺍﺷﺘﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻮﻯ ﻭﻋﻈﻢ ﻣﺼﺎﺑﻪ ﻻ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓﺈﻥ
ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﻋﻴﻦ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺘﺮﻛﻪ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﻫﻮ
ﻳﻬﺬﻱ ﺑﻠﻴﻠﻰ !
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺯﻳﺎﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻗﻴﺴﺎ ﺧﺮﺝ ﻳﺒﺤﺚ
ﻋﻨﻪ , ﻓﺮﺃﻯ ﺷﺒﺤﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻗﻴﺲ ﻓﺄﻗﺒﻞ
ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﻮﺟﺪﺍ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﺩﻣﺎ ﻣﻦ
ﺩﻳﺎﺭ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻗﻴﺲ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ: ﻗﻴﺲ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﻓﺬﻫﺐ
ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻴﺲ ﺃﻣﺴﻜﻪ ﻭﺍﺳﺘﺤﻠﻔﻪ ﺃﻥ
ﻳﺨﺒﺮﻩ ﻋﻦ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺟﺪﺍ
ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻴﺲ: ﻟﻴﺘﻚ ﻳﺎ ﻗﻴﺲ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ
ﻭﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﻩ.
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻗﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺒﺎﺀ ﻭﻟﻤﺎ ﺟﻠﺲ ﺃﺧﺬﺗﻪ
ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻷﻟﻢ ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺪﺛﻪ
ﻭﺗﻌﺎﺗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ
ﻭﻭﺟﺪ ﺯﻳﺎﺩ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﺘﺬﻛﺮ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻨﺸﺪ
ﻭﻳﺼﺮﺥ ﺑﺈﺳﻤﻬﺎ:
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﺘﻴﻤﺎﺀ ﻣﺮﻳﻀﺔ
ﻓﻤﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﻀﻨﻰ ﻭﺃﻧﺖ ﺻﺪﻳﻖ
ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺤﻲ ﺻﺮﺍﺧﻪ ﺃﺗﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﺳﻘﻮﻩ ﻟﺒﻨﺎ ﻭﻭﺍﻋﺪﻭﻩ ﺑﻠﻴﻠﻰ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ
ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻣﺮﻕ ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ ﻣﺘﺒﻄﻨﺎ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻫﻮ
ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ.. ﻟﻴﻠﻰ ﻟﻴﻠﻰ ﻟﺒﻴﻚ ﻫﺎ ﺍﻧﺎ
ﻭﺍﻗﻒ ﺑﺨﺒﺎﺋﻚ ﻭﻟﺤﻘﻮﻩ ﻭﺃﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﻻﻃﻔﻮﻩ
ﺣﺘﻰ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺯﻳﺎﺩ: ﺃﻧﻨﺎ ﻏﺪﺍ
ﺳﻨﺮﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺗﻴﻤﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻴﺲ: ﺃﺣﻘﺎ
ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ؟ ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺎﺩ: ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ
ﻋﻬﺪﺍ ﺑﺬﻟﻚ! ﻭﺑﺎﺕ ﻗﻴﺲ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻗﻠﻘﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .
ﺃﻣﺎ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻮﺍﺩﻱ
ﺗﻴﻤﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻋﺠﺰ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﻦ
ﻣﺪﺍﻭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺽ ﺳﻮﻯ ﻓﺮﺍﻕ
ﻗﻴﺲ ﻓﺄﻓﻀﺖ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﺭﻳﺘﻬﺎ ﻣﺮﺟﺎﻧﻪ : ﺇﻥ
ﻣﺮﺿﻲ ﻭﺩﻭﺍﺋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺃﻥ ﻃﺒﻴﺒﻲ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﻗﻴﺲ . ﻓﻮﺻﻞ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ
ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺑﺆﺱ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ
ﻭﺍﻟﻬﻴﺎﻡ ! ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻧﻪ ﺫﺍﻫﺐ
ﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻓﺘﻨﻬﺪﺕ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺬﻫﺐ
ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻭﺃﻗﺮﺃﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﻞ ﻟﻪ :
ﻟﻴﻠﻰ ﺃﺿﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻗﻴﺲ ﺻﺮﺥ ﺻﺮﺧﺔ ﻗﻮﻳﻪ ﻭﻛﺎﻥ
ﺯﻳﺎﺩ ﻳﻼﻃﻔﻪ ﻓﺮﺣﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ
ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﺯﻳﺎﺩ: ﻓﻨﺼﺒﻨﺎ ﺧﻴﺎﻣﻨﺎ ﻗﺮﻳﺐ
ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻭﻳﺘﻨﻬﺪ
ﻗﻴﺲ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ
ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻟﺌﻼ ﻳﻔﻀﺤﻪ.
ﻭﺗﺮﻯ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻓﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺮﺟﺎﻧﺔ ﺍﻥ
ﺗﺬﻫﺐ ﻟﺘﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ
ﻗﻴﺲ ﻭﺗﺴﺮﻉ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻴﻼ ﻭﺗﺴﻤﻊ ﺷﻌﺮ
ﻗﻴﺲ ﻭﺻﺮﺍﺧﻪ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮﻻ ﻳﻌﻲ
ﻭﺗﺤﺎﺩﺛﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺣﺘﻰ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﻟﻴﻠﻰ
ﻓﺄﻓﺎﻕ ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ : ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻋﺬﺭﻳﻨﻲ ﻓﺈﻧﻲ
ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺍﻟﻠﺐ:
ﻭﺷﻐﻠﺖ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺳﻮﻯ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻓﻴﻚ
ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺷﻐﻠﻲ
ﻭﺃﺩﻳﻢ ﻧﺤﻮ ﻣﺤﺪﺛﻲ ﻟﻴﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﺪ ﻓﻬﻤﺖ
ﻭﻋﻨﺪﻛﻢ ﻋﻘﻠﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ.. ﻓﺮﺃﻯ ﻗﻴﺲ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ
ﻟﻴﻠﺔ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﺎﺭﺗﺤﻞ ﻫﻮ
ﻭﺯﻳﺎﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻴﺲ ﻳﻠﻌﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ
ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺑﻜﺎﺀ ﻭﻏﻨﺎﺀ ﻭﺭﺟﻊ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ
ﺍﻣﻪ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻋﻨﻪ
ﻭﺧﺮﺝ ﻫﺎﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻳﺮﺛﻲ ﻟﺤﺎﻟﻪ
ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻟﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻴﺲ , ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ ﻋﻠﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺧﺒﺮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ
ﻃﻮﻳﻞ ﺳﻤﻊ ﺍﻧﻬﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺪﻳﺎﺭﻫﺎ ﻓﻌﺎﺩ ﻷﻫﻠﻪ
ﻭﻭﺟﺪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺯﺍﻝ
ﻧﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﺎﻧﻜﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﻗﻴﺲ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻭﺿﻤﻪ ﻟﺼﺪﺭﻩ ﺣﺘﻰ ﻓﺎﺿﺖ
ﺭﻭﺣﻪ ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻥ ﻗﻴﺴﺎ ﻧﺤﺮ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ
ﻗﺒﺮ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻌﺰﻳﻦ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪ
ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻌﺰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺰﻱ ﻗﻴﺴﺎ ﻓﺠﻦ
ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻩ ﺍﻟﻬﺰﺍﻝ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭﺍ ﻟﻘﻴﺲ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﻭﻗﺪ
ﺃﺻﺒﺢ ﺩﻣﻊ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﻝ . ﻣﻜﺚ ﻗﻴﺲ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺭﺣﻞ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﺭﻋﺸﺔ
ﻗﻮﻳﻪ ﻭﻃﺎﻝ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺮﺡ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺰﻻﻥ
ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺣﺶ ﻭﺍﻧﺴﺪﻝ ﺷﻌﺮﻩ
ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻌﺔ ﻭﺇﺫﺍ
ﺑﺈﻣﺮﺃﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﺗﻮﻗﺪ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻓﺠﺎﺀ ﻗﻴﺲ
ﻭﻫﺮﺑﺖ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﺟﺎﻥ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ
ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ : ﺃﺟﻨﻲ ﺃﻡ ﺍﻧﺴﻲ؟ ﻭﺍﻧﺸﺪ ﻟﻬﻢ ﺷﻌﺮﻩ
ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ:
ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺷﻜﻮﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺖ
ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻟﺮﺛﻰ ﻟﻴﺎ
ﻭﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻧﻪ ﻗﻴﺴﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﺮﺅﻳﺔ
ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﺮﺟﺎﻧﺔ: ﻻ ﺗﺘﻌﺒﻲ ﻧﻔﺴﻚ
ﻓﻤﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ
ﺗﻜﻠﻢ ﺍﺣﺪﺍ! ﻓﺮﺟﻌﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻗﻴﺲ , ﻓﻜﺎﻥ
ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻐﺰﻻﻥ ﻭﺃﺗﺖ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺳﻤﻊ ﻧﻌﻴﻘﻬﺎ ﻓﺄﻥّ ﻭﺑﻜﻰ:
ﺃﻻ ﻳﺎ ﻏﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻧﺎﻋﻴـــﺎ ﺃﻓﺎﺭﻗﺖ ﺃﻟﻔﺎ
ﺃﻭ ﺩﻫﺘﻚ ﺍﻟﺪﻭﺍﻫﻴﺎ
ﺃﻻ ﻳﺎ ﻏﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﻋﺬﺑﺖ ﻣﻬﺠﺘﻲ ﻭﻻﺯﻟﺖ
ﺑﺎﻻﻧﺸﺎﺩ ﺗﻜﻮﻱ ﻓﺆﺍﺩﻳﺎ
ﺃﻣﺎ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻗﻬﺎ ﻟﻘﻴﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻠﺬ
ﺑﻄﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺷﺮﺍﺏ ﻭﺗﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺗﻌﺾ
ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﻧﺪﺍﻣﺔ ﻓﻀﺎﻕ ﻭﺭﺩﺍ ﺑﻬﺎ
ﻭﻟﻄﻤﻬﺎ ﻭﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﻻﻫﻠﻬﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ
ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻔﻈﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﺎﻩ ﻷﺟﻞ ﻗﻴﺲ ﺃﺧﺬﻭﺍ
ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻬﺎ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺨﺒﻞ
ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻣﻜﺜﺖ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻻ ﺗﺄﻛﻞ ﻭﻻ
ﺗﺸﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﻣﺤﻰ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺟﺴﻤﻬﺎ
ﻭﺍﻧﻘﻔﻠﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻜﺤﻴﻠﺘﻴﻦ ﻭﺳﻠﻤﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﻬﺎ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ,
ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﻋﻠﻢ ﻗﻴﺲ ﺑﺬﻟﻚ ………
ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻇﻼﻣﺎ ﻭﺻﺎﺡ : ﻭﺩﺍﻋﺎ
ﻳﺎﻟﻴﻠﻰ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺭﺟﻮﻉ ﻷﺭﻯ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ؟
ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻴﺲ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ
ﺗﻐﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺻﺎﺡ : ﻟﻴﻠﻰ ﺗﺮﻛﺘﻴﻨﻲ
ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﻪ ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﺖ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻓﻘﺪﻙ ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﻛﻞ ﺃﻣﻞ ﺑﻌﺪﻙ ﻳﺎ
ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺳﺄﻟﺤﻖ ﺑﻚ ﻋﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺛﻢ ﺍﺑﺘﻬﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻨﻲ ﻋﺒﺪﻙ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﻫﺪﻧﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﺳﺄﻟﻚ
ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻗﺪ
ﺍﻧﺘﺸﻠﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻥ ﻻ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻓﺨﺬ ﺭﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻭﺣﻬﺎ
ﻷﺳﺘﺮﻳﺢ ﻣﻤﺎ ﺍﻧﺎ ﻓﻴﻪ , ﻭﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻲ ﻟﻴﻠﻰ
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻧﺤﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﻜﺎﺋﻬﻢ ﻭﻗﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺪ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺣﻀﻨﻪ ﻭﺑﻜﻰ ﻭﺳﺄﻝ ﻗﻴﺲ ﻋﻦ
ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻓﺪﻟﻮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﺟﺎﺛﻴﺎ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻪ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﺮﻟﻘﺪ ﺿﻤﻤﺖ ﺭﻓﺎﺕ
ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻭﻓﻴﻚ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻣﻞ ﻟﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺇﻥ ﺭﻭﺣﻲ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﺣﻮﻝ ﺭﻓﺎﺕ ﻟﻴﻠﻰ ,
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻳﺤﻀﻨﻪ ﻭﻳﺴﺄﻝ: ﻟﻴﻠﻰ ﺃﻳﻦ
ﻓﻤﻚ ﺍﻟﻀﺤﻮﻙ؟ ﺍﻳﻦ ﺭﻗﺔ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺗﻚ؟ ﻭﺃﻳﻦ
ﺩﻻﻟﻚ؟ ﺍﺑﻜﻲ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺭﺣﻴﻞ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻷﺑﺪﻱ. ﻭﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺣﺘﻰ
ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ
ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺛﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺟﻒ
ﺟﻠﺪﻩ ﻭﺿﻌﻔﺖ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻼ
ﻟﻴﻮﺍﺳﻴﻪ ﻓﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻫﺎ
ﻓﺎﺻﻄﺪﻡ ﺑﻪ ﻭﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﻋﻈﺎﻡ ﺟﺴﺪﻩ ﻣﻦ
ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺛﻢ ﻳﻐﻤﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻞ
ﻣﺘﻮﻫﻤﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﻫﻨﺪ ﺍﺧﺘﻪ
ﻓﺘﺤﻀﻨﻪ ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻏﺸﻲ
ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﻣﺎﺗﺖ
ﻓﺪﻋﻨﺎ ﻧﺨﻄﺐ ﻟﻚ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﺎﺭﺣﻢ ﻧﻔﺴﻚ
ﻭﺍﺭﺣﻤﻨﻲ ! ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻧﺖ ﻳﺎ ﻫﻨﺪ
ﺗﻌﺎﺫﻟﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻲّ ﻭﻗﺪ
ﺍﺣﺘﺮﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﺃﺣﻮﺍﻟﻲ
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺷﺮﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺒﻬﺎ .. ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ
ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺈﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻟﻴﻠﻰ ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖِ ﻟﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺗﻤﺰﻕ ﻗﻠﺒﻲ
ﻭﺗﻘﻄﻌﻪ ﺇﺭﺑﺎ ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﻭﺑﻜﺖ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻗﺪ
ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻪ ﻇﺒﻴﺔ ﻓﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻫﻨﺪ ﻓﻤﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺮﻳﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺟﺎﺭﻳﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻈﺒﻴﺔ.
ﺧﺮﺝ ﺍﻫﻠﻪ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﻩ ﻭﻟﻢ
ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﺛﺮﺍ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺎﻟﻮﺍ :
ﻓﻠﻤﺎ ﺁﻳﺴﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﺪﻧﺎ ﻃﺎﻟﺒﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ
ﻧﺴﻴﺮ ﺇﺫ ﻣﺮﺭﻧﺎ ﺑﻮﺍﺩ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻩ
ﻣﻴﺘﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﻂ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ
ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ :
ﺗﻮﺳﺪ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﻔﺮ ﻭﻣﺎﺕ ﺟﺮﻳﺢ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻨﺪﻣﻞ ﺍﻟﺼﺪﺭ
ﻓﻴﺎﻟﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﻌﺸﻖ ﻣﺮﺓ ﻓﻴﻌﻠﻢ ﻣﺎ
ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮ
ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺎﺩ: ﻓﺤﻤﻠﻨﺎﻩ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺒﻜﻲ ﻭﺟﺎﺀ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻜﻔﻴﻨﻪ ﻭﺩﻓﻨﻪ ﻭﻟﻢ
ﺗﺒﻘﻰ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﺪﺓ ﻭﻻ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺶ
ﺇﻻ ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺎﺳﺮﺓﺻﺎﺭﺧﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺪﺏ
ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺡ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﺣﺮ ﺑﻜﺎﺀ ﻭﻳﻨﺸﺠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺣﻀﺮ ﺣﻲ ﻟﻴﻠﻰ
ﻣﻌﺰﻳﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﺰﻋﺎ ﻭﺟﻌﻞ
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻳﺒﻠﻎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻜﻨﻲ
ﻛﻨﺖ ﺍﻣﺮﻯﺀ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﻭﻗﺒﺢ
ﺍﻷﺣﺪﻭﺛﺔ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﺰﻭﺟﺘﻬﺎ ﻭﻟﻮ
ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻳﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﺎ
ﻋﻦ ﻳﺪﻙ ﻳﺎ ﻗﻴﺲ .
ﻭﺩﻓﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻗﺒﺮ ﻟﻴﻠﻰ ﻧﺎﻡ ﻗﻴﺲ
ﻧﻮﻣﺘﻪ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﻟﻴﻠﻰ ,
ﻭﺗﺤﻠﻞ ﺟﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺏ ﻏﻤﺮ ﺗﺮﺍﺏ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ,
ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻯ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻭﺑﺎﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻴﺖ ﺳﻮﻯ ﻗﻴﺲ ﻋﺎﻡ 490 ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﻩ ﻭﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﻰ ﺇﻻ ﺧﻤﺲ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ
ﻟﻴﻠﺔ.

ابراهيم ماهر
ابراهيم ماهر

العلم يجعلنا نعبر عما في أنفسنا بطريقة سامية ويهذب نفوسنا وينير أعماقنا فنشفى من أمراضنا وهو طريق الهامنا

المقالات: 1439

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *