طريقة التفكير الإيجابي وما تأثير التفكير وكيف يمكننا التحكم به

إن كل شيء يحدث أولا في التفكير وقوة التفكير لها تأثير على أحاسيسك وسلوكك ونتائجك وبالتالي لها تأثير على واقع حياتك وكيف يمكنك أن تحول التفكير السلبي إلى إيجابي وتحقق أهدافك وكيف تصل إلى السلام الداخلي والهدوء النفسي كل ذلك ستتعلمه من خلال هذا الموضوع .

حيث أن الإنسان يستقبل أكثر من 60000 فكرة يوميا كل ماتحتاجه هذه الكمية الهائلة من الأفكار هو اتجاه سلبي أو إيجابي.

الفكر له برمجة راسخة:

مع أن الفكر قد يكون بسيطا ولا يأخذ من الوقت أكثر من لحظات إلا أن له برمجة راسخة مكتسبة من سبعة مصادر مختلفة جعلت منه قوة راسخة ومرجعا للعقل يستخدمه الإنسان داخليا وخارجيا وهذه المصادر السبعة هي:

1/الوالدان:
أول برمجة اكتسبناها في حياتنا كانت من الأب والأم فلقد تعلمنا من الوالدين الكلمات ومعناها وتعبيرات الوجه ومعنى الأحاسيس والسلوكيات والقيم والاعتقادات الدينية والمبادىء والمثل العليا وهي أول برمجة لنا في هذا العالم.

2/المحيط العائلي:
بعد الوالدين هناك عالم آخر هو المحيط العائلي(الأخوة والأخوات والعم والخال…….) وهنا يربط العقل المعلومات التي يتلقاها من المحيط العائلي بما تبرمج به من قبل وبذلك أصبحت البرمجة أقوى من ذي قبل.

3/المحيط الإجتماعي:
سواء كان ذلك من الجيران أو الأتوبيس وما يقوله الناس في المحيط الإجتماعي الذي نعيش فيه ويستمر العقل في ربط المعلومات التي يتلقاها إلى أساس البرمجة المخزنة في العقل اللاواعي وبذلك تزداد البرمجة قوة.

4/المدرسة:
السلوكيات التي نكتسبها من المدرسة سواء كانت سلبية أو إيجابية ونضيفها على برمجتنا السابقة فأصبحت راسخة بقوة في العقل الباطن.

5/الأصدقاء:
هذا المصدر يعتبر من أخطر مصادر برمجتنا بعد الوالدين فمن الممكن أن نتعلم سلوكيات سلبية من شتى الأنواع ثم أثر ذلك على برمجتنا الأساسية.

6/وسائل الإعلام:
أن أكثر من 60% من حالات الاكتئاب يرجع السبب فيها إلى وسائل الإعلام التي تركز على السلبيات والصعوبات والحروب والجنس وضياع القيم, وهذا المؤثر الخطير يضيفه الناس على برمجتهم فتصبح أقوى وأعمق من ذي قبل.

7/المصدر السابع لبرمجتنا الذاتية هو أنفسنا:
كما تلاحظ الفكرة قد تكون بسيطة وقد تبدو ضعيفة ولكنها في الحقيقة أعمق وأقوى مما تتخيل, والفكرة هي بداية الأحلام والأهداف وهي معنى الأشياء وكيفية ربط السعادة والألم في حياتنا , والفكرة قد تكون السبب في الأمراض النفسية والعضوية ,, وفكرة سعادة تسبب الإحساس بالسعادة , وفكرة ألم تسبب الإحساس بالألم وفكرة شجاعة تسبب الشجاعة,, “بالفكرة يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورود أو من الشوك”.

فالفكرة ليس لها حدود ولا تتأثر بالوقت ولا المسافات ولا الأماكن…”أجداد كل سلوكياتنا هي الفكرة وبها نتقدم وبها نتأخر وبها نسعد وبها نشقى”

إقرأ أيضا في موقع لحن الحياة

كيفية تكوين السؤال الذي جوابه نعم أو لا شرح و أمثلة الدرس 49

اعراض الكوليرا وكيف تنتقل وطريقة الوقاية منها

كيفية إيقاف سيلان الأنف ومعالجة الزكام دون أدوية

الفكر يصنع ملفات الذاكرة في العقل:

عندما يولد الطفل فهو يأتي للدنيا نقيا تماما وكل ملفات عقله روحانية ونقية وعندما يمر الوقت ويكبر الطفل ويتكون عنده إدراك بسيط يبدأ العقل في فتح ملفات ذهنية لهذا المعنى ,, وكلما أدرك الطفل معنى آخر للغة يتكون عنده ملف خاص بهذا المعنى. وكل ملف خاص بإدراك ومعنى محدد,, فكلما قابل الطفل تجربة من نفس المعنى يخزنها العقل في نفس الملف الخاص بها.
وكلما واجه الإنسان في رحلة حياته تجربة من التجارب فإن المخ يتعرف عليها من الملفات الموجودة به فيخزن المعلومة الجديدة في نفس المكان..
فإذا أراد الشخص التخلص من أي مشكلة وبدأ فعلا في العلاج واستطاع التخلص منها فهنا تأتي المفاجأة أنه تخلص من الملف بأكمله..
ولكي يحدث أي تغيير متكامل يريده الإنسان يجب أن يبدأ من الداخل وذلك بتغيير الملف الخاص به وهنا نجد الله عزوجل يقول في كتابه العزيز:”إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم”
فالتغيير لكي يكون متكاملا يجب أن يبدأ الإنسان من الداخل , فمهما كانت المساعدات الخارجية قوية وفعالة لن تساعدك إلا إذا ساعدت أنت نفسك وذلك بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى, ثم بتغيير معنى الإدراك الموجود في الملفات الداخلية, وهنا يكون التغيير شاملا فعندما تغير إدراكك تغير معنى الأشياء بالنسة لك وتغير الملفات الداخلية وتغير حياتك بإذن الله كما تريدها أن تكون.

الفكر يصنع الاستراتيجيات العقلية:

الإستراتيجية العقلية هي مجموعة من الأفكار المتتالية والمحددة يربطها الإنسان بزمان أو مكان ويدعمها باعتقاد وتوقع حتى تصبح حقيقة وواقعا ينتظره في نفس الزمان والمكان..
مثل قولهم: عندما أركز على أي شيء أشعر بصداع شديد, فمعظم الناس للأسف لا يعرفون أنهم باستخدامهم لهذه الكلمات والأساليب يكونون استراتيجيات عقلية سلبية بدون أن يشعروا وتتخزن بعمق في العقل الباطن وتسبب لهم الشعور والأحاسيس السلبية.

الفكر يؤثر على الذهن:

العقل البشري يعمل بالإتجاهات (السلبية-الإيجابية) بمعنى أن أي فكرة تفكر فيها يأخدها العقل ويسير في اتجاهها ويبحث في مخازن الذاكرة عن كل الملفات التي تساعدك وتدعمك في هذا الإتجاه ويجعلك تنجح فيه سواء كان ذلك إيجابيا أو سلبيا.

ومن المهم أن تعرف أن أي شيء تدركه وتفكر فيه يجعل الذهن منتبها لهذه المعلومة في الحال, فيقوم بفعل الآتي:

1/الانتباه للمعلومة والفكرة والتعرف عليها.
2/فتح الملف الخاص بهذه الفكرة من ملفات مخازن الذاكرة.
3/تحليل هذه الفكرة ومقارنتها بأفكار أخرى مشابهة لها وموجودة في مخازن وملفات الذاكرة.
4/ البحث في كل ملفات ذاكرتك عن المعلومات التي تدعمك وتقوي رأيك.
5/إلغاء أي معلومات أخرى لاتمت للفكرة بصلة لكي يساعدك على التركيز على هذه الفكرة فقط, وذلك لأن العقل البشري لا يستطيع التفكير إلا في فكرة واحدة في وقت معين.

الفكر يؤثر على الجسد:

” العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر” فما تفكر فيه وتقوله لنفسك يأخذه المخ ويفتح الملف الخاص به بما في ذلك تحركات الجسم وتعبيرات الوجه الخاصة بهذا الملف فيشعر الإنسان بجسده يتأثر بسبب الفكرة..
فهناك بحث يقول أنه في المستشفى الرئيسي بسان فرانسيسكو يعالجون المرضى بالضحك والأخبار الإيجابية وكانت نتيجة هذه الطريقة من العلاج هو ارتفاع نسبة الشفاء بدرجة تتعدى 35% فعندما يفكر المريض أفكارا إيجابية ويبتسم ويتفاءل ويضحك ترتفع نسبة الأندروفين في جسمه مما يساعده على الشفاء, وهنا أيضا إثبات أن العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر.
والآن دعنا نجرب شيئا سويا … فكر في شخص تحبه ولم تره منذ فترة طويلة وتخيل أنه أمامك الآن ولاحظ تعبيرات وجهك وتحركات جسمك ,,الآن فكر في شخص لا تحبه وتخيل أنه أمامك الآن ولاحظ تعبيرات وجهك وتحركات جسمك… هل لاحظت الفرق في الحالتين؟؟
ومن المهم أن تعرف أن العقل عنده القدرة بإذن الله على علاج الجسم ومساعدته على التخلص من الآلام ,,لذلك من اليوم قرر ماذا تفكر لأن ذلك سيؤثر على جسمك وطاقتك ومدى نشاطك أو عدمه وأيضا لاحظ وضع جسمك لأنه سيؤثر على ذهنك سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا..

الفكر يؤثر على الأحاسيس:

إن الأحاسيس هي وقود الإنسان وهي رد الفعل الطبيعي لما يحدث بداخلنا من أفكار وملفات ذهنية,ومن نعم الله سبحانه وتعالى علينا أن جعلنا نعرف معنى كل إحساس مهما كان سواء كان إحساسا إيجابيا كالحب والحنان والسعادة ….إلخ أو إحساسا سلبيا مثل الغضب والغيرة والحقد…إلخ وأعطانا الله سبحانه وتعالى القدرة على التحكم في أفكارنا,, وكلما درسنا العلوم الحديثة نجد قوة هذا المعنى لأن التغيير فعلا من الداخل من الأفكار والملفات والصورة الذاتية والتقدير الذاتي من القيم والاعتقادات الراسخة المخزنة في العقل الباطن, كل ذلك داخلي وكذلك الأحاسيس والشعور والجذور كل ذلك سببه” الأفكار” لذلك إذا أردت فعلا أن تغير حياتك للأفضل وعندك الرغبة في هذا التغيير وقررت أن تبدأ فابدأ من اليوم ولاحظ أفكارك وتحكم فيها وسترى بنفسك الفرق الكبير والتغير الإيجابي الذي سوف يحدث في حياتك..

الفكر يؤثر على السلوك:

“أن الشخص ليس سلوكه” فالإنسان هو أفضل وأحسن مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى, ولكنه تبرمج بأسلوب حياة وإدراك وقيم واعتقادات سببت له هذا السلوك لذلك فإن أكثر من تسعين بالمائة من سلوكياتنا تلقائية تحدث بدون تقييم أو أي تفكير منطقي لأنها عادة تعودنا عليها واكتسبناها من العالم الخارجي.لذلك لا تعمم الكلام وتقول أن الشخص كذا سلبي لأن ماتصفه هو السلوك وليس الشخص,, والآن سأقدم تفاصيل كل سلوك على حدة:

1/السلوك العدواني أو الهجومي:

وهذا السلوك يتسم بالشراسة لذلك يسميه بعض علماء النفس السلوك الشرس,, يحدث هذا السلوك عند الشخص إذا أدرك أن هناك خطرا عليه أو إذا وجد أن هناك من يمنع عنه شيئا يريد تحقيقه,, ويستخدم الشخص هذا السلوك لكي يتفادى تحمل المسئولية ويفرض رأيه على الآخرين..

2/السلوك المطيع أو المستسلم:

هذا السلوك يستخدمه الشخص للأسباب الآتيه:
لكي يتفادى أي نزاع مع الآخرين.
لكي لا يأخذ المسئولية في مواجهة التحديات.
لكي يتفادى الخوف من النتائج السلبية التي قد يحصل عليها.
لكي لا يجذب إليه الأنظار.

وعموما نجد أن الشخص يتخذ هذا السلوك أسلوبا وطريقة يستخدمها ويتأقلم معها في الحياة وقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالإحباط والتعاسة وبأنه أقل من الآخرين مما يجعله لا يثق في نفسه وفي قراراته.
3/السلوك الحازم والواثق من نفسه:
هذا السلوك يختلف بين الرجل والمرأة حيث قيل إن الرجل الذي يتسم بهذا السلوك يكون عنده القدرة على التحكم في الأمور والسيادة التامة على نفسه في معاملاته واتصاله بالآخرين,, أما عن المرأة فقيل إن المرأة التي تتسم بهذا السلوك تكون متحكمة ومتزعمة وتريد أن تثبت لنفسها وللآخرين أنها قادرة على تحمل المسئولية بقدرتها ومهارتها الشخصية..
أما عن التفسير الحقيقي للسلوك الحازم والواثق من نفسه فهو حماية المحيط الذاتي بأمانة وإخلاص حسب الاحتياجات والمتطلبات وهذا السلوك معروف بأنه مكسب للجميع بالتساوي..

الفكر يؤثر على النتائج:

الفكرة تؤثر على الذهن وتجعله يركز على المعنى وبذلك يفتح لك المخ كل الملفات من نفس نوع الفكرة وذلك يؤثر على أحاسيسك فتكون مشتعلة أو هادئة حسب نوع الفكرة ,, والأحاسيس هي وقود السلوك الذي يستخدمه الإنسان في تحركات الجسم وتعبيرات الوجه والحديث وذلك يسبب النتائج التي يحصل عليها الإنسان في هذا الوقت , ثم يأخذ المخ النتائج ويخزنها في الملف الخاص بها في مخازن الذاكرة, فتصبح الفكرة أقوى وأعمق وتبدأ الدورة من جديد من الفكرة إلى التركيز إلى الأحاسيس إلى السلوك إلى النتائج وهكذا إلى الأبد, فإذا رأى الشخص أن النتائج التي يحصل عليها لا تساعده في التقدم في حياته بل تسبب له متاعب نفسية ومادية وأراد أن يحصل على نتائج أخرى إيجابية يجب عليه أولا أن يحدث التغيير في الفكرة الأساسية التي وضعها في ذهنه وكررها أكثر من مرة حتى أصبحت اعتقادا راسخا..
وهناك حكمة صينية تقول :”لو فعلت نفس الشيء ستحصل على نفس النتيجة” فالفعل يسبب رد فعل من نفس نوعه وقد سمى ذلك الفيلسوف الإغريقي سقراط بـ”قانون السببية” فالبذور التي تزرعها تعطيك المحصول من نفس النوع: فلو زرعت بذور التفاح ستحصل بإذن الله على تفاح وهكذا مع الأفكار لو زرعت في ذهنك بذور التفكير السلبي سيكون محصولك ونتائجك سلبية, ولو زرعت في ذهنك بذور الحب والتسامح سيكون محصولك من نفس النوع..

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد