مهمة المحامي هي بذل المستحيل وجمع جميع الخيوط و التي تصب في مصلحة موكله المتهم لتبرئته من التهم الموجهة إليه، وهنا تظهر حنكة بعض المحاميين في استعمال الأدلة لصالح المتهم حتى لو كانت تبدو غير ذلك. ولم يمر في التاريخ بأكمله محامٍ مثل المحامي “كليمنت ليرد فالانديجهام” الذي أثبت حنكته القانونية بقوة في قاعة المحكمة لكن لمرة واحدة فقط!
كليمنت ليرد فالانديجهام، محامٍ محنَّك وشخصية سياسية ذاع صيتها بعد أن خدم في مجلس النواب الأمريكي بين عامي 1858م و 1863م. وعمل في النهاية كمحامي دفاع حتى عام 1871م، وذلك عندما تولى الدفاع عن المتهم “توماس مكجيهان” الذي وُجِّهت إليه تهمة إطلاق النار على “توم مايرز” وقتله خلال شجار في نُزل لامب الذهبي في أوهايو.
أما المنطق الذي اتبعه فالانديجهام في دفاعه عن ماكجيهان، هو أن مايرز أصاب نفسه عن طريق الخطأ وهو يحاول سحب مسدسه في وضعية الركوع على الأرض وقتل نفسه. ولكي يتمكن فالانديجهام من إقناع هيئة المحلفين، قرر تمثيل المشهد الأخير في حياته أمام القاضي والمحلفين.
لكن، ولسوء حظ فالانديجهام، فقد كان المسدس الذي استعمله في تمثيل المشهد محشوًا بالرصاص دون أن يعلم، وبمجرد سحبه انطلقت رصاصة عن طريق الخطأ وأصابته في مقتل! هذا المشهد المأساوي وموت فالانديجهام، أقنع هيئة المحلفين بنظرية المحامي لأن مشهد التمثيل كان مطابقًا للواقعة حتى مشهد موت المحامي كان مماثل لموت مايرز ما دفع القاضي لتبرئة موكله