سنتكلم اليوم عن حساسية الربيع ولكن بدايةً ، ما هي الحساسية :
الحساسية هي ردة فعل الجسم عند التعرض لمادة خارجية / دخيلة (تدخل من خلال التنفس، اللمس، أو عبر الجهاز الهضمي).
عند التعرض لمثل هذه المواد المسببة للحساسية، تقوم بعض خلايا جهاز المناعة بإفراز مواد معينة، كالهستامين (Histamine) مثلا.
ومن الممكن أن تسبب هذه المواد أعراضا مثل الاحمرار، الحكة، أو احتقان الأنف.
اذاً ماهي حساسية الربيع ؟؟
أو الحساسية الموسميّة (بالإنجليزية: Seasonal allergies ). وتحدث بسبب زيادة نشاط الجهاز المناعي عند تعرُّضِه لأنواع معيّنة من المواد العالقة في الجو، والتي تكون بطبيعتها غير ضارّة.
يتعرّف عليها هذا الجهاز على أنّها مصدر تهديد وخطورة، فيحفز الجسم على إفراز مادّة الهستامين وغيرها من المواد الكيميائية، المسؤولة عن ظهور أعراض الحساسية على المُصاب، لذلك تظهر في فصل الربيع موسم انتشار حبوب اللّقاح وأبواغ العفن مع النسائم الدافئة.
إقرأ أيضا في موقع لحن الحياة
زبدة الشيا..مالا تعرفونه عن المادة اللؤلؤية
الأمراض التي يعالجها ماء الأوزون
العوامل التي تحفز حساسية الربيع:
هنالك الكثير من المسببات للحساسية، ومنها: الغبار، أنواع معينة من الطعام، بعض أنواع الحشرات، مواد كيميائية، وغيرها.
ويمكن جمع بعض العوامل التي قد تتسبّب في الإصابة بحساسية الربيع، على النحو الآتي:
- حبوب لقاح الأشجار:
يحمل الهواء خلال فصل الربيع حبوب اللّقاح الخفيفة والجافة التي تنتجها الأشجار، وتُعدّ هذه المادّة من أهم محفّزات الإصابة بحساسية الربيع، وبالاعتماد على أبحاث الأكاديمية الأمريكية ، هناك أنواع معيّنة من الأشجار المنتشرة حول العالم، تُعدّ من المحفزات الشائعة للإصابة بحساسية الربيع، مثل؛ أشجار البلوط، والعفص المطوي، والقيقب، والتامُول، والجوز، والـحَـوْر.
- أبواغ العفن:
مثل؛ العفن الفطري، والخميرة، حيث تطلق هذه الأنواع بذور تسمى أبواغ، تنتقل مع الرياح وتنتشر خلال فصل الربيع، لتتسبّب في تحفيز أسوأ أعراض للحساسيّة، ومن الأمثلة على أنواع العفن التي توجد خارج المنازل؛ النوباء، والطوقيات البوغية، أمّا أنواع العفن التي توجد داخل المنزل؛ الرشاشية، والبنيسيليوم.
كيف أعرف أنني مصاب بحساسية الربيع :
أهم الأعراض التي تميز الإصابة بالحساسية هي: حكة الجلد، حكة العينين و حكة البلعوم، بالإضافة للعطس، وإفرازات الأنف. من الممكن أن تتحول هذه الأعراض في بعض الحالات الصعبة إلى حالات مستعصية مثل ضيق التنفس أو انسداد مجرى التنفس.
كذلك، أصبح من المعروف، اليوم، أن الحساسية ترتبط بمرض الربو. وعلى الرغم من أن الحساسية ليست ظاهرة خطيرة، إلا أنها قد تمس بجودة حياة من يعاني منها.
ومن خلال فحوص معينة، يستطيع الشخص أن يعرف المواد المسببة للحساسية. حيث تختلف من شخص لآخر . ويتم ذلك من خلال حقنه بالمواد المسببة للحساسية، وبعد بضعة أيام يتم إعلامه بالنتيجة (حسب ردة فعل الجسم). يتم تحويل الشخص لإجراء هذه الفحوص من خلال توجيه الطبيب فقط.
حمى الكلأ أو حمى القش:
ربما تكونوا قد سمعتم عن أشخاص يعانون من الحساسية خلال الفترات الانتقالية بين الفصول المختلفة. يسمى هذا النوع من الحساسية بـ “حمى القش” (وكذلك حمى الكلأ – Hay fever)، حيث تعتبر تغييرات حالة الطقس، الغبار، وبالأساس مواد (غبار) تلقيح النباتات، من أهم مسببات هذا النوع من الحساسية.
ومن الممكن أن يصيب هذا النوع من الحساسية أي شخص، وفي جميع الأجيال. إلا أنه غالبا ما يظهر للمرة الأولى بين جيل 15 و 25 عاما، ويسبب كثرة العطس في غالب الحالات، بالإضافة إلى حكة الأنف، حكة العين وذرف الدموع، بل إنه من الممكن أن يسبب حالات ربو يمكنها أن تستمر لعدة أسابيع.
كيف أحمي نفسي من حساسية الربيع؟
هناك بعض الطرق البسيطة التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بحساسية الربيع، ومن هذه الطرق نذكر ما يأتي:
- تنظيف المنزل بعمق، والحرص على تكنيسه باستمرار، حيث يُساعد ذلك على التخلّص من عوامل الحساسية المختلفة، كالعفن المتجمّع في الحمامات، والطوابق السفلية في المنزل، بسبب رطوبة الهواء الشديدة خلال فصل الربيع.
- أهميّة الحرص على إزالة بيوت العنكبوت التي يتم تكوينها في فصل الشتاء.
- الحرص على |تنقية الهواء في المنزل باستخدام مرشّحات الهواء.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ استخدام مرشّحات الهواء الأيونيّة قد لا يكون فعّالاً في تنقية الهواء بالشكل المطلوب، وذلك لأنّ كمية الهواء التي تدخل إلى الجهاز لتنقيتها من المواد العالقة غير كافية لكي تساعد مرضى الحساسية، كما أنّ الأوزون الذي تطلقه هذه الأنواع من الأجهزة يعرّض صحّة الجسم للخطر.
ومن الجدير بالذكر أنّ أفضل الطرق المستخدمة في تنقية الهواء المحيط، تتم عن طريق استخدام مرشحات الهواء الجسيمية عالية الكفاءة (بالإنجليزية: High efficiency particulate air) واختصاراً HEPA، ويمكن بذلك تنقية الهواء في غرف المنزل بكفاءة.
ولكن يجدر بالشخص الحرص على تغيير مرشحات الهواء المستخدمة في هذه الأجهزة كل ثلاثة شهور. الحرص على بقاء نوافذ المنزل والسيارة مغلقة خلال فصل الربيع.
فالهواء المحمّل بحبوب اللّقاح يدخل إلى المنزل عند فتح النوافذ، فيستقر على الأثاث والسجاد، ويستمر في تحفيز حدوث الحساسيّة عند الشخص، وهنا يمكن استخدام مكيّفات الهواء التي تحتوي على مرشّحات جديدة لتنقية الهواء.
- تجنّب وجود الشخص خارج المنزل في أيام هبوب الرياح خلال فترة فصل الربيع، وخاصّةً في الفترة ما بين منتصف الصباح ومنتصف المساء، حيث تكون نسبة حبوب اللّقاح مرتفعة في الهواء، وفي الحالات الضرورية ، يمكن استخدام الوشاح أو قناع الحساسية لتغطية الفم.
- الحرص على الاستحمام، وتنظيف الشعر، وتغيير الملابس، فور الدخول إلى المنزل.
- تجنّب وجود الشخص في الخارج في حال استعمال الأسمدة والمبيدات الحشرية للأشجار، وفي المناطق المجاورة للمنزل.
- توخّي الحيطة والحذر عند التعامل مع مواد التنظيف المنزليّة، والحرص على أن يكون المكان الذي يتم استخدامها فيه جيد التهوية.
علاج حساسية الربيع:
-
العلاج الدوائي:
في الحقيقة هناك عدد من الأدوية التي يمكن استخدامعا دون الحاجة إلى وصفة طبية، تستخدم للتخفيف من أعراض الحساسية، ومن هذه الأدوية نذكر ما يأتي:
- مضادّات الهستامين: (بالإنجليزية: Antihistamine)، تقلل هذه الأدوية من كمية الهستامين في الجسم، مما يخفف من العطاس والحكة.
- مضادّات الاحتقان: (بالإنجليزية: Decongestants)، تخفف هذه الأدوية من الاحتقان والانتفاخ، إذ إنّها تتسبب في انكماش الأوعية الدموية في الممرات، وتجدر الإشارة إلى أنّه تتوفر بعض التركيبات الدوائية التي تتضمن كل من مضادات الاحتقان ومضادات الهستامين، لتعطي تأثيرهما معاً.
- بخاخات مضادّات الاحتقان الأنفيّة: (بالإنجليزية: Nasal spray decongestants)، تخفف هذه البخاخات من الاحتقان، كما أنّها تساعد على فتح الممرات الأنفية، بشكلٍ أسرع مقارنةً بمضادات الاحتقان الفموية. بخاخات الأنف الستيرويديّة: مثل؛ بيوديسونيد (بالإنجليزية: Budesonide)، وفلوتيكازون (بالإنجليزية: Fluticasone)، وتريامسينولون (بالإنجليزية: Triamcinolone)، حيث تخفف هذه البخاخات من الالتهاب.
- قطرات العين: تستخدم هذه القطرات في تخفيف الحكّة والتدميع الذي يصيب العين في فترة الحساسية، ومثال ذلك؛ قطرات كيتوتيفين (بالإنجليزية: Ketotifen).
-
العلاج المناعي:
يمكن استخدام العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) في علاج حساسية الربيع، وتتمثّل هذه الطريقة بإعطاء المريض جرعة من عوامل التحسس، ليتم بعد ذلك زيادة الجرعات بشكلٍ تدريجي، حتى يتمكّن الجسم من التعامل معها، وفي الحقيقة يُعدّ العلاج المناعي من الطرق الفعّالة على المدى الطويل للتخلّص من حساسية الربيع، ولكن لا يمكن اعتمادها في علاج جميع الأشخاص.
- العلاج الطبيعي:
– تناول العسل يقلل من أثار تحسس الربيع.
– شرب ملعقة من خل التفاح وملعقة من العسل على كوب من المياة الدافئة مرتين في اليوم.
– شرب الكثير من الماء يقلل من أثار التحسس.
– شرب شاي الأعشاب، وخصوصا شاي البابونج الذي يخفف أعراض إلتهاب المجاري التنفسية.
– وضع بعض الفازلين حول فتحات الأنف من الداخل، هذا يقلل جفاف الجلد والحكة في منطقة الانف، كما يعمل كمصيدة لتصدي دخول جزء من المواد المسببة للتحسس التي تلتصق به خلال التنفس.
– وضع الكمامات أثناء التنقل خارج المنـزل.
– تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C والأوميجا 3، ومضادات الأكسدة.
– استنشاق بخار المياه الساخنة، ووضع بعض قطرات زيت الكافور عليه يقلل من الاحتقان، ويساعد على تسهيل عملية التنفس.
– حمام المياه الساخنة، من أجل التخلص مما علق بشعرك وجسمك من حبوب اللقاح، وكذلك فإن بخار المياه الساخنة سيحلل المخاط في المجاري التنفسية، مما يسهل عملية التنفس.