أنا قبل كلّ شيء، رواية عربية لصاحبتها باسم مستعار الجوهرة الرمال، ينصح بها القُرّاء من يعاني من الاكتئاب، تُركّز بشخوصها على فتاة تنتمي لعائلة بسيطة تقطن في حيٍّ شعبيّ، هجر والدها أمها ليتزوّج بأخرى، وله من البناتِ عدّة كلٌّ منهنّ مخصوصةٌ بظروفٍ استثنائيّة.
وأبرزُ ما تشترِكُ بهِ البنات، المعاناة من حقدٍ عميق يختلجُ في صدرِ العمّة ، ويخرجُ عند كلّ فرصة لتلاقي ويلاته الفتيات، إحدى الفتيات مصابةٌ بالتّوحّد زُفّت إلى زوجٍ بعمر والدها، والثّانية ورد كما أسمتها أمها الاسم الذي لم يرق لوالدها فأصرّ على مناداتها عفيفة، تُصابُ بعمىً إثر حمى تُصيبها دون أن يلتفِتَ أحدهم لمداواتها، أضحتْ بنت ثماني عشرة سنة، عاشت منهنّ ثمانية في الظّلام.
وقد أسرّت شغفاً لِ فهد أحد أبناءِ تلكَ البيئة، تغذّي شغفها بأملٍ من طرفٍ واحد. وكانَ أن سمعت يوماً خبر زفاف فهد الّذي كانَ جزءاً من مأساتها وأملها في أن تبصِر من جديد، فشعرت أنّه اليوم الأوّل الذي عاشت فيه بالظلام، تعثّرت بعد سماعها الخبر وسقطت عن الدّرج فأصابها الإغماء، وماهي إلا مدّة حتّى استفاقت، لكنّ استفاقتها تلك ردّت إليها بصرها، فوَارَت الأمر عن الجميع محاولة اكتشافِ التّفاصيل تحت ضوءٍ من بصيرة.
ورد تبصر من جديد
وكانَ أن عرفت تفاصيل عدّة فرأت نفسها في المرآة بعد سنين، فعلِمتْ بزيفِ المجاملات التي اكتظّت بها حياتها المظلمة، فقد رأت تلك الحفر التي ارتسمت على وجهها كندبات بعد ماتعوّدت فقء الحبوب في لحظات الملل والغيظ، فللأسف ملامحها لم تعُدْ بذاكَ الجمال الذي تخيّلته بل بدا وكأنّ أسباباً عدّة تحرمها من أن تكونَ عروساً لفهد، حتّى ملابس الأعياد الرّديئة الّتي حاكتها مجاملات من حولها لم تكن بذاك الألق.
اقرأ أيضاً في لحن الحياة
كيفية تحسين أداء و سرعة الألعاب على جوال أندرويد
الجرائم الإلكترونية وكل ما تحتاج معرفته عنها
مؤخّراً عادت أختها الّتي زفّت لرجلٍ عجوز مع ميراثٍ ضخم، فأخذت على عاتقها مساعدتها لتبدأ من جديد فيما تمتلكه من مهارات، وسرعان ما اكتشفت العمّة ما تخفيه ورد، وحصلَ ما حصلْ، وعُرِفت أسباب الاضطهاد الذي تمارسه العمة على بنات أخوها.
والأهم أنّ طريقاً آخر سلكته ورد وهي محمّلة بشغفٍ لتعيشَ ما سرقته منها السنوات المظلمة، وكانت روايتها هذه نتاجُ هذا الشّغف، وكان لا بُدّ أن تقرأها كلّما تعثّرت خُطاكَ في الحياة، لأن النّجاة مسؤوليتك تجاه نفسك.