مﻦ ﻋﺠﻴﺐ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺑﻲ ﺃﺑﻘﺎﺭﺍ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﻳﺤﻠﺒﻬﺎ، تماما ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺑﺄﺑﻘﺎﺭﻩ!
قال تعالى في محكم تنزيله :
{ﻭَﻣَﺎ ﻣِﻦ ﺩَﺁﺑَّﺔٍ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻭَﻻَ ﻃَﺎﺋِﺮٍ ﻳَﻄِﻴﺮُ ﺑِﺠَﻨَﺎﺣَﻴْﻪِ ﺇِﻻَّ ﺃُﻣَﻢٌ ﺃَﻣْﺜَﺎﻟُﻜُﻢ ﻣَّﺎ ﻓَﺮَّﻃْﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﻜِﺘَﺎﺏِ ﻣِﻦ ﺷَﻲْﺀٍ ﺛُﻢَّ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻳُﺤْﺸَﺮُﻭﻥَ } -ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ38-
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺾ ﺣﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﻦ ﻭﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻘﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﺽ، ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﻓﺘﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ، ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺑﺼﺮﻫﺎ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ، ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﻭﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻭﺃﺭﺍﺩ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺭﻋﺎﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻓﻴﺴﻴﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻦ ﻟﺘﺘﻐﺬﻯ، ﺛﻢ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﻜﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻠﺒﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻘﺮﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﻟﻴﺤﻔﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﺭ ﻭ ﺗﻔﺮﺯ ﺳﺎﺋﻼ ﺳﻜﺮﻳﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻤﻞ، ﻭﺗﻘﺪﺭ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﺯﻩ ﺍﻟﺤﺸﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑـ(48) ﻗﻄﺮﺓ ﻳﻮﻣﻴﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﺿﻌﻒ ﻋﻤﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧﺎ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺤﺸﺮﺓ ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ!
ﻭ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻲ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻗﺮﻭﻥ ﺍلإﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺷﻌﻴﺮﺗﻴﻦ، ﻭﺿﺮﺏ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺣﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﻦ ﻟﻴﺴﺘﺪﺭﻫﺎ ﻭ لم يستطع