قصة فلم الآخرون the others

قد يبدو الفيلم عاديا جدا في الوهلة الاولى كجميع افلام الرعب الكلاسيكية ، لكننا سرعان ما نكتشف انه يخفي في طياته الكثير من الغموض و الافكار الفلسفية العميقة ثم ياخذنا بالاخير الى احداث مفاجئة صادمة لم نكن نتوقعها مطلقا ..

الفيلم من انتاج عام 2001 للمخرج الاسباني (تشيلي اليخاندو آمينابار) و بطولة النجمة الكبيرة (نيكول كيدمان) و هو مستوحى جزئيا من الرواية then turn of the screw ، و قد احدث ضجة كبيرة عند عرضه في الصالات العالمية محدثا نجاحا كبيرا و نقدا واسعا في نفس الوقت ، و نال العديد من الجوائز المهمة (ثمان جوائز غويا ، جائزة زحل لافضل فيلم ، و فازت كيدمان بالغولدن غلوب ) .

يحكي هذا الفيلم عن عائلة صغيرة مكونة من الاب و الام و طفلان يعانيان من مرض ضد الشمس فاذا تعرضا لضوئها يبدان بالاختناق مما يعرض حياتهما للخطر ..

الاب ذهب للمشاركة بمعركة في فرنسا تاركا خلفه زوجته و ابنيه .. انتقلت الام الى بيت كبير و نشرت في الجريدة (مطلوب عمال للخدمة في المنزل) وذكرت العنوان .. و في اليوم التالي حضرت للخدمة امراة كبيرة في السن و شابة في اوائل العشرينيات بكماء لا تستطيع الكلام و رجل مسن .. عرفتهم سيدة البيت على المنزل واعطت المفاتيح الى المراة المسنة ..

في اليوم التالي تفاجأت الام عندما وجدت رسالتها مازالت موجودة و لم ترسل ابدا لعدم حضور ساعي البريد فشعرت بالحيرة و الغرابة من قدوم الخدم بدون دعوة .. و نادت على السيدة المسنة سائلة اياها : من انتم ؟! .. قالت المراة : كنا نعمل في هذا المنزل بالسابق ولكن انتشر مرض اجبرنا على الرحيل ، وقالت ايضا ان هذا البيت له مكانة كبيرة في قلبها و ترجتها ان تسمح لهم بالبقاء .. هنا تعاطفت الام معها و قبلت ان يبقوا بالبيت ..

في احدى المرات سمعت الام بكاء طفل فظنت انه احد طفليها فهرعت الى حجرتهما سائلة عن مصدر الصوت فقالت الابنة انه طفل يدعى (فيكتور) ، سالتها الام متعجبة من هو ولماذا يبكي ؟! .. قالت الابنة : انه لا يريد البقاء في هذا المنزل .. و بعد مرور ايام سمعت الام ابنتها تقول لاخوها ان هنالك طفل دائم البكاء في حجرتهما فبدات الام بتوبيخها طالبة منها عدم تكرار الموضوع لانها بذلك تخيف اخاها الذي يصغرها بسنة و قامت بمعاقبتها ظنا منها انها كاذبة .

وبعد فترة قصيرة جدا من هذه الحادثة كانت الام في احدى الغرف فبدا الطابق العلوي بالاهتزاز ، ذهبت لكي تتفقد الامر سائلة ابنتها عن المصدر ، فرفضت الابنة الاجابة لانها اذا اجابت ستعاقبها مرة اخرى .. اصرت الام عليها فقالت انم موجودين في غرفة الخردة ..

ذهبت الام الى الغرفة مسرعة وبدات بازالة الاغطية البيضاء عن الاثاث فسمعت اصواتا غريبة .. اخبرتها ابنتها انهم يقولون ان البيت لهم ثم قامت برسمهم جميعا في ورقة بيضاء و كانت المراة العجوز هي اكثر من استطاعت الطفلة رؤيتها ..

بدات الام تبحث مع الخدم في كل زوايا البيت عن هؤلاء الدخلاء فوجدت ظرفا كبيرا به صور قديمة لاناس كلهم نيام .. سالت الام المراة المسنة لماذا يلتقطون الصور وهم نائمين ؟ و تفاجات برد العجوز قائلة انهم ليسوا نائمين بل اموات ..

استمرت الأحداث الغريبة بالوقوع في البيت .. و تفاجأت الاسرة برجوع الاب في يوم مليء بالضباب .. لكنه كان غريبا جدا و مختلفا .. بقي لفترة قصيرة ثم رحل من جديد مدعيا رجوعه للحرب بعد ان حكت له طفلته شيئا بالسر بعيدا عن والدتها ..

في صباح اليوم التالي خرجت الام الى حديقة المنزل الكبيرة ثم سمعت صراخ اطفالها طالبين المساعدة ، فهرعت الى المنزل و وجدت الستائر جميعها مزالة و بدا طفليها بالاختناق ، غطتهما بقطعة من القماش و بدات بتوبيخ الخدم الغامضين وطلبت منهم الرحيل فذهبوا ..

وفي مساء نفس اليوم بدات الام بالبحث عن الستائر في المنزل الكبير و استغل الطفلان انشغالها فتسللا خارجا ليبحثا عن والدهما ، و في الطريق فوجئا بوجود ثلاثة قبور تحمل نفس اسماء الخدم الذين يعملون في منزلهم ، اما امهما وجدت بنفس الوقت ظرفا اخر به صور للعمال الثلاثة و هم اموات .. فهرعت لابنيها و لم تجدهما في حجرتهما فذهبت مسرعة و اخذت البندقية و خرجت تهدد الموتى الثلاثة ..

اخبروها انهم اموات منذ اكثر من نصف قرن بسبب مرض السل و ان هناك دخلاء اخرون في البيت سيعثرون عليهم قريبا .. و بالفعل سمعت صراخ اطفالها في احدى الغرف فوجدت عائلة ملتفة حول طاولة و هناك سيدة عجوز تبدو مثل وسيطة روحية تحاول التواصل معهم .. سالت الابنة ما الذي حصل لكم ، فاخبرتها بان امها خنقتهم بالوسادة .. فبدات الذكريات ترجع الى الام و تذكرت يوم قتلها لاطفالها ثم انتحارها بالبندقية .. طلبت منهم الوسيطة الرحيل من البيت لكن الاطفال بدؤوا بالصراخ و الام اخذت تحرك الطاولة بقوة قائلين (لن نرحل) ..

بدات السيدة ام (فيكتور) بالتذمر مما يحصل و طالبت زوجها بالرحيل و ترك البيت للاشباح فغادرت العائلة بالفعل و تم وضع البيت للبيع ..

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *