هو اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءًا من الوعي والشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر، أو أن تسيطر فكرة ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها. يلاحظ تكرار هذه الأفكار أو الممارسات بشكل دوري وعلى فترات طويلة نسبياً، ومن أمثلتها غسل اليدين أو عدّ الأشياء أو تفحّص قفل الباب والشبابيك، كما يندرج تحت الأمثلة أيضاً الصعوبة التي قد يواجهها البعض عند التخلّص من الأشياء ورميها خارجاً.

وكغيره من الأمراض قد يصيب الوسواس القهري الأطفال فعندما ترى عزيزي القارئ طفلك يمشي في خط مستقيم ويختار نوعية من البلاط ليمشي عليها فعليك ان تنهره فورا وتخرجه من هذه الدوامة قبل ان يتطور سلوكه الوسواسي ليصبح (قسريا)! او عندما تراه يركل كرة او حجرا او (بقايا) مشروبات من البيت للمدرسة او من المدرسة للبيت، يتبعه اينما اتجه حتى لو خرج به الى الخط العام فعليك ان توقفه في التمادي في هذا السلوك حتى لايصبح (قسريا).

يبدأ اضطراب الوسواس القهري في المتوسِّط في عمر يتراوح بين 19 إلى 20 عامًا تقريبًا، ولكن تبدأ نسبة 25% من الحالات تقريبًا قبل عُمر 14 عامًا. يخفّ هذا الاضطراب غالبًا من بعد أن يصل الأطفال إلى مرحلة البلوغ. حيث  أن الدراسات والأبحاث اثبتت أن حوالي ثلث إلى نصف حالات الوسواس القهري عند البالغين قد بدأت لديهم في سن الطفولة. وتبلغ نسبة الأطفال المصابين بالوسواس القهري 1% من المجموع العام

عادةً ما تؤثّر هذه الأفكار والعادات والممارسات سلباً على الحياة اليومية للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب؛ حيث تستلزم منهم ما يفوق الساعة في اليوم الواحد للقيام بها بشكل دوري.

أسباب الوسواس القهري:

لا تزال أسباب الاضطراب الوسواس القهري غير معروفة بالشكل الكامل من الناحية البيولوجية؛  على الرغم من وجود عوامل وراثية مؤثّرة. أمّا العوامل النفسيّة فتتضمّن سجلّاً من التعرّض إلى إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو أي حوادث أخرى مسبّبة للتوتّر النفسي المرضي. يتمّ التشخيص بناءً على الأعراض ويتطلّب إقصاء أيّة مسبّبات طبّيّة أو دوائيّة أخرى. أما النظريات المركزية بشأن العوامل المسببة المحتملة لاضطراب الوسواس القهري فتشمل:

  • عوامل بيولوجية: تتوفر بعض الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه.

كما أنّ هنالك أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطا، أيضًا، بعوامل جينية وراثيّة معيّنة، لكن لم يتم تحديد وتشخيص الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري، بعد.

  • عوامل بيئيّة: يعتقد بعض الباحثين بأن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرّفات مكتسبة مع الوقت.

  • درجة غير كافية من السيروتونين: السيروتونين هو إحدى المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ. إذا كان مستوى السيروتونين غير كاف وأقل من اللازم، فمن المحتمل أن يسهم ذلك في نشوء اضطراب الوسواس القهري.

  • الجراثيم العقديّة (Streptococcus) في الحنجرة:  هنالك أبحاث تدعي بأن اضطراب الوسواس القهري قد تطوّر لدى أطفال معيّنين عقب الإصابة بالتهاب الحنجرة (الحلق)، الناجم عن الجراثيم العقديّة في الحنجرة.

لكن الآراء انقسمت حول مصداقية هذه الأبحاث ومن الواجب تدعيمها بالمزيد من الدلائل حتى يتم الإقرار بأن الجرثومة العقدية في الحنجرة يمكن أن تسبّب، فعلا، اضطراب الوسواس القهري.

أعراض الوسواس القهري:

يتميز اضطراب الوسواس القهري بأعراض وسواسيّة وقهريّة، على حد سواء.

أعراض الوسواس القهري الوسواسية:

الأعراض الوسواسية هي أفكار وتخيّلات متكررّة مرارًا، عنيدة ولا اراديّة، أو دوافع لا إراديّة تتسم بأنها تفتقر إلى أي منطق.

هذه الوساوس تثير الإزعاج والضيق، عادة، عند محاولة توجيه التفكير إلى أمورٍ أخرى، أو عند القيام بأعمال أخرى.

وتتمحور هذه الوساوس، بشكل عام، حول موضوع معيّن، مثل:

  • الخوف من الاتساخ أو التلوّث
  • الحاجة إلى الترتيب والتناظر
  • رغبات عدوانية جامحة
  • أفكار أو تخيّلات تتعلق بالجنس.

  وتشمل الأعراض المرتبطة بالوسواس:

  • خوف من العدوى نتيجة لمصافحة الآخرين، آو لملامسة أغراض تم لمسها من قِبَل الآخرين
  • شكوك حول قفل الباب، أو إطفاء الفرن
  • أفكار حول التسبب بأذى لآخرين في حادثة طرق.وغيرها

أعراض قهرية لاضطراب الوسواس القهري:

الأعراض القهرية هي تصرفات متكررة، مرارًا، نتيجة لرغبات ودوافع جامحة لا يمكن السيطرة عليها.

هذه التصرّفات المتكرّرة يفترض بها أن تخفف من حدة القلق أو الضائقة المرتبطة بالوسواس.

فمثلًا، الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم دهسوا شخصًا آخر، يعودون مرارًا إلى مسرح الأحداث، إذ أنهم لا يستطيعون التخلّص من الشكوك. وأحيانًا قد يخترعون قوانين وطقوسا تساعد على التحكّم بالقلق المستثار نتيجة للأفكار الوسواسية.

تتمحور التصرفات القهرية حول:

  • الاستحمام والنظافة
  • العدّ
  • الفحص
  • الحاجة إلى تعزيزات
  • العودة على عمل معيّن عدة مرات
  • النظام.

وتشمل الأعراض المرتبطة بالتصرف القهري:

  • غسل اليدين حتّى يتقشّر الجلد
  • فحص متكرّر للأبواب للتأكد من أنها مقفلة
  • فحص متكرّر للفرن للتأكد من أنّه مطفأ
  • العدّ والإحصاء بأنماط معيّنة.

مضاعفات الوسواس القهري

المضاعفات التي قد تنتج عن اضطراب الوسواس القهري، أو التي قد تكون مرتبطة باضطراب الوسواس القهري، تشمل:

  • أفكار انتحارية والتصرّف وفقا لها
  • إدمان على الكحول، أو مواد أخرى
  • اضطراب آخر ذو علاقة بالقلق
  • اكتئاب
  • اضطرابات في الأكل
  • التهاب جلد أُرَجي عقب الملامسة نتيجة لغسل اليدين بوتيرة عالية
  • انعدام القدرة على العمل أو التعلّم
  • علاقات اجتماعيّة إشكالية.

 

علاج الوسواس القهري

علاج الوسواس القهري هي عملية معقدة وغير مضمونة النجاعة والنجاح في جميع الحالات.

في بعض الأحيان، قد تكون هنالك حاجة إلى علاج متواصل يستمر مدى الحياة. ومع ذلك، يمكن أن يكون علاج الوسواس القهري مفيدا في مساعدة المريض على التعامل مع الأعراض، مواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته.

المهندسة آلاء الاجاتي
المهندسة آلاء الاجاتي
المقالات: 317

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد