لطالما سُلّطَ الضوء على الصّدمات النّفسيّة كمؤثر سلبي قوي، يوهن العزم، ويضعف الشخصية، ويصيبُها بالانتكاس، هذا لا يتنافى مع تحفيز الصدمات للإنسان تحفيزاً إيجابيّاً يُسمى ” النمو بعد الصدمة” حيث تكون الصدمة عند البعض مولّد نفسي إيجابي، يزيدُه صلابةً، ونضوحاً، فيحدث تحويلاً إيجابيّاً عميقاً في منحى حياته.
المجالات التي يظهر بها نمو ما بعد الصّدمة
- قوة الجانب الروحي والديني فيشعر الانسان بالتسليم والرّضا والقبول للأحداث التي مرّت بحياته، وتجعله يلجأ للجانب الرّوحي والدّيني، فيزيد عنده التوكل والصبر والقوة والاتزان النفسي.
- نظرة إيجابيّة للحياة والرّغبة في صرف الأيّام المقبلة في الحياة على وجه ممتع يسوده التقدير لكل يوم جديد ولِما حيز للإنسان من نعم كصحة وعائلة، كالمريض الذي صدم مثلاً بمرض يودي بحياته بعد فترة يلجأ للتلذذ بالحياة وتقديرها أكثر من ذي قبل.
- إعادة بناء الشخصيّة وترميمها لتكون قويّة ثابتة بما يكفي لمواجهة الصعاب والصدمات بصلابة، كأن الصدمة بهذه الحالة أعطت الإنسان مناعة وزادت من جهوزيته لمواجهة المزيد بصورة أكثر ثباتاً.
- خلق وتقبّل خيارات وإمكانيّات جديدة واستثمارها على وجهٍ فعّال، واكتشاف مواهب و توجيه شغف الإنسان في مسارات خلاقة فاعلة.
- توطيد العلاقات مع الآخرين، والاستمتاع بالصّداقة، والصحبة، وزيادة التآلف مع العائلة، خاصة إن لمس الإنسان الأثر الإيجابي لهذه العلاقات في تخفيف حدّة الصدمة عليه.
انعكاسات نمو ما بعد الصدمة في حياة الإنسان
- زيادة الثقة بالنفس واكتشاف القدرة على الصبر والتحمل والمجابهة.
- جودة التصنيف في هرم الأولويات، و تقديم الأكثر أهميّة وخلق أولويات جديدة كانت مهملة في حياة الإنسان.
اقرأ أيضاً في لحن الحياة
ثلاثة أنماط للتعامل مع المتنمر
فروقات بين المرونة النفسية ونمو ما بعد الصدمة
المرونة النفسية مهارة من مهارات الشخصية تقود للقدرة على التكيف مع مختلف المواقف في الحياة. في حين أن نمو ما بعد الصدمة تطور إيجابي في النّفس، يُلمَس بعد خوض تجربة الصدمة.
من المهم هنا الإشارة إلى أن المرونة نفسها تعد كعامل مؤثر في النمو الإيجابي، والأصل أن النّموّ هو الأكثر شيوعاً، في حين أنّ الاستثناء هو الاضطراب النفسي السلبي، وطبعاً هذا لا يجعل المختصين يهملون الآثار السلبية للصدمة من قلق وتوتر.