العلكة أو اللبان (بالإنجليزية: Chewing-gum) تتكون بشكل أساسي من مادتي Chicle و Jelutong-Potianak ، استخدمت العلكة على مر العصور من قبل شعوب مناطق البحر الأبيض المتوسط لغايات مختلفة كان أهمها تنظيف الأسنان وإضفاء رائحة عطرة للنفَس وذلك بمضغ الراتينج الحلو لشجرة المستكة ، ولكن هل العلكة في أيامنا هذا تصنع بنفس الطريقة وهل لها مضار فعلاً؟؟..
مكونات العلكة :
تختلف مكونات العلكة بحسب العلامة التجارية المنتجة لها والتي يفضل منتجوها الاحتفاظ بسر تركيبتها رغم أن معظمهم يستخدم مكونات متشابهة بشكل نسبي، والنقاط الآتية تبين مكونات العلكة الأساسية:
- الصمغ: وهي مادة تعطي العلكة خاصيتها المطاطية علمًا بأنها غير قابلة للهضم إذا ماتم بلعها.
- الراتنج: مادة تعطيها القوة وتحافظ على التصاقها معًا.
- الحشو: مواد تعمل على إعطائها القوام المناسب ومن أمثلتها التلك أو كربونات الكالسيوم.
- المواد الحافظة: تساعد على تمديد فترة صلاحيتها ومن أمثلتها مركب الهيدروكسي تولوين.
- المليّنات: تقلل من فرصة تصلبها وبالتالي المحافظة على رطوبتها بإضافة بعض المواد مثل البارافين أو الزيوت النباتية.
- المحلّيات: ما يضاف لإضفاء الطعم الحلو مثل شراب الذرة وقصب السكر وسكر الشمندر والمحليات الصناعية مثل الأسبارتام.
- المنكهات: هي ما يعطيها الطعم المرغوب وعادةً ما تُضاف المنكهات الطبيعية أو المنكهات التركيبية مثل النعناع والقرفة وغيرها.
القيمة الغذائية للعلكة:
تختلف القيمة الغذائية للعلكة التي تحتوي على السكّر عن العلكة الخالية منه، كما هو موضح في الجدول الآتي:
إقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة :
فوائد اللبان العربي وطريقة أستخدامه
فوائد اللبان البدوي أو لبان الذكر
دليلكِ الشامل للتعامل مع البقع الصعبة الإزالة على الملابس
فوائد العلكة :
-
بعد إجراء العمليات الجراحية:
مثل؛ العمليات الجراحية الخاصة في الجهاز الهضمي كالأمعاء أو الولادة القيصرية، حيث إنّ هذه الجراحات ترتبط ببعض المضاعفات، مثل: توقّف حركة الأمعاء لعدّة أيام، ممّا يُسبّب ألماً وعدم ارتياحٍ للمريض، بالإضافة إلى الغثيان، والتقيؤ، ومن الممكن أن يساعد مضغ العلكة على تسريع هذه الحركة للأمعاء، وتقليل هذه المضاعفات، ويُعزى ذلك إلى توليد الشعور بتناول الطعام مما يزيد من حركة الأمعاء ونشاطها.
-
تحسين وظائف الجهاز الهضمي:
أن مضغ العلكة لا يساعد على عملية هضم الطعام بشكل مباشر، إلا أنه يعمل على تحسين وظيفة الجهاز الهضمي، ويكون ذلك عن طريق تحفيز إفراز وتدفق اللعاب في الفم.
هذا بدوره يقوم بتعزيز عملية بلع الطعام بسهولة وتنشيط العمليات الهضمية التي تشمل تدفق العصارة الصفراوية والأحماض والإنزيمات المفيدة الأخرى التي تساعد في الهضم، كما أن مضغ العلكة بعد وجبة الطعام، يساعد في إفراز هذه المواد الكيميائية في الجهاز الهضمي، مما يساعد على تجنب حدوث عسر الهضم.
-
تعزيز القدرة على التركيز والانتباه:
وضحت مراجعةٌ منهجيّةٌ نُشِرَت في مجلة Biomed Research International عام 2015 ضمّت 22 دراسة وأكّدت 64% من هذه الدراسات أنّ مضغ العلكة قد يعزّز القدرة على التركيز والانتباه؛ وبخاصة المستمر منه (بالإنجليزية: Sustained attention)، بالإضافة إلى تحسين المزاج والقدرة العقلية، إضافة إلى التقليل من التوتر والإجهاد.
-
تعزيز صحة الفم:
فقد ذكرت مراجعةٌ نُشِرَت في مجلة Journal of the Irish Dental Association عام 2012، وأشارت إلى أنّ مضغ العلكة الخالية من السكر يساهم في تقليل خطر تسوّس الأسنان وتكوّن اللويحة السنية (بالإنجليزية: Plaque) لدى الأطفال؛ حيث تحفّز عمليّةُ المضغ المستمرّة تدفقَ اللّعاب بشكلٍ أكبر؛ ممّا يقلل من السكر المُتراكم بين الأسنان، إضافةً إلى تحسين درجة الحموضة المعروفة بـ pH، والتخفيف من البقع على الأسنان، كما يُعزز من عملية إعادة التمعدن لها، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ استهلاك العلكة المُحلّاة بالسكر بشكلٍ كبير قد يكون ضاراً للأسنان.
-
تخفيف الشعور بالقلق:
تُعدُّ نتائج الدراسات متضاربة حول دور العلكة في تخفيف الشعور بالقلق والتوتر، إذ يشير بعضها إلى أنّ مضغ العلكة يخفف القلق، في حين إنّ البعض الآخر لم يجد هذا التأثير، ويُعتقد أنّ مضغ العلكة من تدفّق الدورة الدموية الدماغية، مما يؤثر في التذبذب العصبيّ، حيث إنّه قد يزيد من تدفّق الدم إلى الدماغ، ويُحسّن من حالة اليقظة، ويُقلّل من إفراز مادة الكورتيزول في اللعاب، ولكن لا يزال السبب في هذا التأثير غير معروف. وعلى صعيد آخر، وضحت دراسة نُشرت في مجلة Appetite سنة 2009، أنّ مضغ اللبان لا يؤثر في مستوى القلق والتوتر.
-
التخلص من التدخين :
وذلك عن طريق علكة النيكوتين إذ تعتبر إحدى الوسائل العلاجيّة للمساعدة على تقليل كميّة النيكوتين المُستهلكة يومياً من تدخين السجائر بشكل تدريجيّ، ويمكن استهلاك هذه العلكة بعد استشارة الطبيب، وهي تتوفر بجرعتين؛ تبلغ إحداها 2 مليغرام للأشخاص الذين يدخنون أقل من 25 سيجارة يومياً، و4 مليغرامات للأشخاص الذين يدخنون أكثر من 25 سيجارة يومياً، ويُنصَح بمضغ العلكة ببطء إلى حين الشعور بتنميلٍ بسيط، وبعد توقّف هذا الشعور يمكن بعدها معاودة مضغ العلكة لضمان خروج كمية النيكوتين كاملة منه والتي قد تحتاج فترة تصل مدة نصف ساعة تقريباً، كما يجدر التنويه إلى تجنّب مضغ كميّةٍ تزيد عن قطعةٍ واحدةٍ في الوقت ذاته، وعدم استهلاك كميّةٍ أكبر من العلكة المُوصى بها خلال اليوم.
-
تقليل الشهية وإنقاص الوزن:
من المحتمل أن يساهم مضغ العلكة الخالية من السكر في إنقاص الوزن؛ حيث إنها تقلّل الشهية وتُعدُّ بديلاً عن تناول أطعمة مرتفعة بالسعرات الحرارية وذلك في حال الالتزام بحمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية وممارسة النشاط البدني. وحسب دراسةٍ أٌجريَت في جامعة رود آيلاند سنة 2009، فإنّ مضغ اللبان الخالي من السكّر قبل تناول وجبة الطعام وبعدها يرتبط بزيادة مقدار حرق السعرات الحرارية بنسبة 5% مقارنة بعدم مضغها.
-
تخفيف الغثيان:
يساعد مضغ قطعة من العلكة وخاصة الأنواع العشبية التي تحتوي على الزنجبيل في تخفيف الغثيان ودوار الحركة من خلال المساعدة في إفراز اللعاب والهضم، وأظهرت دراسة حديثة أن مضغ العلكة يشابه فعالية الأدوية الموصوفة للغثيان.
-
تحريك عضلات الوجه والفك:
يمكن لمضغ العلكة أن يُحسن من القدرة على المضغ، وخاصّةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع طول الوجه أو الرأس مقارنة مع عرضه وهو ما يُدعى بـ Dolicho facial morphology.ولكن الإفراط في مضغ العلكة له تأثيرات سلبية مع التقدم في العمر نتحدث عنها لاحقاً.
-
تخفيف حموضة المرئ والمعدة :
يُساعد مضغ العلكة على تخفيف حمض المريء؛ حيث يزداد إفراز اللُّعاب وبلعه، ممّا يُعادل حموضة الفم بشكلٍ أسرع، كما أنّ احتواء العلكة على مادة البيكربونات (بالإنجليزية: Bicarbonate) قد يساعد على معادلة حموضة المريء بشكل أسرع، وتحفيز إنتاج اللعاب، ويجدر التنويه إلى أنّ تأثير العلكة في خفض مستوى الحموضة قد يختلف أيضاً بحسب نوع العلكة. إذ ان العلكة التي تكون بنكهة النعنع ، تحفّز ارتخاء صمام المعدة، وتزيد من فرصة تدفّق حمض المعدة باتجاه المريء؛ مما يرفع من ظهور أعراض الارتجاع المريئي.
أضرار العلكة :
1. تحتوي على نسبة عالية من السكر:
تحتوي معظم أنواع العلكة على سكر السكروز والذي يدخل في صناعتها، وهذا النوع من السكر يمكن استقلابه ليصبح قابلًا للتخمير بواسطة بكتيريا الفم. بدورها تعمل هذه البكتيريا على إنتاج مجمعات خصبة وأحماض، تعمل على إزالة المعادن من المينا وبالتالي رفع خطر الإصابة بتسوس الأسنان.
2. إرهاق عضلات الفك والرقبة:
يرهق مضغ العلكة باستمرار عضلات الفك والرقبة والرأس بسبب المضغ المستمر والتحريك المستمر لهذه العضلات وتسبب في تقلصات مؤلمة، الأمر الذي قد ينتج عنه تطور حالة تسمى الخلل الوظيفي الفكي الصدغي.
يحدث هذا الاضطراب عندما تنحرف المفاصل الصدغية الفكية الموجودة على جانبي الرأس بسبب الإجهاد البدني أو تدهور الغضروف في الفك.
3. صداع طويل الأمد:
من أضرار العلكة أيضًا الإصابة بصداع شبه مزمن، حيث من الممكن أن يؤدي مضغ العلكة إلى شد عضلات الوجه بالتالي حدوث صداع طويل الأمد.
خلصت دراسة حديثة إلى أن مضغ العلكة مرتبط بالصداع النصفي المزمن عند الأطفال الصغار والمراهقين، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث حول الموضوع.
4. الإسهال واضطراب الجهاز الهضمي:
إن الإكثار من مضغ يمكن أن يسبب الام في الجهاز الهضمي والإسهال، وذلك لأن الكحوليات السكرية المستخدمة في تحليتها لها تأثير ملين عند تناولها بكميات كبيرة، كما أن جميع الكحوليات السكرية هي فودماب.
5. الانتفاخ والغازات:
يمكن أن يتسبب مضغ العلكة في زيادة الغازات، ويعود سبب ذلك إلى ابتلاع الكثير من الهواء أثناء مضغ العلكة دون الشعور بذلك، وهذا قد يؤدي إلى الانتفاخ الذي يساهم في مشاكل الجهاز الهضمي، مثل: القولون العصبي.
6. زيادة تدفق اللعاب:
يعد متوسط تدفق اللعاب غير المحفز للأشخاص هو 0.3 – 0.4 مل / دقيقة، الفعل البدني للمضغ يحفز تدفق اللعاب بنسبة 10-12 مرة أكثر من المعدل غير المحفز.
7. ظهور التجاعيد وإضراب عضلات الحنك :
ذكرنا سابقاً أن مضغ العلكة تحرك عضلات الفك والوجه ولكن هذا لا ينطبق على المضغ المفرط الدائم إذ أن له آثار جانبية لاتظهر بين ليلة وضحاها إنما بعد التقدم في العمر إذ يسرع ظهور التجاعيد في الوجه وخصوصاً حول الشفاه.
بالإضافة إلى ذلك، تناول العلكة مع الوقت، يؤدي إلى تعريض منقطة الحنك من خلال توسّع العضلات. الكثير من السيدات يلجأن إلى هذه الحيلة لنحت شكل الوجه، لكن تكرارها بشكل كبير سيؤدي إلى إضطراب المفصل الفكي الصدغي. هذا الأخير، ليس مرض مزمن، لكنه يسبب خلل في عضلات الحنك، إلتهاب مفاصل الحنك، الشعور بالألم وعدم الراحة عند مضغ الطعام. هذه الإضطرابات، ستقودكِ بعد فترة طويلة إلى تغيّر شكل الوجه وإرتخاء المفاصل. من هنا، ينصح الخبراء بالإبتعاد قدر المستطاع عن العلكة، والإكتفاء بمضغها مرات قليلة، لمدّة 10 دقائق لا أكثر.
كيفية اختيار العلكة المناسبة :
العلكة كغيرها من الأصناف التجارية التي تتطلب دقة عند اختيارها حيث إن جودة كل منتج منها تتفاوت بين الصنف والآخر؛ إذ يجب التركيز على قراءة مكونات العلكة قبل شرائها للتأكد من قدرة الفرد على احتمال هذه المكونات، كما يفضل دائمًا اختيار الأصناف الخالية من السكر والتي تحتوي على الزيليتول والفودماب، لكن يُستثنى هنا الأفراد الذين يعانون من القولون العصبي والذي يقف في وجه تحملهم للفودماب؛ لأن ذلك قد يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي لديهم، وهذا يعني استبدال الأصناف غير المحلاة بالأصناف المحلاة ببدائل السكر شرط أن يكون محتواها من السعرات الحرارية منخفضًا.