يتكون الحمض النووي للإنسان من 46 كرموسوما , وكل كرموسوم يتكون من سلسلة طويلة من حمض ال DNA هذا الحمض الذي يحمل كل الصفات الوراثية لهذا الإنسان بكل تفاصيلها , من شكل عيونه إلى سماكه حواجبه إلى طوله إلى لون شعره إلى حجمه إلى أدق التفاصيل التي خلقها الله فيه حتى بصمة أصبعه , ولكن السؤال الهام هنا , كيف يقوم هذا الDNA بالتعبير عن هذه الصفات , وجد حقيقة أن حمض ال DNA هو عبارة عن سلسلتين ملتفتان حول بعضهما لفا حلزونيا وترتبطان بما يعرف باسم القواعد النيتروجينية , يعني نستطيع أن نقول أن حمض ال DNA هو عبارة عن سلم حلزوني والقوعد النيتروجينية هي تمثل أرجل هذا السلم , وقد وجد أن كل 4 قواعد نيتروجينية أي كل 4 أرجل من السلم تمثل جينا واحد , وكل جين من هذه الجينات يحمل صفة وراثية معينة تختلف عن الجين الآخر , فمثلا إذا كان الجين المسئول عن لون الشعر يحمل في ترتيبه قواعد نيتروجينية بترتيب معين تجعل لون الشعر أشقر فسيكون هذا الشخص لون شعره أشقر , وهكذا حسب ترتيب القواعد النيتروجينية وحسب أنواعها تكون الصفة في داخل الجين , ولذلك عندما يقال أن شخصا ما يحمل الجين الذي يؤهبه للإصابة بالسكري فهذا يعني أن هذه الجين فيه أربع قواعد نيتروجينية موجودة بترتيب محدد إذا كان موجودا فإن هذا الشخص سيصاب بالسكري في حياته , ولكن السؤال الهام هنا هل إذا كنت أحمل جينا معينا لإصابتي بمرض معين , هل من الضروري أن أصاب بهذا المرض , والسؤال هنا لا أبدا , والدليل على ذلك أجدادنا فقد كانوا يعمرون إلى 90 , 100 , 110 سنوات دون أن يصابوا بأي مرض من الأمراض , فهل يعقل أنهم لم يكونوا يحملوا جينات تؤهبهم للإصابة بالأمراض ؟ الجواب بلى كان يحملون , وإلا فمن أين جاءت هذه الجينات في أجسامنا إذا لم نكن قد ورثناها منهم , ولكن ظهور صفة الجين تحتاج إلى عوامل مكتسبة كثيرة منها الغذاء , ولما تغير غذاء الإنسان خلال المائة عام الأخيرة بدأت الأمراض تزداد وتنتشر , من أجل هذا قال الله تعالى ” وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ” ( 30) الشورى , لاحظوا أن الله تعالى هنا قال فبما كسبت أيديكم ولم يقل سبحانه فبما خلقنا في أجسامكم من استعداد وراثي أو جيني , وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الطعام يستطيع أن يغير التعبير عن الجينات وترجمتها إلى بروتينات ضارة تسبب الأمراض ومن ثم كان استخدام منتجاتنا لمدى الحياة يمنع ترجمة هذه الجينات بإذن الله وما يتبع ذلك من بناء بروتينات ضارة