يشير السرطان إلى أي مرض ضمن عدد كبير من الأمراض التي تتميز بتطور خلايا شاذة تنقسم بطريقة لا يمكن السيطرة عليها ولديها القدرة على التسلل وتدمير أنسجة الجسم الطبيعية. وتكون للسرطان في كثير من الأحيان القدرة على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.
ويعتبر هذا المرض السبب الرئيس الثاني للوفاة في العالم. لكن معدلات البقاء على قيد الحياة تتحسن لأنواع كثيرة منه بفضل التحسينات التي تشهدها طرق الكشف عنه وعلاجه والوقاية منه.
ولكن هل من الممكن ان يكون هناك رابط بين الحالة النفسية ونشوء مرض السرطان؟؟
ماهو الرابط بين السرطان والنفس؟
إذ أوضحت دراسات جديدة أن الشعور بمستويات عالية من التوتر قد يؤدي إلى تسريع انتشار مرض السرطان وليس نشوءه. حيث وجد الباحثون أن الضغوط النفسية تؤدي إلى شحن كبير وفائق للأوعية الدموية في الجسم بما يعزز من حركة الخلايا السرطانية ويزيد من انتشار المرض في الجسم.
فاختبار الفرد لضغط عاطفي حاد ومطوّل يجعله منهكا مما يسبب إجهادا للغدة الدرقية والكظرية واستنفاذا لمستوى المعادن التي يحتاجها الجهاز المناعي للعمل، فضلا عن أن المستوى المرتفع لهرمون الإجهاد يسهم في استنفاد الأدرنالين بالجسم ما يسبب ارتفاعا للغلوكوز في الخلايا الطبيعية وهو يعمل أساسا على تحويله من الخلايا إلى طاقة للجسم؛ واستنفاده يؤدي إلى ارتفاع حاد لمستوى الغلوكوز في الخلايا، الأمر الذي لا يترك إلّا مجالا ضيقا للأوكسجين وهذا سبب من أسباب ضعف وخمول الكثير من مرضى السرطان.
اقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة:
سرطان المخ أو الدماغ اسباب وأعراض هذا السرطان وعلاجه
علاج جديد قد يعالج العديد من أشكال مرض السرطان
كما أوضحت Wendy Myres أنّ الضغط يحفّز نمو الخلايا وانتشارها بسبب ارتفاع نسبة هرمونات الإجهاد (النورإبينفرين والأدرينالين) التي تحفز خلايا الورم لإنتاج ثلاثة مركبات مسؤولة عن الانتشار. كما لا بدّ من الإشارة إلى ما جاءت به الأبحاث حول علاقة نمط الشخصية بالمرض، فيمكن لأشخاص يشتركون في سمات الشخصية وخبرات الحياة أن يستجيبوا بأعراض متشابهة ويصابوا بمرض معيّن.
وبهذه النتائج يتعين على الأطباء وذوي المرضى مراعاة الحالة النفسية للمصابين بالسرطان، حيث إن هذا البحث يفيد بأن تدهور الحالة النفسية للمريض وشعوره بالإجهاد النفسي سوف يؤدي بالضرورة إلى تفاقم المرض، وانتشاره بصورة أوسع في جسم المصاب.
الآثار النفسية للسرطان على المريض:
على المستوى الجسدي:
يكون للإصابة بهذا المرض وعلاجه انعكاسات واضحة على صورة الجسد، مع وجود اختلافات بين “السرطانات المرئية” -مثل سرطان الثدي وسرطان الرأس والعنق- و”السرطانات الأقل وضوحًا” كسرطان الدم والرئة.
كذلك يؤثر نوع العلاج -متضمنًا الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي والعلاج الهرموني- تأثيراتٍ مهمة بسبب التغيرات الجسدية المحتملة التي قد تنجم عنه؛ مثل البتر وفقدان الشعر، إضافةً إلى الأعراض التي يسببها، مثل الألم والغثيان والقيء والتعب.
ويعد كل من الانخفاض في حالة الأداء، والنشاط الوظيفي، والمشكلات في أداء الأنشطة اليومية، وضعف التركيز، وضعف الذاكرة وتغير الحياة الجنسية عاملًا مهمًّا يؤثر في الصحة النفسية للمرضى . بالإضافة لفقدان اليقين وعدم استقرار الوضع العاطفي كوجود المخاوف والقلق والحزن، والحاجة إلى الاعتماد على الآخرين، وقلة حب الذات، وتغيُّر المنظور إلى المستقبل وتهديد الحياة.
على المستوى النفسي والاجتماعي:
يمس السرطان وعلاجه بالبعد الاجتماعي والشخصي أيضاً، إذ يصبح كلٌّ من انتماء الفرد وتواصله مع أسرته وأصدقائه ومشاركاته الاجتماعية مهددا أو ضعيفا بعد الإصابة. كذلك يعاني المرضى من الشعور بالوحدة والتخلي ومشكلات العودة إلى العمل أو التهميش. أما فيما يخص سرطان الأطفال، فيمكن أن يؤدي تشخيصه وعلاجه إلى سلسلة من الضغوطات للعائلة بأكملها، وغالبا ما تتضمن زيارات طبية متكررة وإجراءات غازية وتأثيرات جانبية صعبة ونفقات مالية.
حسب الجمعية الوطنية للرعاية الصحية السلوكية (NABH)، يعاني واحد من كل ثلاثة مصابين من أزمات نفسية وعقلية وعاطفية. وهذه الأزمات أكثر شيوعًا في حالة سرطان الثدي (42٪ من المصابين) وسرطان الرأس والعنق (41٪ من المصابين)؛ ويعاني ما يصل إلى 25٪ من الناجين منه من أعراض الاكتئاب، كما أن 45٪ منهم يعانون من القلق. في حين يعاني العديد من الناجين من هذا المرض أيضاً من أعراض تستوفي معايير اضطراب ما بعد الصدمة”stress disorder”.
مراحل الإصابة بالسرطان التي تسبب الأزمات النفسية:
- الاشتباه بأعراض الإصابة.
- تشخيص المرض .
- انتظار العلاج.
- الخروج من المستشفى.
- النجاة منه.
- فشل العلاج.
- عودة ظهور المرض أو تطوره.
- وصول المرض إلى مرحلة متقدمة.
- القرب من نهاية الحياة.
أخيراً، ما يمكننا قوله لك عزيزي القارئ هو في حالة إصابتك بهذا المرض وخلال فترة العلاج، كل ما عليك فعله لدعم نفسك هو الابتعاد عن التفكير الزائد في حالتك، وضع الأفكار السلبية جانبا لكي تسمح للعلاج بأن يكون فعالاً!
[…] هل تدهور الحالة النفسية يمكن أن يكون سبباً من أسباب الإ… […]