للأمثال الشعبية قصص حاضرة على لسان الاجداد ونحن نقول هذا المثل الذي هو عبارة عن عدداً من الكلمات ولانعلم ان وراء هذا المثل قصة حصلة في الماضي ويقال المثل اما لمدح سلوكاً او تصرفاً او لذم سلوكاً او تصرفاً فيقال المثل طبقاً للموقف الذي حصل وان حكايات الأمثال متشابهة في كثير من الدول وهذا يدل على مرونة المثل وقدرته على الانتقال من بلد إلى آخر وفي مقالنا اليوم سنتاول عدداً من الامثال الشعبية قيلت في الماضي ولماذا قيلت؟! وبقيت تردد الى يومنا هذا….
المثل الاول (رجعت حليمة لعادتها القديمة)
ويطلق هذا المثل عندما يقلع شخص عن سلوكاً معين لكن بعدا فترة يعود إلى ذلك السلوك فيقال هذا المثل طبقاً لذلك الموقف وقد اختلف العرب حول أصل هذا المثل ومَن قاله أول مرة، وذكروا أربع قصص شهيرة
اقرأ أيضاًفي موقع لحن الحياة
سلسلة قصص اسلامية قصة حاكم حمص
اقتباسات من كتاب لأني عبدك للكاتب عمر آل عوضه
القصة الأولى:: يحكى أنه كانت هناك امرأة تسمى حليمة، وكانت زوجة لشاعر عربي معروف عاش في الجاهلية واسمه حاتم الطائي. كان حاتم مشهوراً بالكرم، أما زوجته حليمة فقد اشتهرت بالبخل؛ حيث كانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ قللت منه، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم، فقال لها إن الأقدمين كانوا يقولون إن المرأة إذا وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ زاد الله بعمرها يوماً. فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ. حتى صار طعامها طيباً، وتعودت يدها على السخاء، وبعد مدة شاء الله أن يفجعها بابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، وأخذت من بعدها تقلل من السمن بالطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس حينها: عادت حليمة إلى عادتها القديمة..
المثل الثاني “إنك لا تجني من الشوك العنب”
ويقال هذا المثل عندما يكون العمل المنجز منذ البداية غير صحيح واليكم قصة ذلك المثل
يقال أنَّ صبياً رأى والده يزرع شتلة في الأرض، وإذا به بعد فترة يقطف منها العنب وقد كبرت وحان موعدها، فقام الغلام وزرع شتلة من نبات شوكي، انتظرها لتكبر فيجني منها العنب كما جنى والده.
فلما انتظر ولم يجد إلا الشوك سأل والده عن الأمر، فأجابه:
إنَّكَ لا تجني من الشوك العنب، حيث يستخدم هذا المثل للدلالة على العلاقة بين نتائج الأعمال وأسبابها، وعليه المثل الذي يقول: اللي بيرع هوا بيحصد ريح، أو المثل القائل: اللي بيزرع بيحصد
المثل الثالث:( سبق السيف العذل)
ويقال هذا المثل عندما ينفذ الامر ولايوجد سبيل للتراجع وأول من قاله هو ضُبَّة بن أَدِّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، كان لضبة ولدين هما سعدٌ وسعيد، أرسلهما خلف الإبل ليلاً لجمعها وقد تفرقت، فذهب الشقيقان خلف الإبل كلٌّ منهم باتجاه وبعد مرور الوقت عاد سعدٌ ولم يعد سعيد، حيث لقيه الحارث بن كعب وقتله ليأخذ برديه (كساء مخطط يُلتحف به)لم يعلم ضُبَّة ما مصير ابنه حتَّى ذهب إلى الحج، فمرَّ بسوق عكاظ حيث رأى الحارث يرتدي بردة ابنه فسأله عنها.
أجابه الحارث أنَّها كانت على غلام رفض خلعها فقتله، أدرك ضبَّة حينها أنّه يقف أمام قاتل ابنه، فقال للحارث: “بسيفك هذا؟!” فأجابه نعم، فطلب ضبة أن يرى السيف، فلما أمسك بالسيف وهزَّه قال:
“الحديث ذو شجون”، ثم ضربه بالسيف حتَّى قتله، ولما رأى الناس ذلك تجمهروا حول ضبَّة وسألوه: يا ضبة… أفي الشهر الحرام؟! فأجابهم: “سبق السيف العذل”، والعذل هو الملام والعتاب، أيَّ أن الأمر وقع فلا مكان للجدال أو العتاب حوله…
فبعض الامثال كما تحدثنا جرت نتيجة موقف او سلوكاً معين وأيضاً بعض الامثال جرت بين الالناس من الشعر والاقوال وبعض الامثال ما هو معروف الأصل والقصة ومن الامثال ما هو مجهول تم تركيب قصص متعددة لتتناسب مع ذلك المثل وبعض الامثال تقال بالفصحى والبعض يقال بالعامية وتبعاً للدولة التي يقال فيها المثل…