قصص طريفة من نوادر العرب

قديماً كان يحدث مواقف وقصص مع الحكام الفقهاء تجمع بين الطريفة والحكمة وكانت تحكى وتتناقل هذه القصة من جيل إلى جيل حتى تصبح خالدة في اذهان الكثير من الناس لما فيه من حكمة وبلاغة حتى وان حدثت هذه القصة في مواقف عابرة وفي مقالنا اليوم سنذكر لكم قصص فالقصة الأولى حدثت في زمن الاصمعي والثانية في زمن الخليفة العباسي والقصة الثالثة حدثت في زمن الجاحظ وكل قصة تحتوى علي فكرة وعبرة مفيدة في نهايتها… والآن استمتعوا بالقراءة

القصة الأولى: فطنة صبي هذه القصة حدثت في زمن الأصمعي .. يحكي أن في يوم من الايام رأي الأصمعي فتي صغير من فتيات العرب وأراد أن يمزح معه فاقترب منه وقال له : يا بني هل تحب أن تمتلك مائة ألف درهم ولكن بشرط أن تكون أحمق ؟ هز الصبي رأسه بشدة وهو يجيب بدون تفكير : لا بالطبع لا أحب ذلك أبداً، فعاد الأصمعي يسأله من جديد : ولماذا ؟ أجاب الصبي في بساطة : لأنني أخاف أن يدفعني حمقي لأن أقوم بحماقة تبذر مالي وأخسره ويبقي علي الحمق وحده ،. انهي الصبي كلامه وسار مبتعداً تاركاً الاصمعي معجباً بفطنته وذكائه

القصة الثانية: الخليفة العباسي المأمون والقاضي اشتهر الخليفة العباسي المأمون بحبه للعدل بين الناس، وكان يحرص علي إكرام القضاه العادلين ويسأل دائماً عن أحوالهم ويحرص أن تربطه بهم

اقرأ أيضاً في موقع لحن الحياة:

قصص مضحكة من نوادر الحمقى والمغفلين

قصص واقعية عن الاستغفار ستجعلك تداوم عليه

أمثال عربية مشهورة وقصتها

أجمل القصص الإسلامية

علاقة طيبة، وفي يوم من الايام جاء إليه رجل من بلده بعيده فسأله الخليفة : كيف حال القاضي في بلدتكم ؟ فأجاب الرجل : معاذ الله يا أمير المؤمنين، إن لدينا قاضي لا يفهم وحاكم لا يرحم .

اشتعل المأمون غضباً وصاح : ويحك كيف ذلك ؟ فقال الرجل : سوف أحكي لك يا أمير المؤمنين، ذات يوم أعطيت رجلاً أربعة وعشرين درهماً سلفاً، واتفقت معه علي موعد الرد، ولكن الرجل اخذ يماطل في رد المال إلي عندما جاء موعد الرد، فأخذته إلي القاضي وشكوت له ما حدث فأمر القاضي الرجل أن يرد إلي مالي .

فقال الرجل : أصلح الله القاضي، إن لدي حمارً اشتغل عليه وأكسب منه أربعة دراهم يومياً، وأخذت أوفر كل يوم درهمين حتي صار لدي اربعة وعشرون درهماً بعد مرور اثني عشر يوماً، وحينما ذهبت إلي الرجل حتي أرد عليه ماله لم أجده، وظل غائباً حتي يومنا هذا .

فسأله القاضي : وأين الدراهم الآن ؟ قال الرجل : لقد صرفتها، فعاد القاضي يسأله من جديد : ومتي ستعيد إلي الرجل دراهمه ؟ فأجاب : أري أن تحبسه مدة اثني عشر يوماً حتي أقوم بجمع اربعة وعشرين درهماً آخر واعطيه له، فأنا اخشي أن اجمعها وهو حر وابحث عنه فلا اجده من جديد وأصرفها مرة ثانية .. ضحك المأمون من تفكير الرجل وسأله : وماذا كان قول القاضي حينها ؟ قال الرجل : لقد حبسني يا أمير المؤمنين اثني عشر يوماً حتي استرجع دراهمي .. فازداد ضحك المأمون وأمر بعزل هذا القاضي

القصة الثالثة: مدمن اللحم كمدمن الخمر يروي الجاحظ قصة أبي عبد الرحمان الذي كان يحبّ أكل الرؤوس إلا أنه لم يكن يأكل اللحم إلا في عيد الأضحى .يقول الجاحظ إن أبا عبد الرحمن هذا كان إذا اشترى رأسا لا يُقعِد ابنه الأكبر معه على الخوان ( طاولة الأكل ) إذ أن هذا الابن ربما رافق أباه إلى بعض الولائم فيأكل اللحم هناك . أما الابن الأصغر فكان يقعد على الخوان مع أبيه ولكن بشروط ووصايا كثيرة منها :اعلم يا بني أن مدمن اللحم كمدمن الخمر .إياك ونهم الصبيان .اعلم أن الشبع داعية البشم ( التخمة ) وأن البشم داعية السّقم وأن السقم داعية الموت . ومن مات هذه الميتة فقد مات ميتة لئيمة وهو قاتل نفسه . وقاتل نفسه ألأم من قاتل غيره . ولو سألت حُذّاق الأطباء لأخبروك أن عامة أهل القبور إنما ماتوا بالتخمة

محمد ابو خاطر
محمد ابو خاطر
المقالات: 50

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد