أكثر من 100 ألف جندي عراقي قتلوا في خمسة أسابيع معظمهم خلال الحرب البرية التي استمرت 100 ساعة . وبأسلحة محرمة دوليا وبأبشع الطرق التي تتناقض مع القوانين الدولية السارية في الحروب.
حين سئل الجنرال كولن باول الذي كان في حينها رئيس هيئة الاركان حول عدد القتلى من الجيش العراقي قال “لافكرة عندي وليس في نيتي ان ابذل اي جهد حتى اعرف” ..!!!
في 1991 وقبل بدء الحرب البرية كان الكثير من الدول تحاول اقناع الولايات المتحدة بعدم الهجوم، وقد جاءت موسكو بخطة سلام اطلق عليها جورج بوش الأب وصف “الخدعة القاسية” وظل بوش يقول ان الهدف الوحيد هو ان تنسحب القوات العراقية من الكويت بدون شرط ، وحين سأله احد الصحفيين كيف سيتراجع العراقيون في حين ان القصف الشديد لم يتوقف أجاب بوش “عليهم هم ان يجدوا طريقة”…!!!
في 22 فيفري 1991 لعب المتحدث باسم البيت الابيض “مارلن فتزووتر” خدعته القاسية الخاصة به فقد صرح “الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف يؤكدون ان قواتهم لن تهاجم القوات العراقية المنسحبة” ..!!
وانطلت الحيلة على العراقيين .. حيث أمر صدام حسين القوات العراقية بالانسحاب من الكويت في 25 فيفري من نفس العام … كان الأمر يبدوا وكأنه نهاية العنف في الخليج…!! لكن بوش كان يرى الآن أن لديه فرصة ذبح عشرات الألوف من الجنود العزل وقد بدأت احدى افظع مذابح التاريخ.
في 25 فيفري و في تقاطع طريق خارج مدينة الكويت وصلت طائرة امريكية كانت تحلق دعما للقوات البرية ورأت رتلا متحرك عرضه خمس مركبات على طول أميال يتحرك على الطريق الخارجي مغادرا مدينة الكويت… كانت تلك مركبات تحمل قوات عراقية خفيفة منسحبة ومدنيين من مختلف الجنسيات … شنت الطائرات قصفا جويا بقنابل مضادة للدروع مما جعل المركبات تتوقف عن سيرها. كان هناك اميال من المركبات وألوف الركاب لا يستطيعون التحرك. كانت هذه (حقول القتل) ..!!
بحلول صباح يوم 26 فيفري ، وصل الى المشهد فرقة المارينز الثانية مع اللواء المدرع المسمى (لواء النمر) وتبعتهما فرق برية اخرى، والان بدأت فعلا مذبحة ما عرف فيما بعد “طريق الموت” … لاحظت القوات الامريكية آلاف العراقيين يحاولون الهرب على الطريق . فهاجموا الجنود العزل من ارض عالية ممزقين المركبات والبشر المحصورين بين المركبات المتوقفة في زحمة طريق الموت. وكانت طيارات الحلفاء تكرر قصف المركبات المحصورة . كانت اوامر شوارتسكوف “لا تتركوا اي شخص او اي شيء يخرج من مدينة الكويت”.
في 27 فيفري ، وصلت اولى اخبار المذبحة الى العالم الخارجي وسائل الأعلام تعرض القليل ويكتب مراسل يرافق الفرقة المدرعة الثانية :
“ونحن نمر بالمركبات عبر الأنقاض، كانت شاحناتنا المدرعة تخوض برك هائلة من خليط الماء والدم، ومررنا بجنود موتى مضطجعين وكأنهم يرتاحون بدون ان يظهر عليهم اي اثر لحريق او اصابة، وآخرين كانوا ممزقين بحيث ان السيقان بالبنطلونات كانت مرمية على بعد مسافة عن الاجزاء العلوية من الاجساد. اربع جنود ماتوا تحت شاحنة حاولوا ان يحتموا بها”..!!
امتد الانسحاب العراقي شمال الجهراء، حيث الطريقان الرئيسيان المؤديان الى العراق يتفرقان في المطلاع، ولأن الطريق الرئيسي كان مزدحما، تحولت القوات العراقية الى طريق ساحلي، وقد لاقى هؤلاء نفس مصير اولئك على طريق الموت، وطبقا لضابط في الجيش الأمريكي فإن المشهد في الطريق الساحلي كان كالآتي:
“لم يكن هناك سوى الخراب منثورا في كل مكان. من خمسة الى سبع اميال من مركبات مدمرة . وقد اعطي الأمر للقوة الجوية ان تعمل على المساحة بكاملها ، لقصف كل ما يتحرك”
أما الجنود الذين استسلموا فقد ذبحوا ايضا طبقا لتقرير صحفي في 27 فيفري :
“قال طيار بحرية لم يشأ ان يذكر اسمه ان العراقيين كانوا قد وضعوا اعلاما بيضاء على دباباتهم وكانوا يركبونها والأبراج مفتوحة وهم يمسحون السماء بالمناظير المعظمة . كانت المنشورات تقول انه بموجب قواعد الاشتباك سوف يستمر الطيارون في قصف الدبابات مالم يغادرها الجنود ويبتعدون عنها.
وحين وصل اول الطيارين البريطانيين الى مشاهد المذبحة عادوا ادراجهم الى القاعدة واحتجوا رافضين المشاركة في مهاجمة جنود عزل، ولكن تحت التهديد بمحاكمات عسكرية ، عادوا واشتركوا بالقتل.
كان عدد الطائرات المشاركة من الكثرة بحيث تسبب في ازدحام جوي .. وكان على السلطات الأمريكية السيطرة فقامت بإبعاد الطائرات لتتفادى الاصطدام …!!
في 10 مارس كانت المشاهد على الطريق الساحلي ماتزال مرعبة وقد وصفها المراسل مايكل كيلي قائلا:
على امتداد 50-60 ميل من شمال الجهراء الى الحدود العراقية ، كانت المركبات المنتفجرة والمشوية تتناثر على الطريق، اضافة الى الاجساد المتفحمة والمتفجرة .. لم يكن من السهولة التأكد اذا كانت هذه الاجساد لجنود او مدنيين لأن قوة الانفجارات وحرارة النيران كانت قد اذابت الملابس عن الاجساد وفي معظم الحالات كان ما تبقى هي اجساد متفحمة ومتحجرة وملتوية .
وقد كان الجنرال ماك بيك يشعر بالفخر الكبير للمذبحة قائلا :” حين يقهر جيش العدو فهو ينسحب . وخلال هذه المرحلة تقطف ثمار النصر الحقيقي من المعركة ، حين يكون العدو في حالة ارتباك وفوضى” وفي اقل من اسبوع بعد أن اكد المتحدث باسم البيت الابيض للعالم ان القوات الامريكية لن تهاجم الجيش العراقي المنسحب ، كان معظم القوات المنسحبة قد دمرت.
وحين انتهت العملية كان على العراق ان يدفع التكاليف. فأحد شروط وقف اطلاق النار كان ان يدفع العراق للكويت 50 بليون دولار تعويضا عن الاضرار التي تسببت بها الولايات المتحدة. وحين بدأ برنامج النفط مقابل الغذاء ، كانت اول 15% من العوائد تذهب الى الكويت.
أفظع جانب في عاصفة الصحراء كان تبجح الحكومة الامريكية وكبار قادة الجيش ، فقد كانوا هم الذين امروا بهذه المذبحة وكانوا يتفاخرون بها في كل مرة يتحدثون عنها أمام الجمهور. وقد حصل باول وماك بيك على الاستحسان الذي افتقداه قبل عقدين في حرب فيتنام…!!
رإضافة الى مذبحة طريق الموت ، وقعت جريمة اخرى لم يعد العالم يذكرها . في اول يومين من الحرب البرية (24 و 25 فيفري 1991) قامت القوات الامريكية باستخدام دبابات وجرافات لدفن الاف من الجنود العراقيين أحياء ، نفذت ذلك ثلاثة ألوية من فرقة المشاة الآلية الاولى باستخدام تكتيكات لتدمير الملاجيء والخنادق التي كان يحميها حوالي 10 الاف جندي عراقي من الجنود المكلفين العاديين وليسوا من القوات المدربة تدريبا خاصا مثل الحرس الجمهوري…!!
وكانت الجريمة مخططة ومدبرة وقد تدربت عليها القوات المشاركة وطبقا للجنود الامريكان فإن حوالي 2000 جندي عراقي استسلموا ولم يدفنوا ولكن معظم الباقين وهم حوالي 8000 دفنوا تحت اطنان من الرمال – وكان الكثير منهم يحاول الاستسلام . وقد كوفيء الكابتن بيرني وليامز لمشاركته بالجريمة بالنجمة الذهبية . وقال “طالما انتهينا من ذلك وعدا الذين استسلموا ، لم يبق احد”
وطبقا لمسؤول كبير في الجيش الامريكي لم يشأ ذكر اسمه ، وقد حاورته the spotlight حول التكتيكات ، قال ان استخدام جرافات هو اجراء معتاد في تخطي العوائق والالغم الارضية . وهذه المعدات الثقيلة تسبق وحدات المشاة والوحدات المدرعة لتمهيد الأرض امامها ، وقال المسؤول ان اي قوات عراقية كانت في تلك الخنادق قد دفنت وقتلت.وأضاف “هذه حرب هذه ليست لعبة كرة السلة”.
وقال الكولونيل انطوني مورينو قائد اللواء الثاني “كل الذي اعرفه ، ربما قتلنا الالاف منهم ” ويقدر ان قواته وحدها دفنت حوالي 650 عراقي حيا، والى يساره كان هناك صف من الخنادق دفنها اللواء الاول الذي كان يقوده الكولونيل لون ماجارت.
بعد وقف اطلاق النار ، وفي حوار مع صحيفة نيويورك نيوزداي تحدث ماجارت ومورينو في اول شهادة علنية حول دفن الجنود العراقيين احياء . قبل المقابلة لم يذكر ديك تشيني وزير الدفاع
في حينها اي شيء عن هذه الفظائع حتى حين كان يقدم تقاريره الى الكونغرس.
التكتيك الذي استخدم في دفن الجنود تضمن اثنين من دبابات ام وان أي وان ، مثبت فيها جرافات مثل اسنان عملاقة على كل جزء من صف الخندق . وتتخذ الدبابتان موقعيهما على جانبي الخندق . وكانت المركبات البرادلي المقاتلة و حاملات الجنود المدرعة نوع فولكان كانت تتقدم على صف الخنادق وتطلق النار على الجنود في حين تهيل الدبابتان أكوام الرمل لدفن الخنادق بمن فيها .
ولكن لم ينته قتل الجنود والمدنيين العزل مع وقف اطلاق النار. في صباح 2 مارس (يومين بعد اعلان وقف اطلاق النار) تم الابلاغ عن قافلة من مركبات عراقية تتحرك عبر نقطة حدود عمليات التحالف على طريق 8 الذي كان على بعد 50 كم غرب البصرة .
نشرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مراسل ليونايتد برس مرافق للجيش ان فصيل من الفرقة 24 مشاة قد ابلغ عن “قافلة عراقية هائلة .. وقد اطلقنا عليها بضعة صواريخ” واضافت الصحيفة ان القافلة كانت تتكون من 700 مركبة عجلات و300 مركبة مصفحة “فتحت النار في محاولة لفتح طريق باتجاه جسر على الفرات” وقد استلم الملازم تشاك وير آمر الفصيل الإذن بالرد على النيران كما وصل للفصيل دعم من المدفعية و20 مروحيات كوبرا واباتشي.
كانت المعركة التي دارت من طرف واحد وقد قتل عدة آلاف من العراقيين عسكريين ومدنيين في ساعتين ولم يبق احياء الا القليل من العراقيين.
وحسب تقرير الواشنطن بوست في 18 مارس 1991 “كانت الدبابات الامريكية تقصف الدبابات العراقية وهي محمولة على شاحنات المعدات الثقيلة ومن الواضح ان الدبابات العراقية كانت تنقل اثناء الانسحاب ولم تكن في وضع قتالي ، وكان الجنود العراقيون ممددين او وضع الراحة . ولم يكن هناك تهديد منهم للامريكان ، ولكن مركبات باردلي المقاتلة امطرتها بوابل المدافع شاحنة بعد اخرى وتراكض المدنيون العراقيون والجنود للهرب في الاهوار المحيطة.”..!!
قال الملازم وير “لقد اطلقوا علينا اولا ولكننا كسبنا نصرا كبيرا .” وقال ضابط آخر “لقد ابدناهم”..!!!
وقعت المذبحة بعد اعلان وقف اطلاق النار. وفي وقتها كان الاعتقاد بأن القافلة اخطأت اتجاهها وهكذا اصطدمت بالقوات الامريكية . وقد اقنعت الاخبار الناس بأن العراقيين سييئ الحظ دخلوا في طريق خطأ واصطدموا بالأمريكان الذين انتصروا عليهم . ولكن الحقيقة كانت شيئا أفظع…!!!
كان تصريح مارلن فتزووتر بان القوات العراقية المنسحبة لن تتعرض للهجوم كذبة صريحة ، ومع هذا فلا هو ولا الادارة دفعوا ثمن الخداع…. لقد ذبح حوالي 100 الف جندي عراقي منسحب بعد ذلك التصريح. وبين الجنود كان مدنيون ونساء واطفال من مختلف الجنسيات. كان موتهم طبقا للعديد من الضباط الامريكيين “غنائم الحرب” .
اما الجنود العراقيون الذين استطاعوا الخروج من الكويت ، كانت الغابة مازالت امامهم فحالما وصلوا الى البصرة هوجموا من قبل الايرانيين الذين عبروا الحدود العراقية الايرانية خلال القصف الامريكي بتسهيل من عملائهم العراقيين وحدث الكثير من سفك الدماء من الجانبين مما تسبب في مقتل المزيد من القوات العراقية وحين انتهت المعارك، استطاع الجيش العراقي بمقاومة شديدة ان ينتصر على محاولة الانقلاب…!!
مارلين فتزووتر كذب بشأن عدم مهاجمة القوات العراقية المنسحبة ورغم الظروف القاسية التي تحملوها للعودة للعراق، لم تكن حربهم قد انتهت . بمباركة من الولايات المتحدة انهاء الجيش العراقي ولكن في النهاية استطاع الجيش العراقي ان يحفظ وحدة العراق وحتى هذا الجزء من التاريخ اعادت الولايات المتحدة كتابته بدلا من من القول ان القوات العراقية صادفت لدى دخولها وطنها فخا اخر، ادار الغرب ماكينة دعايته بأعلى طاقاتها لتصبح هذه الواقعة ان القوات العراقية هاجمت وذبحت الشيعة في العراق….!!!
صيد البط … مذبحة الجيش العراقي !!
أكبر وأفظع مذبحة لجنود عسكريين عزل في تاريخ الحروب بالعالم حدثت قبل اكثر من خمسة وعشرين عاما بالعراق … الجنود العراقيين المنسحبين من الكويت تمت مهاجمتهم، وتم ذبحهم مباشرة بعد إعلان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الانسحاب من الكويت…!
أكثر من 100 ألف جندي عراقي قتلوا في خمسة اسابيع، معظمهم خلال الحرب البرية التي استمرت 100 ساعة . وبأسلحة محرمة دوليا وبأبشع الطرق التي تتناقض مع القوانين الدولية السارية في الحروب.
حين سئل الجنرال كولن باول الذي كان في حينها رئيس هيئة الاركان حول عدد القتلى من الجيش العراقي قال “لافكرة عندي وليس في نيتي ان ابذل اي جهد حتى اعرف” ..!!!
في 1991 وقبل بدء الحرب البرية كان الكثير من الدول تحاول اقناع الولايات المتحدة بعدم الهجوم، وقد جاءت موسكو بخطة سلام اطلق عليها جورج بوش الأب وصف “الخدعة القاسية” وظل بوش يقول ان الهدف الوحيد هو ان تنسحب القوات العراقية من الكويت بدون شرط ، وحين سأله احد الصحفيين كيف سيتراجع العراقيون في حين ان القصف الشديد لم يتوقف أجاب بوش “عليهم هم ان يجدوا طريقة”…!!!
في 22 فيفري 1991 لعب المتحدث باسم البيت الابيض “مارلن فتزووتر” خدعته القاسية الخاصة به فقد صرح “الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف يؤكدون ان قواتهم لن تهاجم القوات العراقية المنسحبة” ..!!
وانطلت الحيلة على العراقيين .. حيث أمر صدام حسين القوات العراقية بالانسحاب من الكويت في 25 فيفري من نفس العام … كان الأمر يبدوا وكأنه نهاية العنف في الخليج…!! لكن بوش كان يرى الآن أن لديه فرصة ذبح عشرات الألوف من الجنود العزل وقد بدأت احدى افظع مذابح التاريخ.
في 25 فيفري و في تقاطع طريق خارج مدينة الكويت وصلت طائرة امريكية كانت تحلق دعما للقوات البرية ورأت رتلا متحرك عرضه خمس مركبات على طول أميال يتحرك على الطريق الخارجي مغادرا مدينة الكويت… كانت تلك مركبات تحمل قوات عراقية خفيفة منسحبة ومدنيين من مختلف الجنسيات … شنت الطائرات قصفا جويا بقنابل مضادة للدروع مما جعل المركبات تتوقف عن سيرها. كان هناك اميال من المركبات وألوف الركاب لا يستطيعون التحرك. كانت هذه (حقول القتل) ..!!
بحلول صباح يوم 26 فيفري ، وصل الى المشهد فرقة المارينز الثانية مع اللواء المدرع المسمى (لواء النمر) وتبعتهما فرق برية اخرى، والان بدأت فعلا مذبحة ما عرف فيما بعد “طريق الموت” … لاحظت القوات الامريكية آلاف العراقيين يحاولون الهرب على الطريق . فهاجموا الجنود العزل من ارض عالية ممزقين المركبات والبشر المحصورين بين المركبات المتوقفة في زحمة طريق الموت. وكانت طيارات الحلفاء تكرر قصف المركبات المحصورة . كانت اوامر شوارتسكوف “لا تتركوا اي شخص او اي شيء يخرج من مدينة الكويت”.
في 27 فيفري ، وصلت اولى اخبار المذبحة الى العالم الخارجي وسائل الأعلام تعرض القليل ويكتب مراسل يرافق الفرقة المدرعة الثانية :
“ونحن نمر بالمركبات عبر الأنقاض، كانت شاحناتنا المدرعة تخوض برك هائلة من خليط الماء والدم، ومررنا بجنود موتى مضطجعين وكأنهم يرتاحون بدون ان يظهر عليهم اي اثر لحريق او اصابة، وآخرين كانوا ممزقين بحيث ان السيقان بالبنطلونات كانت مرمية على بعد مسافة عن الاجزاء العلوية من الاجساد. اربع جنود ماتوا تحت شاحنة حاولوا ان يحتموا بها”..!!
امتد الانسحاب العراقي شمال الجهراء، حيث الطريقان الرئيسيان المؤديان الى العراق يتفرقان في المطلاع، ولأن الطريق الرئيسي كان مزدحما، تحولت القوات العراقية الى طريق ساحلي، وقد لاقى هؤلاء نفس مصير اولئك على طريق الموت، وطبقا لضابط في الجيش الأمريكي فإن المشهد في الطريق الساحلي كان كالآتي:
“لم يكن هناك سوى الخراب منثورا في كل مكان. من خمسة الى سبع اميال من مركبات مدمرة . وقد اعطي الأمر للقوة الجوية ان تعمل على المساحة بكاملها ، لقصف كل ما يتحرك”
أما الجنود الذين استسلموا فقد ذبحوا ايضا طبقا لتقرير صحفي في 27 فيفري :
“قال طيار بحرية لم يشأ ان يذكر اسمه ان العراقيين كانوا قد وضعوا اعلاما بيضاء على دباباتهم وكانوا يركبونها والأبراج مفتوحة وهم يمسحون السماء بالمناظير المعظمة . كانت المنشورات تقول انه بموجب قواعد الاشتباك سوف يستمر الطيارون في قصف الدبابات مالم يغادرها الجنود ويبتعدون عنها.
وحين وصل اول الطيارين البريطانيين الى مشاهد المذبحة عادوا ادراجهم الى القاعدة واحتجوا رافضين المشاركة في مهاجمة جنود عزل، ولكن تحت التهديد بمحاكمات عسكرية ، عادوا واشتركوا بالقتل.
كان عدد الطائرات المشاركة من الكثرة بحيث تسبب في ازدحام جوي .. وكان على السلطات الأمريكية السيطرة فقامت بإبعاد الطائرات لتتفادى الاصطدام …!!
في 10 مارس كانت المشاهد على الطريق الساحلي ماتزال مرعبة وقد وصفها المراسل مايكل كيلي قائلا:
على امتداد 50-60 ميل من شمال الجهراء الى الحدود العراقية ، كانت المركبات المنتفجرة والمشوية تتناثر على الطريق، اضافة الى الاجساد المتفحمة والمتفجرة .. لم يكن من السهولة التأكد اذا كانت هذه الاجساد لجنود او مدنيين لأن قوة الانفجارات وحرارة النيران كانت قد اذابت الملابس عن الاجساد وفي معظم الحالات كان ما تبقى هي اجساد متفحمة ومتحجرة وملتوية .
وقد كان الجنرال ماك بيك يشعر بالفخر الكبير للمذبحة قائلا :” حين يقهر جيش العدو فهو ينسحب . وخلال هذه المرحلة تقطف ثمار النصر الحقيقي من المعركة ، حين يكون العدو في حالة ارتباك وفوضى” وفي اقل من اسبوع بعد أن اكد المتحدث باسم البيت الابيض للعالم ان القوات الامريكية لن تهاجم الجيش العراقي المنسحب ، كان معظم القوات المنسحبة قد دمرت.
وحين انتهت العملية كان على العراق ان يدفع التكاليف. فأحد شروط وقف اطلاق النار كان ان يدفع العراق للكويت 50 بليون دولار تعويضا عن الاضرار التي تسببت بها الولايات المتحدة. وحين بدأ برنامج النفط مقابل الغذاء ، كانت اول 15% من العوائد تذهب الى الكويت.
أفظع جانب في عاصفة الصحراء كان تبجح الحكومة الامريكية وكبار قادة الجيش ، فقد كانوا هم الذين امروا بهذه المذبحة وكانوا يتفاخرون بها في كل مرة يتحدثون عنها أمام الجمهور. وقد حصل باول وماك بيك على الاستحسان الذي افتقداه قبل عقدين في حرب فيتنام…!!
رإضافة الى مذبحة طريق الموت ، وقعت جريمة اخرى لم يعد العالم يذكرها . في اول يومين من الحرب البرية (24 و 25 فيفري 1991) قامت القوات الامريكية باستخدام دبابات وجرافات لدفن الاف من الجنود العراقيين أحياء ، نفذت ذلك ثلاثة ألوية من فرقة المشاة الآلية الاولى باستخدام تكتيكات لتدمير الملاجيء والخنادق التي كان يحميها حوالي 10 الاف جندي عراقي من الجنود المكلفين العاديين وليسوا من القوات المدربة تدريبا خاصا مثل الحرس الجمهوري…!!
وكانت الجريمة مخططة ومدبرة وقد تدربت عليها القوات المشاركة وطبقا للجنود الامريكان فإن حوالي 2000 جندي عراقي استسلموا ولم يدفنوا ولكن معظم الباقين وهم حوالي 8000 دفنوا تحت اطنان من الرمال – وكان الكثير منهم يحاول الاستسلام . وقد كوفيء الكابتن بيرني وليامز لمشاركته بالجريمة بالنجمة الذهبية . وقال “طالما انتهينا من ذلك وعدا الذين استسلموا ، لم يبق احد”
وطبقا لمسؤول كبير في الجيش الامريكي لم يشأ ذكر اسمه ، وقد حاورته the spotlight حول التكتيكات ، قال ان استخدام جرافات هو اجراء معتاد في تخطي العوائق والالغم الارضية . وهذه المعدات الثقيلة تسبق وحدات المشاة والوحدات المدرعة لتمهيد الأرض امامها ، وقال المسؤول ان اي قوات عراقية كانت في تلك الخنادق قد دفنت وقتلت.وأضاف “هذه حرب هذه ليست لعبة كرة السلة”.
وقال الكولونيل انطوني مورينو قائد اللواء الثاني “كل الذي اعرفه ، ربما قتلنا الالاف منهم ” ويقدر ان قواته وحدها دفنت حوالي 650 عراقي حيا، والى يساره كان هناك صف من الخنادق دفنها اللواء الاول الذي كان يقوده الكولونيل لون ماجارت.
بعد وقف اطلاق النار ، وفي حوار مع صحيفة نيويورك نيوزداي تحدث ماجارت ومورينو في اول شهادة علنية حول دفن الجنود العراقيين احياء . قبل المقابلة لم يذكر ديك تشيني وزير الدفاع
في حينها اي شيء عن هذه الفظائع حتى حين كان يقدم تقاريره الى الكونغرس.
التكتيك الذي استخدم في دفن الجنود تضمن اثنين من دبابات ام وان أي وان ، مثبت فيها جرافات مثل اسنان عملاقة على كل جزء من صف الخندق . وتتخذ الدبابتان موقعيهما على جانبي الخندق . وكانت المركبات البرادلي المقاتلة و حاملات الجنود المدرعة نوع فولكان كانت تتقدم على صف الخنادق وتطلق النار على الجنود في حين تهيل الدبابتان أكوام الرمل لدفن الخنادق بمن فيها .
ولكن لم ينته قتل الجنود والمدنيين العزل مع وقف اطلاق النار. في صباح 2 مارس (يومين بعد اعلان وقف اطلاق النار) تم الابلاغ عن قافلة من مركبات عراقية تتحرك عبر نقطة حدود عمليات التحالف على طريق 8 الذي كان على بعد 50 كم غرب البصرة .
نشرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مراسل ليونايتد برس مرافق للجيش ان فصيل من الفرقة 24 مشاة قد ابلغ عن “قافلة عراقية هائلة .. وقد اطلقنا عليها بضعة صواريخ” واضافت الصحيفة ان القافلة كانت تتكون من 700 مركبة عجلات و300 مركبة مصفحة “فتحت النار في محاولة لفتح طريق باتجاه جسر على الفرات” وقد استلم الملازم تشاك وير آمر الفصيل الإذن بالرد على النيران كما وصل للفصيل دعم من المدفعية و20 مروحيات كوبرا واباتشي.
كانت المعركة التي دارت من طرف واحد وقد قتل عدة آلاف من العراقيين عسكريين ومدنيين في ساعتين ولم يبق احياء الا القليل من العراقيين.
وحسب تقرير الواشنطن بوست في 18 مارس 1991 “كانت الدبابات الامريكية تقصف الدبابات العراقية وهي محمولة على شاحنات المعدات الثقيلة ومن الواضح ان الدبابات العراقية كانت تنقل اثناء الانسحاب ولم تكن في وضع قتالي ، وكان الجنود العراقيون ممددين او وضع الراحة . ولم يكن هناك تهديد منهم للامريكان ، ولكن مركبات باردلي المقاتلة امطرتها بوابل المدافع شاحنة بعد اخرى وتراكض المدنيون العراقيون والجنود للهرب في الاهوار المحيطة.”..!!
قال الملازم وير “لقد اطلقوا علينا اولا ولكننا كسبنا نصرا كبيرا .” وقال ضابط آخر “لقد ابدناهم”..!!!
وقعت المذبحة بعد اعلان وقف اطلاق النار. وفي وقتها كان الاعتقاد بأن القافلة اخطأت اتجاهها وهكذا اصطدمت بالقوات الامريكية . وقد اقنعت الاخبار الناس بأن العراقيين سييئ الحظ دخلوا في طريق خطأ واصطدموا بالأمريكان الذين انتصروا عليهم . ولكن الحقيقة كانت شيئا أفظع…!!!
كان تصريح مارلن فتزووتر بان القوات العراقية المنسحبة لن تتعرض للهجوم كذبة صريحة ، ومع هذا فلا هو ولا الادارة دفعوا ثمن الخداع…. لقد ذبح حوالي 100 الف جندي عراقي منسحب بعد ذلك التصريح. وبين الجنود كان مدنيون ونساء واطفال من مختلف الجنسيات. كان موتهم طبقا للعديد من الضباط الامريكيين “غنائم الحرب” .
اما الجنود العراقيون الذين استطاعوا الخروج من الكويت ، كانت الغابة مازالت امامهم فحالما وصلوا الى البصرة هوجموا من قبل الايرانيين الذين عبروا الحدود العراقية الايرانية خلال القصف الامريكي بتسهيل من عملائهم العراقيين وحدث الكثير من سفك الدماء من الجانبين مما تسبب في مقتل المزيد من القوات العراقية وحين انتهت المعارك، استطاع الجيش العراقي بمقاومة شديدة ان ينتصر على محاولة الانقلاب…!!
مارلين فتزووتر كذب بشأن عدم مهاجمة القوات العراقية المنسحبة ورغم الظروف القاسية التي تحملوها للعودة للعراق، لم تكن حربهم قد انتهت . بمباركة من الولايات المتحدة انهاء الجيش العراقي ولكن في النهاية استطاع الجيش العراقي ان يحفظ وحدة العراق وحتى هذا الجزء من التاريخ اعادت الولايات المتحدة كتابته بدلا من من القول ان القوات العراقية صادفت لدى دخولها وطنها فخا اخر، ادار الغرب ماكينة دعايته بأعلى طاقاتها لتصبح هذه الواقعة ان القوات العراقية هاجمت وذبحت الشيعة في العراق….!!!