يُعرّف التنمر على أنه سلوك مؤذٍ يُمارس من قبل فئة أو شخص أو طبقة مجتمعية معينة استعلاءاً على من هم أدنى أو أضعف بنيةً أو شكلاً أو لوناً ، وفق معايير مجتمعيّة يضعها الأقوى، و يستند المصطلح من حيث التّسمية إلى صفات النّمر الّذي يصنّف بفئة الحيوانات الشرسة الّتي تقتصّ دائماً من فرائسها قليلة الحيلة إذا ما قورنت بها.
ويتمثل التنمر بثلاثة ألوان الإيذاء اللفظي، الإيذاء الجسدي، الإيذاء العاطفي، فيتعرّض الشخص أو الفئة “الضحيّة ” للون من ألوان التنمر بشكر متكررعمداً، في أي مجتمع يتم فيه التواصل بين الناس، سواء المدرسة، العمل، الحيّ، الملعب. حتّى مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كظاهرة من ظواهر العالم الرقمي، شاعت ظاهرة التّنمر بين أوساط مرتاديها.
وقد يكون التنمر الاجتماعي بطريقة مقصودة لكن غير مباشرة ، وينشط هذا النمط في أوساط النّساء غالباً على هيئة تعليقات وهمز ولمز ونشر الشائعات، بهدف عزل الضحية عن المجتمع ، والإهانة والتحريض ضده. وهنا لا بدّ أن تكون الشخصية المتنمرة ترزح تحت اضطراب نفسي وفقر الثقة بالنّفس، وبناء حياتها على المقارنات السّامة.
وهناك أنماط للتعامل مع المتنمر في ضوء أبحاث المختصين النفسيين، تتبع هذه الأنماط لمعايير، لا بُدّ من استشارة مختص لتقرير الطريقة الأجدى للتعامل فيها مع الشخص المتنمر.
ثلاثة أنماط سلوكية للتعامل مع المتنمر
أولاً- مقابلة سلوك المتنمر بالتّجاهل حتى لا يتحقق مراده بالتأثير السلبي، ما بدعوه لتكرار المحاولة.
ثانياً- مواجهة المتنمر باضطراب سلوكه، وضرورة طلب المشورة النّفسيّة وتحليل سلوكه من قبل مختص للتّخلص من سلبيّته المنفّرة.
ثالثاً- الابتعاد عن البيئة التي ينشط فيها التّنمر أو بمعنى آخر الابتعاد عن مصدر التنمر.
اقرأ أيضاً في لحن الحياة
ثلاث طرق فعالة للتحكم بمسار التفكير
درجة القرابة تعتبر أول معيار تتفاضل عنده أنماط السلوك، حيث يفضل الابتعاد في حال لم يكن هناك أهميّة للعلاقة.
أما التجاهل يحتاج تدريب وممارسة وضبط نفس، في حين تحتاج المواجهة جرأة إضافة للممارسة والتدريب.
وفيما يخص وسائل التّواصل الاجتماعي، فلا مفرّ من هذا السّلوك، طالما أنّ هناكَ تفاوت في الشّرائح المتلقية للمحتوى الرّقمي وبالتّالي ردّات فعل متفاوتة بحسب ثقافة المتلقّي، وبحسب مُنشِئ المحتوى ذاته وقيمة وأهمّية محتواه، والشريحة المستهدفة.