كثيراً ما يتعرّض الإنسان إلى الإحساس بالعصبية يتملّكه.
وهو حالة انزعاج شديدة من المحيط كالأهل, الشريك, الأولاد, الأصوات, التجمعات وحتى العمل.
تدريجياً يزيد هذا الإحساس حتى ليسيطر على الإنسان تماماً.
ويظهر هذا تماماً في شعوره الدائم بالكره تجاه الآخرين, وحتّى كره الآخرين له وعدم تقبّلهم له.
إنّ الفئة الأكثر عرضةً لتجربة هذا الشعور, هي الفئة المتواجدة بشكل دائم مع هذا الإنسان.
فتعاني هنا الزوجة من زوجها, والأولاد من أمهم وهكذا..
متى نقول أنّ هذه العصبية ناتجة عن الإكتئاب؟
الشيء الملاجظ أنّ العصبية غالباً تكون انعكاساً للإكتئاب في حال كانت تترافق مع المؤشرات البيولوجية التالية:
- اضطرابات النوم.
- فقدان الشهية.
- اضطراب الرغبة الجنسية.
- ميل الإنسان للتفكير السلبي.
حيث يتمحور التفكير السلبي غالباً حول ثلاثة أنواع من الأفكار:
-
أولاً- أفكار خاطئة تشخيصية:
حيث يميل المصاب في هذه الحالة إلى الاعتقاد خطأً أنّه المقصود من أي فكرة أو انتقاد أو رأي أو تعليق سلبي.
-
ثانياُ- أفكار خاطئة تعميمية:
حيث يقع المصاب هنا ضحية لتعميم ما مرّ معه من تجارب سيئة ومواقف مخيبة وأشخاص سلبيين على كل حياته بما فيها من أشخاص جدد وتجارب ومواقف حديثة.
-
ثالثاً- أفكار تتوجه لانتقاد الذات:
من الملاحظ أنّ الإنسان وبنتيجة الاكتئاب والتجارب والخبرات السلبية السابقة قد يضعف تقديره لذاته.
ويصبح شغله الشاغل اسقاط كل الصفات السلبية من فشل وسوء وعجز على الذات.
ما يزيد من حدة غضبه حيث يفرغه بطرق سلبية على الذات والمحيط.
قدرة الإنسان على نسيان التجارب السابقة:
على اعتبار أنّ الإنسان يعيش الاكتئاب فتتوارد إلى ذهنه كل التجارب السلبية السابقة حتى تلك التي عاشها في طفولته.
فثمة طريقة وحيدة للتخلص من هذه النوعية من الذكريات.
لا بدّ أن يعي الإنسان أن العزلة التي يقحم ذاته بها هي سبيل لتفاقم حالة الاسترجاع للذكريات السيئة.
أمّا لو ترك لنفسه العنان لخوض تجارب جديدة, فهو سيجعل تجربته السلبية تلك تحت أكوام من تجارب أحدث, وبالتالي سيصعب عليه استرجاعها.
لأنها ستكون في نقطة أعمق في اللاشعور عنده.
فتلك إذاً طريقة أخرى للتغلب على حالة الاكتئاب بالإضافة لآليات أخرى سيفيده بها المختص النفسي.
اقرأ أيضاً في لحن الحياة
إضاءات على أنواع الاكتئاب الشائعة
الشخصية العصبية وصفاتها وكيفية التعامل معها
كيفية علاج الاكتئاب و اليأس بشكل طبيعي بدون أدوية