تزوجها غصباً عنها فتطلقت منه وأهانته
الحجاج بن يوسف الثقفي هو أحد القادة الذين عاشوا في العصر الأموي ولد في الطائف سنة ٦٦٠ للهجرة كان والياً على العراق وطالت مدة ولايته عليها حتى العشرين عاما ً وعرف بجبروته وتسلطته وظلمه وسفكه للدماء دون هوادة تزوج من هند بنت المهلب بن أبي صفرة التي عرفت بجمالها وذكائها وأصالة نسبها تزوجها الحجاج غصباً عنها واختلفت الروايات في سبب الطلاق وهذه إحداها.
قصة طلاق هند من الحجاج
ـ من المعروف أن الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق تزوج من هند بالغصب والإجبار بسبب جبروته في تلك الأيام.. وفي يوم من الأيام وبعد مرور فترة على ذلك الزواج كانت هند واقفة أمام المرآة تنظر إلى نفسها وتتأمل حالها وتنشد الشعر قائلة:
وما هند إلا مهرة عربية… سليلة أفراس تحللها بغل
فإن ولدت مهر فلله دره.. وإن ولدت بغل فقد جاء به البغل..
إقرأ أيضاً في لحن الحياة
لكن المفاجأة أن الحجاج كان واقفاً في زاوية يراها فيها وهي لا تراه وقد سمع ما أنشدت هند فغضب غضباً شديداً وقرر أن يهينها وما كان منه إلا أن استدعى الخادم وقال له عليك أن تذهب إلى هند وأن تخبرها بأنني طلقتها في كلمتين فقط وإياك أن تزيد عليهما ثالثة وأن زدت سوف أقطع لسانك، وأعطاه مبلغاً من المال مقداره عشرين ألف دينار وهو مهرها ، فأخذ الخادم المال وانطلق إلى هند وقال لها:
(كنتِ.. فبنتِ) أي أنها كانت زوجة والآن بانت وأصبحت مطلقة طبعاً لم يزعج الأمر هند فما كان منها إلا أن ترد على الخادم وتقول:(كنا فما فرحنا… فبنا فما حزنا) وقالت له أيضاً : خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها لكن المفاجأة أنه بعد طلاقها من الحجاج والي العراق لم يكن لدى أي شخص الجرأة ليتقدم لخطبتها وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج، فعمدت إلى حيلة ذكية وهي أن تغري الجواري بالمال ليصفنها عند عبد الملك بن مروان ويصفن جمالها وبذلك أعجب عبد الملك بن مروان بصفاتها وقرر أن يطلبها للزواج وقام بإرسال الخبر إلى عامله على الحجاز ليسأل عنها فكان رده أنه لا عيب فيها وعندما أرسل في خطبتها أجابت ياأمير المؤمنين إن الإناء قد ولغ فيه الكلب.
فأرسل لها عبدالملك بن مروان اغسليه سبعاً إحداها بالتراب فيتطهر وبعدها وافقت هند وبعثت إليه رسالة أخرى تقول فيها : أنها موافقة ولكن بشرط أن لا يسوق بعيرها من بيتها بغداد إلى أمير المؤمنين إلا الحجاج نفسه وأن يكون مجرداً من لباس الإمارة أي كجندي عادي فوافق عبد الملك بن مروان ، وأصدر أمراً إلى الحجاج ليقوم بذلك وفي الطريق وبينما الحجاج بن يوسف الثقفي يسوق الراحلة التي فيها هند طليقته تقصدت أن توقع من يدها ديناراً على الأرض فنادت الحجاج وقالت: يا غلام لقد سقط مني درهم على الأرض فأعطنيه، فأخذ الحجاج يبحث عنه فوجده وأعطاها إياه وقال لها : وجدت دينارً وليس درهماً فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم ديناراً.. ففهمها الحجاج وأسرها في نفسه وعند وصول القافلة إلى قصر الخليفة وكان مدعواً للوليمة تأخر الحجاج في الأسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره، فرد عليه: ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال ففهم الخليفة عبد الملك قصده وعندها وأمر أن تدخل هند بأحد القصور ولم يقربها أبداً لكن كان يتردد إليها بين الفترة والأخرى وهي بنفسها علمت سبب دخوله عليها فأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه إلى غرفتها وأرسلت إليه أنها بحاجة له في أمر وعندما أخبرنها قامت بقطع عقد اللؤلؤ ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآليء فلما رآها عبدالملك… لفت نظره حسنها وجمالها فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ سبحان الله.. فقال: عبدالملك بم تسبحين الله؟ أجابت : إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك؟ ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر فقال: نعم، قبح الله من لامني فيك ودخل بها من يومه .
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين.