مشروعيّة صلاة العيد
تتأكّد مشروعيّة صلاة العيد بِما ورد في كتاب الله وسُنّة نبيّه وإجماع الأمّة ، قال الله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) .
والصلاة المذكورة في الآية يُقصَد بها صلاة العيد كما اشتُهر عن علماء التفسير ، وروى الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : (شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ) .
كما أجمع العلماء على مشروعيّة صلاة العيد .
كيفيّة أداء صلاة العيد
اختلفت المذاهب الفقهيّة في بيان بعض الأمور المُتعلّقة بكيفيّة أداء صلاة العيد ، وبيان تلك الكيفيّة لدى كلّ مذهبٍ فيما يأتي:
● الشافعيّة والحنابلة: قال الشافعيّة بأنّ صلاة العيد تُؤدّى ركعتَين جهراً ، يبدأ المسلم فيهما بتكبيرة الإحرام ، ثمّ يكبّر سبع تكبيراتٍ أُخرَياتٍ ، ويرفع يديه في كلّ تكبيرةٍ حَذو منكبيه ، ويضع اليُمنى على اليسرى بين كلّ تكبيرتَين ، ويذكر الله بينهما .
وتكون تلك التكبيرات قبل التعوُّذ والقراءة ، ويُكرَه ترك تلك التكبيرات أو الزيادة عليها أو النقصان منها .
وإن شرع في التعوُّذ قبل التكبيرات فإنّه يأتي بها جميعاً ويتداركها .
وإن شرع الإمام في قراءة الفاتحة دون أن يُكمل المأموم تكبيراته فإنّه لا يأتي بها بسبب فوات مَحلّها ، فالمأموم مُطالبٌ باتّباع إمامه في الصلاة ، فإن ترك الإمام التكبيرات أو أنقص منها فإنّ المأموم يتّبعه في ذلك .
ويُكبّر المُصلّي خمس تكبيراتٍ في الركعة الثانية عدا تكبيرة الإحرام على الهيئة التي أتى بها في الركعة الأولى .
ويُسَنّ للإمام أن يقرأ في الركعة الأولى سورة ق وفي الثانية سورة القمر ، أو يقرأ في الأولى سورة الأعلى وفي الثانية سورة الغاشية .
ويجلس الإمام جلسةً خفيفةً بعد أداء الصلاة مُقبلاً بوجهه على الناس يخطب بهم ، ويذكّرهم بالعيد وأحكامه .
وقد قال الحنابلة بالكيفيّة ذاتها .
اقرأ ايضا في موقع لحن الحياة
● الحنفيّة : تبدأ صلاة العيد بعَقْد النيّة ، ثمّ قراءة دعاء الاستفتاح ، ثمّ رفع اليدَين ، والتكبير ثلاث مرّاتٍ ، والفَصْل بينهما بسكتةٍ قصيرةٍ بمقدار قول: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر” ، ثمّ التعوُّذ بالله وقراءة سورة الفاتحة وسورةٍ من سُور القرآن ، وتُسَنّ قراءة سورة الأعلى .
وتُؤدّى الركعة الثانية ابتداءً بالبسملة ، ثمّ قراءة الفاتحة ، وسورةٍ أخرى ، وتُسَنّ قراءة سورة الغاشية ، ثمّ تُؤدّى ثلاث تكبيراتٍ قبل الركوع .
ثمّ تُخطَب بالناس خُطبتان بعد الانتهاء من الصلاة ، وتبدأ الخطبة الأولى بتسع تكبيراتٍ ، والثانية بسبع تكبيراتٍ .
يجلس بين الخُطبتَين جلسةً يسيرةً ، و يدلّ على ذلك ما رواه الصحابي أبو سعيد الخدريّ رضي الله عنه: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى ، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ ويُوصِيهِمْ ويَأْمُرُهُمْ).
●المالكيّة : تُؤدّى صلاة العيد ركعتَين ، ويُكبَّر في الركعة الأولى بسبع تكبيراتٍ مع تكبيرة الإحرام قبل القراءة ، وفي الثانية بخمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام .
ولا يُشرَع رفع اليدين عند التكبير إلّا في تكبيرة الإحرام ، ولا يُفصَل بين التكبيرات .
وتُؤدّى الخطبة بعد الصلاة بافتتاحها بالتكبير، والجلوس في أوّلها ووسطها ، والتذكير فيها بأحكام العيد .
اقرأ ايضا في موقع لحن الحياة
شروط صلاة العيد
يُشترَط لوجوب صلاة العيد على المسلم ما يُشترَط لوجوب صلاة الجمعة ، والشروط هي : وجود الإمام ، والبلد الذي تُقام فيه الجماعة والذُّكورة والحُرّية وحلول الوقت المُعيَّن لها والإقامة وسلامة البَدَن ، كما بيّن ذلك الحنفيّة .
وأضاف الحنابلة شرط الاستيطان في البلد ، والعدد الذي تجب به صلاة الجمعة .
بينما أضاف المالكيّة عدم أداء فريضة الحجّ .
واشترط الشافعيّة التكليف ، سواءً من الذكر أو الأنثى ، مُقيماً كان المُكلَّف أو مسافراً ، حُرّاً أو عبداً .
أمّا شروط الصحّة لصلاة العيد فهي: الإمام والبلد والجماعة والوقت ، وذلك عند الحنفيّة .
بينما اشترط الحنابلة الوقت والجماعة فقط .
أمّا المالكيّة، والشافعيّة فلم يشترطوا إلّا الوقت ، ويُضاف إلى ما سبق ما يُشترَط في كلّ صلاةٍ من الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة .
سُنَن صلاة العيد
تُسَنّ في صلاة العيد ما يُسنّ في غيرها من الصلوات ، من الأقوال والأفعال ، بالإضافة إلى سُنيّة عدّة أمورٍ أخرى فيها :
● الموالاة في القراءة في ركعتَي صلاة العيد ، وذلك بعدم الفصل بين التكبيرات والقراءة.
●الاغتسال قبل صلاة العيد والتطيُّب لها مع تخيُّر أحسن الثياب ، إذ ثبت في الصحيح : (أنَّ ابنَ عُمَرَ كانَ يَغتَسِلُ يَومَ الفِطرِ ، قَبلَ أنْ يَغدوَ إلى المُصَلَّى) .
● تناول شيءٍ من الطعام قبل الخروج إلى صلاة عيد الفِطْر ، ويُسنّ أن يكون حُلواً كالتمر ونحوه ، اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام .
إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال : (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ) ، وقالَ مُرَجَّأُ بنُ رَجاءٍ : (حدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني أنَسٌ ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا) .
● الذهاب إلى مُصلّى العيد مَشياً على الأقدام ، والحرص على مُخالفة الطريق في العودة من المُصلّى .
●النداء لصلاة العيد بِقَؤْل: “الصلاة جامعةٌ” ، فلا يُشرع فيها أذانٌ أو إقامةٌ .
● التكبير في الطريق إلى مُصلّى العيد عند الشافعيّة والمالكيّة والحنابلة في صلاة عيدي الفِطْر والأضحى ، والجهر به .
أمّا عند الحنفيّة فيُسنّ التكبير في الطريق إلى المُصلّى في عيد الأضحى دون عيد الفِطْر ، مع الجهر به .
اقرأ ايضا في موقع لحن الحياة
الدوخة..أسبابها الممكنة وعلاجها
صلاة العيد في المنزل بسبب وباء كورونا
أكد الأزهر انه يجوز صلاة العيد في المنزل بالكيفية التي تصلى بها في المسجد ، وذلك لقيام للعذر المانع لاقامتها في المسجد او الخلاء .
يجوز أن يؤديها الرجل جماعة بأهل بيته ، ويجوز أن يصليها المسلم منفردا .
وذلك انطلاقا من أنه من اعظم مقاصد الشريعة الاسلامية حفظ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الاخطار والاضرار .
أوضح الأزهر أنه لا تشترط الخطبة عند صلاتها في المنزل ، فإن صلى الرجل بأهل بيته فيكتفي بالصلاة دون الخطبة .
واكد انه اذا صلى المسلم صلاة العيد منفردا او جماعة باهل بيته ، فانه يصليها ركعتان بتكبيراتها الزوائد كما ذكرنا سابقا .
وأضاف ان وقت صلاة العيد هو وقت صلاة الضحى ، يبدأ من بعد شروق الشمس بثلث ساعة ، ويمتد الى قبيل اذان الظهر بثلث ساعة .
[…] صلاة العيد ، وكيف نصليها في المنزل […]