ما لا تعرفه عن التماهي

التماهي كمفهوم في علوم النفس والاجتماع، هو التقمّص لشخصيّة آخر، والاندماج والتقليد في السلوكيات والميول، حدّ ضياع وذوبان خصائص شخصية الكائن ذاته في شخصيّة انسان آخر، وأوّل من أشار لهذا المصطلح هو سيغموند فرويد، فأشار بها إلى تقارب ومحاكاة دون وعي لشخصيات تتّفق فكريّاً فيما بينها.

ما لا تعرفه عن التماهي

والتّماهي من السّمات المحدّدة والمؤطرة لشخصية الإنسان عموماً، وهو من عوامل التأثير المباشرة في تغيير مستقبل المتماهي ولو كان تماهيه غيرمعلن وغيرظاهر.

أما الشخص الآخر ممكن أن يكونَ عشيرة الإنسان أو مجموعة دينية أو طائفة أو مذهب ديني أو فكري أو سياسي، يتبنى المماهي أفكار وسلوكيات وميول هذا الآخر، ليمسي نسخة تقليدية منه قلباً وقالباً.

التماهي والشخصية العصابية

ويعتبر التماهي وسيلة دفاعية تطغى على سلوكيات المصاب باضطراب الشخصيّة العصابية، شأنها شأن التصعيد، التغيير، العزل، النفي، والتحويل.

نشأة التماهي

يبدأ التماهي عند الفرد في مراحل الطفولة المبكرة، ويتّخذ أطواراً عدّة.

أطوار التماهي

  • التماهي في مرحلته الأولى: يبدأ عند الأطفال بين عمر السنتين والثلاث، حيث يميل الطفل الذكر لتقمص شخصية والده، وتميل الطفلة الأنثى لتقمص شخصية الأمّ، بدافع الحب والميل الفطري.
  • التماهي في مرحلته الثانية: يبدأ بين عمر الثلاث سنوات والست سنوات، حيث يميل الطفل أو الطفلة لفصل وحرمان الأب والأم عن بعضهما البعض، كما تنص عقدة أوديب وذلك ليس بدافع الحب كالتماهي الأولي إنّما يخلقه دافع العِداء تجاه أحد الأبوين بحسب كون المتماهي طفل أو طفلة.

والأسرة مجتمع كسائر المجتمعات لها قوانينها التي تلزم أفرادها بالإخلاص لها وأفكارها والعمل بها كتأشيرة للقبول، وفي حال عدم الرضوخ لإلزاميات هذه المجموعة يتم نبذ الفرد وإبعاده عن أحقية الإنتماء للمجموعة.

اقرأ أيضاً في لحن الحياة

ما لا تعرفه عن النّهام العصبي

كيف تكون شخصًا متفائلًا عندما تكون الاحتمالات ضدك

عقدة أوديب النفسيّة

سلبيات التماهي

يميل التماهي للسلبية فيما إن طغى على الإنسان مسبّباً الهدم النفسي لذاتهِ، وسيرِهِ بعكسِ ما يريد تحقيقاً لرغبات المتماهى فيه وإجحافاً لرغبات الشخص نفسهُ، ومن أمثلة ذلك دراسة الابن مجال مغاير لرغبته والتفوّق فيه رغم كون هذا المجال ليس بشغف له إنّما وقوفاً عند رغباتِ أحد والديهِ الذي ربّما يكون مستضغفاً أو منفصلاً عن شريكه.

عزيزة العبار
عزيزة العبار
المقالات: 91

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد