صانعي السيارات الرياضية الأسطورية ..
اينزو فيراري ، فيروتشيو لامبورجيني ، فارديناند بورشيه ، إيتور بوغاتي ، وهوراشيو باغاني
أشخاص تركوا وراءهم بصمة ، كتبوا بإنجازاتهم سطور النجاح ، هذا النجاح الذي تراه في كل سيارة تحمل اسماءهم ، في كل تحفة فنية أبهرونا بها .
عن هؤلاء الأشخاص سيحكى ما دام الناس يقودون السيارات .
وبالذات عن أحد هؤلاء العباقرة سنتحدث اليوم .
هوراشيو باغاني ولعبته الخارقة
في العام 1955 بالأرجنتين ومن عائلة بسيطة عملت بالمخبوزات ، من أم أرجنتينية وأب إيطالي وُلد هوراشيو باغاني .
كان هذا الطفل – كغيره الكثيرين – يحب جداً اللعب بالسيارات الصغيرة ، حتى أنه كان يصمم بعض السيارات عندما كان صغيراً جداً .
لا شيء غير عادي ، لكن الغير عادي كان الشغف الزائد للسيارات .
ففي عمر 15 سنةصنع لنفسه دراجة نارية ، وفي وقت لاحق صنع لنفسه سيارة من بقايا السيارات ومن أمور بسيطة ، والجميل أنه هو من صنعا بنفسه .
الموهبة موجودة .. وعندما أحي هوراشيو بها حاول صناعة سيارة لنفسه تنافس في الفورمولا 3 .
وفعلاً ممكن للمعجزات أن تحصل ، صنع السيارة وشاركت في السباق وكانت من أقوى السيارات الأرجنتينية المشاركة .
وهنا كانت اللحظة الحاسمة في حياة هوراشيو باغاني .
لاحظ عمله وموهبته وأحلامه أحد الأشخاص المهمين ، السائق البطل الحاصل على خمس ميداليات في الفورمولا 1 العالمية خوان مانويل فانخيو ، وأرشده للأتجاه إلى أوروبا لأنها تحوي أكبر شركات السيارات العالمية وأفضلها .
وفعلاً اختار هوراشيو بلد والده إيطاليا ليتجه إليها ، وكانت من أكبر الشركات في إيطاليا وقتها فيراري وألفا روميو ولامبورجيني .
ولكن كماهي سنة الحياة .. لا تكون الأمور عادة سهلة المنال ، وكان لشركات السيارات هذه رأي آخر بهوراشيو .
مباشرة رفضتو شركتي فيراري وألفا روميو ، وبجهد جهيد وظفته شركة لامبورجيني كعامل عادي يقوم بأعمال روتينية .
وافق واستلم وظيفته الجديدة ، ولكن كان بباله خطة ثانية .
لم يمر الكثير من الزمنوعلى توظيفه حتى أثبت جدارته لكل الموجودين وحصل ترقيات سريعة ، وبعد فترة شغل منصب مدير لقسم المواد والتطوير في الشركة .
في تلك الفترة ظهرت في عالم السيارات مادة جديدة وجميلة بطريقة ستغير حياة هوراشيو للأبد ، وهي الكاربون فايبر ، وهي خيوط مصنوعة من ذرات الكاربون ، مادة قوية جداً وخفيفة الوزن ، كانت تستخدم في صناعة الصواريخ والمركبات الفضائية ، ولاحقاً وجدت لنفسها سوق في مجال السيارات .
كان الكاربون مادة مذهلة وهوراشيو كان من أول الناس الذين فهموا بأن هذه المادة سيكون لها مستقبل مخيف في عالم السيارات ، فبدأ بالمحاولات مع الشركة لتشتري الآلة العملاقة التي تصنع هذه المادة ، ولكن لامبورجيني رفضت .
لم ينسى هوراشيو الأمر وقرر تنفيذه بنفسه ، فلجأ للقروض والبنوك وأنفق كل ما يملك لشراء هذه الآلة ، وجهز مصنع لانتاج الكاربون فايبر .
واتضح فيما بعد بأن شراءها كان صائباً 100% ، وأصبحت ترده طلبات لصناعة الكاربون لجميع أنحاء أوروبا .
في ذلك الوقت كانت لامبورجيني تقوم بالتجارب على سيارتها الجديدة كونتاش ، فقام هوراشيو – وحتى بدون اذن من الصانعين بلامبورجيني بصنع أجزاء السيارة المختلفة من الكاربون فايبر .
لم يستطع رؤساء لامبورجيني تصديق ما حدث ..
الكونتاش ولكن بتوفير 500 كغ من نسختهم العادية ، وعندها بدأت لامبورجيني تتعاون معه بالموضوع .
لكن احس هوراشيو نفسه مقيداً ، وأراد أن يصنع شيئاً لنفسه افضل من لامبورجيني .
تجد أيضاً في موقع لحن الحياة
من هو مطور البرمجيات وماهي وظيفته
في عام 1991 تقدم باستقالته للامبورجيني ، خصوصاً وأن شركته التي تصنع الكاربون فايبر أصبحت ناجحة لدرجة أنه أصبح مليونيراً وفي زمن لم يتجاوز السنتين ، وأصبح الوقت مناسباً ليحقق حلمه بصناعة سيارة خارقة لم تحدث من قبل .
وفي عام 1992 افتتح هوراشيو باغاني شركته باغاني اوتو موبيل .
في ذلك الوقت كانت جميع شركات السيارات تتبع طريقة تقليدية في صناعة السيارات ، كانوا يعلقون جميع القصع المصنوعة من المعدن ومن البلاستيك على هيكل معدني ، ولكن بسيارة هوراشيو – الحلم – كانت الهندسة على أعلى مستوياتها، وقد كان مسبقاً يملك أفضل مصنع لإنتاج الكاربون فايبر ، فلم يبخل عليها بأي شيء ووضع هذه المادة السحرية في كل مكان استطاع وضعها فيه في هذه السيارة .
ولكن لا بد من تزويد هذه السيارة بقلب ينبض .. بمحرك جبار وقوي .
كانت المشكلة بأن الجميع كان يرى بهوراشيو الإنسان المجنون الذي قرر أن يصنع سيارة تنافس لامبورجيني وفيراري وبورش والصانعين الذين كان يتطلع إليهم هوراشيو ، فرفض الجميع منحه محركاتهم ، وسدت السبل في طريقه ..
فلجأ إلى مساعده الأول ، سائق الفورمولا 1 الذي نصحه بالتوجه إلى أوروبا خوان مانويل فانخيو الذي قرر مساعدته من خلال علاقاته .
استطاع خوان اقناع كبير مهندسي مرسيدس لمنح هذا الشاب الأرجنتيني المجنون الأخطر محرك V12 فخر مرسيدس الذي تم استخدامه على S500 و S600 بسيارة W140 (الشبح) وعلى عدة سيارات سرعة أخرى ، وبتعبير آخر الأسطورة من مرسيدس .
طال العمل بهذه السيارة سبع سنين بمساعدة سائق الفورمولا 1 خوان ، حيث أنه كان مؤمناً بهذا الشاب .
وأخيراً .. وفي عام 1999 كشف هوراشيو عن سيارته الخارقة باغاني زوندا نسبة للرياح الني تهب من الجبال في أمريكا الجنوبية .
وبالفعل .. كانت سيارة لتسابق الرياح ..
محرك 6 لتر ، 12 اسطوانة ، بقوة 480 حصان ، علماً أن وزنها 1250 كغ .
كل التفاصيل فيها كانت جديدة بالأسواق ، وأرقام في السماء .
رغم سعرها الغالي جداً في ذلك الوقت حصلت سيارة باغاني زوندا وفي اليوم الأول لعرضها على طلبات لصنع هذه السيارة أكثر مما كان يتمنى هوراشيو باغاني نفسه .
وبدأت زوندا بالتطور ، فقد كانت بالإصدار الأول بقوة 480 حصان وتسارع من 0 إلى 100 كم/ساعة خلال 4.2 ثانية ، وهذا رقم مذهل في ذلك الوقت .
وأصبحت بالإصدار الثاني بقوة 800 حصان وتسارع من 0 إلى 100 كم/ساعة بأقل من 2.6 ثانية فقط .
هذه السيارة الخارقة التي كانت حلم لهوراشيو باغاني اصبحت حقيقة ، واحتلت لفترة طويلة المرتبة الأولى بين السيارات الخارقة .